العقاقير – التي تستلزم وصفة طبيّة – تداوينا حين نمرض، وتخفّف آلامَنا حين نتألّم، وتمنع حالاتٍ مرضيّةً أو تسيطر عليها على المدى الطويل. وأحيانًا، وحتّى مع أدائها لوظيفتها على أكمل وجه، تنتج عنها آثار جانبيّة غير مرغوبة.

لكن مهلًا! لا تسمح لهذا أن يجعلك تنفر من الدواء تلقائيًّا، خاصّةً إذا كان جزءًا من تدبير حالتك الصحيّة، ولكن لا يجب عليك أن تقبل الارتكاسات غير المرغوبة أيضًا.

 فلتعلمْ ما المُتوقَّع

يمكن أن تحدث الآثار الجانبية في كلّ الأدوية تقريبًا، كما يقول جيم أوين؛ نائب رئيس الشؤون العلمية والعملية في جمعية الصيادلة الأمريكية. إنّها شائعة جدًّا في كلّ شيء بدءًا من حبوب تحديد النسل وصولًا إلى العلاج الكيميائيّ للسرطان.

تسبّب الكثير من العقاقير الموصوفة مشاكلَ بالجهاز الهضمي مثل الغثيان، والإسهال، والإمساك وغيرها، وذلك لأنّها تمرّ عبره. والكثير من الأدوية الأخرى مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية الضغط وأدوية السكري يمكنها أن تسبّب دوخةً، وبعضها يمكنه أن يجعلك تشعر بالنعاس، أو تكتسب الوزن، أو يسبّب لك الحكّة، ومنها ما يحدُّ من قدرتك على ممارسة الجنس.

تقول ليزا ليو Lisa Liu، طبيبة الأسرة بمستشفى جوتليب التذكاري بحديقة ميلروز: «أنا أخبر المرضى دائمًا أنّ الأعراض المزمنة للأدوية غير مقبولة، ولا أسمح باستمرار شعور المريض بالألم أو عدم الراحة ما لم نجرب كلّ البدائل الممكنة».

اطلب المساعدة

عندما يصف لك الطبيب دواءً جديدًا، اسأل عن الآثار الجانبيّة الشائعة. يجب عليك أنت والطبيب والصيدلي أن تعملوا معًا، فكلّ واحد منكم لديه معلومات يمكن أن يضيفها. يجب عليك أن تعرف ما هي الآثار الجانبية الخطيرة للدواء، وما الأثار التي ستذهب من تلقاء نفسها، وأيّها يمكنك أن تتجنّب حدوثه.

حين تأخذ عقارًا جديدًا للمرّة الأولى، أخبرِ الطبيب أو الصيدلي بأيّ أعراض غير مُتوقّعة بأسرع ما يمكن، بما في ذلك حياتك الجنسيّة وأيّ شيء يمكنك أن تسكت عنه بسبب الخجل أو الخوف.

قد تختفي بعض الآثار الجانبيّة مع الوقت وتصبح كأنّك لا تشعر بها، وذلك لأنّ جسدك قد تأقلم مع العقار الجديد ومع آثاره، لذلك يجب عليك أن تخبر الطبيب عند أوّل ظهور لأيّ أعراض حتى يقدّم لك التوصيات اللازمة لتبقيك بأمان، أو حتى أن يغيّر لك خطّتك العلاجية. وفي حالات أخرى، ربّما ستكون قادرًا على تقليل الجرعة، أو تجربة عقار جديد، أو استبدال العقار الحالي، أو حتى إضافة أدوية جديدة للتغلّب على الآثار الجانبية لدوائك الحالي، مثل الأدوية المضادّة للغثيان مثلًا.

اصنع قائمة بكلّ أدويتك

عندما تتحدّث لطبيبك يجب أن يكون لديك قائمة بكلّ الأدوية والمكمّلات الغذائية التي تتناولها، حتى لا تأخذ أدوية غير محسوبة ضمن برنامجك العلاجي الجديد. ففي كثير من الأحيان، تكون الآثار الجانبية ناتجة عن تداخل أدوية مع بعضها، أو ربّما تتناول دواءين لهما نفس المادة الفعّالة والغرض وأنت لست بحاجة إلى ذلك.

كن على دراية أنّ أيّ أعراض تظهر عليك عند تناولك دواءً جديدًا فهي ناتجة عن هذا الدواء الذي تتناوله، لذلك إذا لم تُخبر طبيبك بقصّتك العلاجية الكاملة وبكلّ الأدوية التي تتناولها؛ فربما يصف لك علاجًا لست بحاجة له، أو يشخّص حالتك بشكل خاطئ.

 اسأل عن التغييرات في نمط حياتك

يوجد الكثير من العوامل التي تساعد في ظهور الآثار الجانبية، فليس الدواء فقط من يسبب ذلك. يقول أوين: «ربما تكون قادرًا على منع الآثار الجانبيّة بتجنّب الكحول وبعض الأطعمة الأُخرى، أو إجراء بعض التغييرات البسيطة على نظامك الغذائي وحتّى نمط حياتك».

فعلى سبيل المثال، لو كنت تتناول أدوية مضادة للاكتئاب فهي تساعدك لتشعر بتحسّن، لكنّها تسبّب لك زيادة الوزن، لذلك يجب عليك أن تولي اهتمامًا أكبر لخطّتك الغذائية والرياضية.

بعض الأدوية الأخرى مثل أدوية الكوليسترول وسيولة الدم، ربما لا تقوم بوظيفتها كما ينبغي إذا تناولت معها الجريب فروت (الليمون الهندي) أو الأطعمة الغنيّة بفيتامين (K). في حين أنّ بعض الأدوية الأخرى تزيد من حساسيتك للشمس، لذلك يجب عليك استخدام واقيات الشمس.

 خذ موافقة الطبيب

من الذكاء أن تبحث عن معلومات دوائك بنفسك، اقرأ النشرة الطبيّة للدواء، والتعليمات الموجودة في وصفة الطبيب. تحدّث مع الناس أصحاب الخبرة في الأمور الصحية والدوائية، وابحث في مواقع مُعتمَدة موثوقة على الإنترنت، فلو وجدت دواءً آخر ذا أعراض جانبية أقلّ فاسأل طبيبك عنه أو الصيدليّ القريب منك، فالعقاقير الجديدة غالبًا تكون لها آثار جانبيّة أقلّ من تلك الموجودة في الصيدلية منذ سنوات. لكن انتبه! لا توقف الدواء ولا تقُمْ بأيّ تغييرات في نظامك العلاجي دون الحصول على موافقة الطبيب، خصوصًا إذا كنت تعاني من حالة مرضيّة مزمنة.

نريد أن ننبّهك لأمرٍ هامٍّ أيضًا بخصوص المضادات الحيويّة. احذر من عدم إنهاء برنامجك العلاجي الكامل خصوصًا مع هذا النوع من الأدوية، أو تناول نصف الجرعة أو ما شابه، لأنّك ببساطة ستعاني من التعب مرّةً أخرى، وعلى المدى البعيد ستسبّب لك تلك العادة مشاكل كبيرة أنت في غنى عنها.

 قرّر ما هو الأهمّ

ربما تكون لديك القدرة على تحمّل الأعراض الجانبيّة لبعض الأدوية خصوصًا إذا كانت مؤقّتة. لكن إذا عرّضك دواء ما للخطر أو لمشاكل طبيّة خطيرة تؤثّر على صحتك، فيجب عليك إيقافه فورًا.

فالأدوية التي تسبّب الدوار على سبيل المثال، يمكنها أن تزيد من خطر الوفاة أو الإصابات الخطيرة نتيجة السقوط، خصوصًا مع التقدّم بالعمر. وإنّ الأدوية التي يمكنها أن تؤثّر على علاقتك بأصدقائك أو علاقاتك العاطفيّة أو الجنسيّة لن تكون الخيار الأفضل لك إذا كان هناك بديل لها.

تقول ليو: «في بعض الأحيان، قد يحدث مقدار ضئيل من الخطأ أثناء المحاولة أو التجربة، لكن في كثير من الأحيان ستتمكّن من إيجاد دواء يؤدّي غرضك بكفاءة دون التأثير على حياتك بشكل سلبيّ».


  • ترجمة: محمد غازي
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر