لا شك أن غالبيتنا شاهد مجموعات متشابكة من الخطوط الكهربائية التي تصل المباني مع خطوط الطاقة الرئيسية.

في بعض المناطق السكنية في العالم، يكون من غير المألوف رؤية مجموعات كبيرة من خطوط الطاقة الهوائية والأعمدة منتشرةً بين المباني.

ليس لأن هذا الأمر يبدو فوضويًا، لكن لطريقة التمديد هذه بعض السلبيات الحقيقية أيضًا.

تعتبر خطوط الكهرباء الهوائية إحدى أول الأشياء التي يمكن أن تتعطل عند وقوع الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير.

ويمكن في بعض الحالات أن تتسبب الرياح القوية والأشجار المتساقطة بانقطاع إمدادات التيار الكهربائي.

صورة لخطوط كهرباء هوائية متشابكة (مصدر الصورة: Maxpixels)

بعد معرفتنا لما سبق، أليس من المنطقي أكثر أن نقوم بمد خطوط الطاقة تحت الأرض؟، فيصبح بالإمكان تجميعها سويًا وطمرها.

دعنا نطلعك على السر الصغير التالي:

المدن الكبيرة والمتطورة تمتلك خطوط طاقة مطمورة تحت الأرض:

تمتلك المناطق السكنية الكبيرة والمتطورة، وخاصة في الأحياء الغنية (خاصة في البلدان المتطورة)، خطوط طاقة كهربائية مطمورةً تحت الأرض.

في غالبية الدول الأوروبية (مثل ألمانيا، إيطاليا،… إلخ) تكون خطوط توزيع الطاقة الكهربائية مطمورةً تحت الأرض، ماعدا المناطق القريبة من مصانع توليد الطاقة والمنازل البعيدة والمعزولة.

حتى في الولايات المتحدة الأمريكية يكون من الصعب مشاهدة خطوط كهربائية هوائية في الأحياء الغنية والمدن الرئيسية مثل مانهاتن- نيويورك أو العاصمة واشنطن.

بما أننا أصبحنا نعرف أن خطوط الكهرباء المطمورة موجودة بالفعل، لننتقل إلى السؤال الرئيسي لهذه المقالة..

ما هي أسباب ندرة خطوط الكهرباء المطمورة:

هناك عدة أسباب تجعل التوزيع الهوائي للكهرباء أكثر شيوعًا في بعض أجزاء العالم، لكن كل هذه الأسباب يمكن اختصارها بشكل رئيسي بعامل واحد؛ هو التكلفة.

أولًا، يمكن لعملية تمديد نظام الطاقة الكهربائية الأرضية أن تصبح نوعًا من التحدي.

يمكن أن تكون الأرض رخوةً جدًا، وبالتالي لا تتماسك الحفرة أو الخندق المحفور، أو أن تكون قاسيةً جدًا وتستغرق وقتًا طويلًا للحفر.

في كلا الحالتين، هذا يعني إنفاق المزيد من الأموال.

في ما يتعلق بموضوع الحفر، في البلدان المتطورة مثل الولايات المتحدة، لا يمكن لك أن تمسك مجرفتك وتبدأ الحفر في موقع ما.

غالبية المناطق تضع شروطًا شديدةً حول أين، وكيف، ومتى يمكن أن تحفر، وحتى ماذا يجب أن تفعل إذا وجدت شيئًا ما خلال الحفر.

أضف إلى ذلك، أنه يمكن أن نحتاج للحفر في الشوارع والطرقات، ما قد يعيق حركة السير لعدة أيام، ويكون هناك حاجة لأخذ موافقة كل الأشخاص الذين سيتم الحفر عبر ملكياتهم عند إنشاء البنية التحتية لخطوط الطاقة.

الأمر ليس بهذا السوء في حال كان موقع العمل في إحدى المناطق النائية أو إذا كنا نقوم ببناء المدينة من الصفر، لكن إذا كان الحفر في المدن المكتظة بالسكان عندئذ يكون العبء المادي كبيرًا جدًا.

إن طمر ميل واحد (1.6 Km) من خطوط الطاقة يكلف تقريبًا مليون دولار، لكن يمكن للكثافة السكانية والطبيعة الجغرافية للمنطقة أن تخفض التكلفة للنصف أو تضاعفها ثلاث مرات.

بالإضافة لذلك، تكلف الخطوط المطمورة أكثر لأن صيانتها وإصلاحها يكلف أكثر.

المساوئ والعيوب التقنية:

لا يستطيع نفس العدد من خطوط الطاقة المطمورة أن ينقل نفس كمية التيار التي تنقلها نظرائها من خطوط الطاقة الهوائية؛ بسبب عدم قدرتها على تبديد (التخلص من) الحرارة كما في الخطوط الهوائية غير المعزولة.

إن زيادة سعة الخطوط الهوائية عادةً هو أسهل في أغلب الحالات، ما يشكل فائدةً إضافية.

بشكل عام، أنظمة الطاقة المطمورة آمنة ومعقولة؛ لذلك هي أكثر تفضيلًا في بعض مناطق العالم.

ومع ذلك، فإنه بالنسبة لغالبية البلدان وشركات الطاقة، خطوط الطاقة المطمورة ليست فعالةً من حيث التكلفة كما يريدونها أن تكون.

وبالتالي ستبقى الخطوط الهوائية الخيار الأسهل.


  • ترجمة: يازد حسامو
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر