جميعنا لديه عاداته الليلية: قراءة كتاب جديد مع كأس من العصير، عناية بالأسنان باستخدام الخيط، أو تصفح أخير للإنترنت.

لكن لحيوانات الشمبانزي عاداتها الليلية أيضًا!

في كل ليلة، يقوم الشمبانزي بصنع سرير جديد، إذ يجمع الأغصان والعيدان ليصنع ما يشبه السلة فوق سطح الأرض ب 30 قدم.

الأشخاص الذين ناموا في تلك الأوكار كعالمة الحيوان فيونا ستيوارت (Fiona Stewart) وصفتها بأنها ضيقة ولكنها عملية ضدّ الحيوانات المفترسة.

لأول مرة، قام العلماء بفحص تلك الأوكار ليروا أنواع الحشرات، والزواحف الصغيرة، والميكروبات التي تشارك الشمبانزي سريره.

يقول الباحثون بأنهم أرادوا مقارنة الأوكار البرية المليئة بالبق بتلك الموجودة في شراشفنا.

قال عالم الأحياء روب دن (Rob Dunn) عن حياة الشمبانزي: «بالرغم من ميكروباتها إلا أنها على الأرجح مثال جيد لتصرفات أجدادنا».

كتب دن ومعاونوه في دورية (Royal Sociaty Open Science) بأن سرير الشمبانزي لا يعكس صورة أسرة البشر.

قالت ميجان ثويمس (Megan Thoemmes) والتي تدرس تطور التاريخ والثدييات: «في تقدمنا الدائم نحو مجتمعاتنا الحضرية خسرنا العديد من تنوع الكائنات».

وأضافت: «ولكن لم يسبق لأحد أن نظر في كيفية اختلاف ذلك مقارنة بماضينا. أو غيرها من الثدييات حاليًا».

قام أقرب شبيه للإنسان بالنوم فوق الشجر قبل مليوني عام، وبعدها قرر الإنسان المنتصب (homo erectus) النوم على الأرض.

الأدلة الأثرية تشير إلى أن أجدادنا القدامى ناموا في أوكار تشبه التي ينام فيها القرود في يومنا هذا.

كثير من القردة الحية الكبيرة، كالغوريلات والقردة الشبيهة بالإنسان، تبني أسرة نومها، لأن أغصان الشجر لا تستطيع حمل أوزانها الثقيلة.

في الدراسة الحديثة قام دن وثويمس وستيوارت وزملاؤهم بدراسة الشمبانزي تحديدًا لأن لديها 1.2% من الحمض النووي للإنسان.

طفيليات الشمبانزي موثقة جيدًا، حيث تعيش هي وكائنات مجهرية على جسدها.

درس الباحثون 41 وكرًا مهجورًا مؤخرًا في غابة تانزانيا للبحث على الميكروبات.

15 وكرًا على الأقل وجد بها كائنات مفصلية كالعناكب وغيرها من الحشرات.

قاموا أيضًا بمسح مربع من أرضية الغابة بجانب الأشجار وقارنوا ما وجدوه، بالمفصليات الموجودة في الأعشاش.

فقط 4 طفيليات عرفت بطفيليات الشمبانزي.

وليس لأي منها اختصاص في التغذية على الشمبانزي.

قال ثويمس: «معلوماتنا تشير إلى أنهم جيدون جدًا في إبقاء أنفسهم نظيفين وبعيدين عن الطفيليات الملتهمة».

أما نحن البشر، عندما ننام، فإننا نتخلص من الجلد الميت وعندها تبدأ الوليمة لتلك الطفيليات.

قال دن مشيرًا إلى عثّ الوجه: «جسدنا يتخلص من الجلد الميت، وتأتي تلك الطفيليات لتأكل ذلك الجلد».

بكتيريا الجلد والفم تستعمر أسرتنا أيضًا.

حيث وصف فيليب تيرنو (Philip Tierno)، وهو عالم الميكروبات في جامعة نيويورك الفرق الميكروبي بين الإنسان والشمبانزي بأنها “استثنائية”.

أسرة النوم لدى الإنسان مليئة بالميكروبات.

أوكار الشمبانزي أغنى بتنوع الميكروبات، لكن معظم الجراثيم قادمة من البيئة وليس من أجسامهم.

شمل بحث تيرنو تمزيق فراش نوم، وعثر على عدد لا يصدق من بقايا الكائنات (عث، وفطريات، وإفرازات وبقايا جلد، وبعض من بقايا الطعام لمن يأكل في السرير).

فكان ذلك الفراش أثقل بكثير من الفراش الجديد من المصنع.

وبالإضافة لتلك البقايا، تأتي البكتيريا.

أفواهنا وجلودنا تساهم بما نسبته 30% من البكتيريا الموجودة على الوسائد. (دراسة لدورية POLS One).
قالت هولي مينوجر (Holly Mennuger) مساعدة دن في جامعة مينيسوتا: «الميكروبات التي نجدها في وسائدنا شبيهة بتلك الموجودة في المراحيض والتي تشبه أيضًا تلك الموجودة في أجسادنا».

في أوكار الشمبانزي، البكتيريا المرتبطة بالقردة لديها ظهور أقل. فقط 3.5% من الحمض النووي الميكروبي كان متعلقًا بأجسام الشمبانزي.

قال دن: «هذا ليس ما توقعه العلم، الأخذ بالاعتبار بيت القرد في حديقة الحيوانات، وأن رائحة الشمبانزي تعود كليًا لميكروبات جسدها، توقعنا العثور على تلك الميكروبات في الأوكار ولكن كان وجودها أقل في البرية».

توقع مؤلفو الدراسة وجود ميكروبات برازية بأعداد كبيرة بسبب الدراسات التي تشير إلى أن براز الشمبانزي يعلق في فروها.

في الواقع، لم يُعثر عليها إلا نادرًا.

قال ثويمس: «قد يكونون ماهرين حقًا في إبقاء آثار البراز بعيدًا عن أسرّتهم عندما يخلدون إلى النوم».

إنها حقيقة بأن الجراثيم البرازية تتجمع في أسرة الإنسان مع مضي الوقت.

ولكن قال تيرنو مقارنتها مع تلك الموجودة في أوكار الشمبانزي ليس عادلًا للبشر!

إذا أمضى الشمبانزي سنوات في نفس الوكر، فإن علماء البكتيريا يتوقعون بأنها ستكون أكثر بكثير من مجرد كائنات حية بيئية.

ينصح الخبراء أيضًا بتغطية الوسائد والفراش بحواجز مضادة للحساسية إذ تمنع تلك البقايا من أن تتخلل مكان نومنا.

ان كنت تريد النوم بعيدًا عن الميكروبات كالشمبانزي عليك معرفة أنه ليس بالهدف الذي يمكن تحقيقه.

إن معظم الأشخاص لا يملكون ما يكفي من المال لبناء مكان جديد للنوم كل يوم؛ إلا إذا كان الشخص يعيش في إيكيا (Ikea).


  • ترجمة: عصام جريج
  • تدقيق: دانه أبو فرحة
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر