غالبًا ما تجعل الحلمات علماء الأحياء التطورية يمرّون بأوقات عصيبة. نعم، المسألة كالتالي: «لماذا لدى الذكور حلمات؟».

لكن حتى حلمات الإناث تطرح بعض الأسئلة المهمّة.

تأخذ الحلمات جميع الأشكال والأحجام والأنواع، والألوان. مع ذلك، وفقا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة (سلوك الإنسان التكيّفي وعلم وظائف الأعضاء) يمكن لذلك الشرح الجريء للتنوع أن يشكّك في الكثير مما نعلمه عن التطوّر البشري.

أحد الافتراضات الكبيرة لعلم الأحياء التطوري هي أنّ التنوّع المنخفض في حجم السمات البيولوجية يُظهر لها غرضًا محدّدًا للغاية أو أنّ هذه السمات البيولوجية هي ناتجة عن انتقاء تطوري قوي.

إن أعضائك الحيوية هي أجزاء معقدة للغاية ومتخصّصة وذات أهمية؛ لذا فإن معظم البشر سيكونون متشابهين نسبيًا في الحجم ومتطابقين إلى حدٍ ما.

من ناحية أخرى، تشير النظرية إلى أن السمات المتغيرة بشدة ناتجة عن اصطفاء تطوري ضعيف وليست وظيفية أو ضرورية.

مع ذلك، ومن خلال قياس حلمات 63 طالبًا وطالبة في المرحلة الجامعية، اكتشف باحثون من جامعة كوينزلاند في أستراليا أن هذا ليس صحيحًا دائمًا، وتمّ أيضًا أخذ عوامل أخرى بالحسبان خلال عمليات القياس كمحيط الصدر، كتلة الجسم، الطول، ودرجة حرارة الغرفة.

تُستخذم حلمات الإناث في الرضاعة الطبيعية، لذلك لديها وظيفة بيولوجية جليّةٌ جدًا.

من الناحية النظرية، فإن ذلك يعني أن حلمات الإناث يجب أن يكون لها شكل وحجم ثابتان إلى حد ما، لكن هذا ليس هو الحال بالتأكيد.

فقد اكتشفوا أن الإناث لديهن تباين أكبر بكثير في حجم الحلمة من ذلك التباين الذي لدى الرجال، والذين كانت حلماتهم أكثر تماثلا.

وقالت مؤلفة الدراسة الحاصلة على الدكتوراة كيلي أشلي في تصريح لها: «وجدنا أن حلمات الإناث كانت أكثر تنوّعًا بكثير من حلمات الذكور».

«حلمات الإناث وظيفية لأنها تُستخدم في الرضاعة الطبيعية. لذلك، فإن النتيجة التي تشير إلى أن حلمات الإناث متنوّعة للغاية تكذّب الدراسات السابقة التي تنص على أنّ وجود تباين في خاصية محددة يشير إلى نقص في الأداء الوظيفي».

وكملاحظة جانبية، وُجد أيضًا أن حلمات الذكور هي أصغر بنسبة ​​36% في المتوسط من حلمات الإناث.

البحث يساعد أيضًا في تحطيم بعض الخرافات الأخرى حول الأعضاء التناسلية البشرية. وأشار الباحثون في الدراسة إلى أن العلماء سبق لهم إدعاء أنّ التفاوت في طول البظر، والذي يزيد عن ذلك التفاوت في حجم القضيب، يعني أن النشوة الجنسية للإناث هي نتيجة ثانوية غير وظيفية كنشوة الذكر.

خلاصة القول أن بعض الدراسات القديمة قد جادلت في أن البظر هو مجرّد (خلل تطوري)، وهو قضيب لاوظيفي ليس له أيّ غرض لدى النساء، كما تبيّن ذلك من حقيقة إمكانيّة تنوّع البظر في الشكل والحجم واللون، وغيره من المميزات.

ومع ذلك، يُظهر هذا الدليل الحَلمي الجديد أن هذه الفكرة ليست إلا مجرّد هراء، وانتهى الباحثون بجرأة إلى إمكانية تجاهل هذا الدليل الآن.


  • ترجمة: محمد حميدة
  • تدقيق: علي فرغلي
  • تحرير: صهيب الأغبري
  • المصدر