يمكن لتصرف النرجسيين أن يكون معيقًا لنجاحهم وسعادتهم، إليك بعض الحالات الخاصة، وإذا وجدت أيًا منها في طبعك، بإمكانك إصلاح ذلك.

١. لا يحترمون مواعيد الآخرين:

يرى النرجسيون أجندتهم الخاصة مهمةً جدًا، ويمكن لهذا أن يتسبب في عدم احترام مواعيد الغير، سواء كان ذلك إرسال بريد عملٍ بعد ساعات، أو إرسال رسائل خاصة غير ضرورية، أو حشو آذان زملائهم في العمل عن آخر طموحاتهم، أو أفكارهم في الوقت الحاليّ، أو مغامرات رحلاتهم، أو آخر منجزاتهم في عطلة نهاية الأسبوع.

A

يستغرق حديثهم أكثر من نصف المحادثة، ومع ذلك يتجاهلون تنبيهات غيرهم بأنه يتعين عليهم التركيز على أشياء أخرى.

في يومنا الحاضر (عالم السرعة)، يميل الناس إلى ردة فعلٍ سيئة تجاه من لا يحترم مواعيدهم. يمكن أن يقود ذلك إلى جعلك منبوذًا أو جعل الناس تتحدث عنك بنميمة، وبالنهاية يفقد النرجسي احترام زملائه.

٢. يردمون العلاقات من خلال تصرفهم الغريب:

يصر النرجسيون على القيام بالأشياء على طريقتهم، على سبيل المثال، يجادلون أو يلحون بشدةٍ على نائب خدمة العملاء للحصول على ما يريدون.

المشكلة هنا حين يقوم الفرد بذلك أمام الآخرين الذين يخشون هذا التصرف، كأن تتصرف بهذا النحو أمام حماتك، والتي لن تنسى أبدًا كم كان مُحرِجًا.

٣. يفشلون في رؤية تخطّيهم حدود الأدب:

يَغلِب النرجسيين طِباعُهم، فلا يدركون تخطّيهم حدًا أخلاقيًا تجاه غيرهم.

A

على سبيل المثال، يجهز النرجسي عملية أتمتة (إبدال الآلة مكان الإنسان – automation) في مشروعٍ ما، دون أن يدرك أنه بعمله هذا قد يضع العاملين غير المدربين خارج وظائفهم، فهم يَرَوْن فقط الجانب الإيجابي لذلك، ولا يَرَوْن العامل الإنساني منه.

فما يرونه رائعًا، يراه الآخرون مخيفًا وتعدٍّ على الخصوصية، ولكنهم -أي النرجسيين- لا يدركون ذلك، وبهذه الطريقة يمكن للمسؤول النرجسي أن ينفّر الزبائن أو الموظفين على حدٍّ سواء.

لا يرى النرجسي إمكانية تطبيق الأنظمة عليه، ولا يتوقع أن تعود عليه النتائج في حال كسره الأنظمة، فربما لا يُسمح لصاحب الشقة في بناءٍ ما تأجيرها للناس عندما لا يشغلها هو بنفسه، لكنَّ النرجسي يفعل ذلك على أي حال.

في النهاية، قد تقع عليه عواقب سوء عمله من تجاهله الأنظمة، أو القوانين، أو العرف الاجتماعيّ.

٤. يفشلون في الإنصات إلى غيرهم حين يحاولون إدلاء نصائح مفيدة:

حين يَسأل النرجسيون نصيحةً ما، هم في الواقع يبحثون عن المدح، فهم يقللون من شأن الآخرين ولذلك لا يولون نصائح الغير اهتمامًا، حتى وإن كانت مفيدة.

A

فالشخص الناصح يشعر بعدم الاحترام، وبالتالي يؤثر على موقفه من النرجسي.

٥. يعرضون سلامتهم (أو سلامة غيرهم) للخطر بسبب اعتقادهم بقدراتهم الخاصة:

«أنوي قيادة السيارة هنا بالذات»، يتخطّى النرجسي حدود السرعة في القيادة دون إدراك أن فعله هذا يقود الناس إلى التفكير بأنه أناني، وغير مسؤول، ومثير للارتياب.

وخاصة إذا كانوا يقودون بصحبة أطفالهم أو أفراد آخرين من العائلة في السيارة.

٦. يرجون مساعدة غيرهم لهم، لكنهم لا يردّون المساعدة بالمقابل:

نادرًا ما يخرج النرجسي عن طبعه ويساعد الآخرين، لكنه يتوقع مساعدة غيره دائمًا، فهو لا يرى مساعدة غيره له بالشيء الكبير، حتى وإن تطلب ذلك جهدًا كبيرًا من الشخص الذي قدمها.

ومع الوقت يدرك الناس طباعهم، بالتالي يصبحون أقل رغبةً في المساعدة، وهذا يؤثر على قدرة النرجسي على المضي قدمًا بطبيعة الحال.

الخلاصة:

إذا كان لديك زميل عملٍ نرجسيّ، أو صديق، أو فرد من العائلة، ففهم هذه الأسس سيساعدك على عدم شخصنة فِعاله وتصرفاته، وستدركها قريبًا.

وإذا كنت تتصرف بنفسك على هذا النحو، سيتعين عليك التخفيف من حدتها من أجل الحفاظ على علاقاتٍ أطيب، ونجاح وسعادة عظيمين، وتقليل الآثار السلبية المنعكسة عليك.


  • ترجمة: لبيد الأغبري
  • تدقيق: تسنيم المنجّد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر