تخطت القهوة في منافعها كونها مشروب التركيز والتفاعل المفضل لدى كثير من البشر لبدء يومهم قبل الساعة العاشرة صباحًا.

فقد وجد العلماء أدلة أكثر قوة على أن هذا المشروب القديم قد يحمل بعض الفوائد الصحية بعيدة المدى.

أظهرت دراسة جديدة أجراها علماء فرنسيون كيف أن تناول ثلاثة أكواب أو أكثر من القهوة يوميًا يقلل من خطر الوفاة بين مرضى فيروس نقص المناعة البشرية وفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي).

وقد نُشر هذا البحث مؤخرًا في دورية أمراض الكبد.

كل ذلك يتعلق بخصائص القهوة المضادة للالتهابات والصديقة لخلايا الكبد. على نطاق أوسع من البشر، تبين أن ثلاثة أكواب من القهوة كل صباح تحِدّ من مخاطر الإصابة بسرطان الكبد بنسبة 35%.

في الواقع، يقلل احتساؤنا لخمسة أكواب من مخاطر الإصابة بدرجة أكبر، ولكن كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى مشاكل أخرى بسبب الكافيين. كما وجدت دراستان كبيرتان علاقة بين شرب المزيد من القهوة والعيش لفترات أطول.

تعني هذه الخصائص المثيرة للاهتمام للقهوة الكثير والكثير بشكل خاص للباحثين في مجال فيروس نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي (سي) إذ أن المرضى الذين يعانون من هذه الأمراض معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بأمراض الكبد في نهاية الأمر، بالإضافة لأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان.

ويوضح رئيس الفريق البحثي دومينيك سالمون-سيرون (Dominique Salmon-Céron): «حتى عند الشفاء من التهاب الكبد الوبائي (سي)، فإن المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية لديهم مخاطر أعلى للوفاة بالنسبة إلى عامة السكان، وذلك بسبب عملية الشيخوخة المتسرعة التي قد تنتج عن السرطان، والمضاعفات المتعلقة بمرض السكري وأمراض الكبد، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية».

تتبعت الدراسة 1028 من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية وفيروس التهاب الكبد الوبائي (سي) على مدى فترة خمس سنوات.

في بداية الدراسة، أبلغ واحد من كل أربعة مرضى عن شرب ما لا يقل عن ثلاثة أكواب من القهوة يوميًا. بحلول نهاية الدراسة، وقعت 77 حالة وفاة.

تعمق الباحثون في هذه البيانات ليجدوا أن شرب ثلاثة فناجين من القهوة يوميًا على الأقل كان مرتبطًا بانخفاض خطر حدوث الوفاة بنسبة 50%.

كان ذلك حتى بعد مراعاة العوامل الصحية المرتبطة بهذه الظروف والعوامل الاجتماعية السلوكية الأخرى، مثل عدم التدخين والحالة الزوجية.

بالطبع، لا شيء مما سبق يعني أن القهوة هي نوع من الأدوية المعجزة. فلقد ثبت أن شرب الكثير من القهوة يؤثر على أنماط النوم ومستويات القلق والأرق لدينا تمامًا مثل كل ما يتم تناوله بكثرة عن حده، لن يفيدك.



ومع ذلك وكما أظهرت هذه الدراسة، فإن هناك المزيد من الأدلة التي تشير إلى إمكانية استخدام القهوة لمنع أو حتى علاج العديد من الأمراض.

وأضاف الدكتور سالمون-سيرون: «أعتقد أننا بحاجة إلى مراقبة استهلاك القهوة بشكل أفضل، بالإضافة إلى سلوكيات أخرى، مثل تعاطي الكحول والتدخين والنشاط البدني، واقتراح تدخلات للمرضى والتي تيسر السلوكيات الصحية حتى بعد التخلص من فيروس التهاب الكبد الوبائي (سي)».

وبناءً على ذلك، أعتقد أن فوائد القهوة ونوعية المكملات الغذائية مع مركبات أخرى مضادة للالتهابات تحتاج إلى تقييم في حالة مرضى فيروسي نقص المناعة البشرية والتهاب الكبد الوبائي (سي) معًا.


  • ترجمة: علي أبو الروس
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر