النوم لفترة أطول يؤدي إلى اتباع نظام غذائي أكثر صحة

وفقًا لدراسة “King’s College London” فإنّ النوم لفترة أطول كل ليلة هو تدخل بسيط في أسلوب الحياة يمكن أن يساعد في تقليل تناول الأطعمة السكرية كما يؤدي إلى اتباع نظام غذائي صحي بشكل عام.

يُعتبر النوم عاملًا خطرًا قابلًا لتعديل العديد من الحالات، بما فيها السمنة والأمراض القلبية الاستقلابية، مع بعض الأرقام التي تُشير إلى أن أكثر من ثلث البالغين في المملكة المتحدة لايحصلون على القدر الكافي من النوم.

وبحثت التجربة المعشاة ذات الشواهد، التي نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية (American Journal of Clinical Nutrition) في جدوى زيادة ساعات النوم عند البالغين الذين ناموا بشكل أساسي أقل من الحد الأدنى المُوصى به للبالغين وهو سبع ساعات.

التجربة المعشاة ذات الشواهد: وهي من أنماط البحث العلمي التجريبي، خاصة في مجال الطب، إذ أن الناس الخاضعين للدراسة يُخصَّصُون عشوائيًا بواحدة أو أكثر من وسائل العلاج المختلفة تحت الدراسة.

إلى جانب هذا أخضع الباحثون طيارًا لفحص بحثوا فيه عن تأثير زيادة ساعات النوم على استهلاك المواد الغذائية. وقد اكتشفوا أنّ تمديد أنماط النوم يؤدي لانخفاض مقداره 10 غرام في استهلاك السكريات الحُرّة، مقارنةً مع الحدود الدنيا (الحدود الأساسية) ولاحظ الباحثون ميولًا لتقليل استهلاك الكربوهيدرات الكلية، وذلك كما أبلغت المجموعة التي مدّدت فترة النوم.

أوضح الباحث الرئيسي الدكتور ويندي هول Wendy Hall، من قسم علوم التغذية Department of Nutritional Sciences، حقيقة أنّ تمديد ساعات النوم يقود لانخفاض في استهلاك السكريات الحرة والتي يُقصد بها السكريات المُضافة إلى الطعام من قبل المنتجين أو في أثناء الطبخ في المنزل، بالإضافة للسكريات في العسل والقطر وعصير الفواكه، ويشير إلى أنّ تغييرًا بسيطًا في نمط الحياة يمكن أن يساعد الناس في الحقيقة على امتلاك نظام غذائي أكثر صحة.

خضع 21 مشاركًا، خُصّصوا لمجموعة تمديد النوم، لجلسة استشارة مدتها 45 دقيقة نوم؛ التي تهدف لإطالة وقت الفراش لحوالي ساعة ونصف كل ليلة. ولم يتلقَّ 21 مشاركًا آخر في مجموعة المراقبة أي تدخل في أنماط نومهم.

تلقّى كل مشترك في مجموعة تمديد النوم قائمة تتألف على الأقل من أربعة سلوكيات لصحة النوم، والتي قد خُصّصت لأنماط حياتهم مثل، تجنب شرب الكافيين قبل وقت النوم، اتباع روتين الاسترخاء، عدم الذهاب للنوم متخمين أو جائعين جدًا، واتباع وقت النوم الموصى به.

حافظ المشتركون لمدة سبعة أيام بعد الاستشارة على النوم وقوائم الطعام المُقترحة، كما قام حسّاس الحركة الذي وُضع في المعصم بقياس المدة التي استغرقها المشاركون في النوم، بالإضافة للوقت المستغرق في الفراش قبل الخوض في النوم.

86% من هؤلاء الذين تلقّوا نصيحة النوم زادوا الوقت المستغرق في السرير، كما زاد نصفُهم فترة نومهم (بين 25 دقيقة إلى 90 دقيقة تقريبًا). وحقّق ثلاثة من المشتركين معدلًا أسبوعيًا ضمن الفترة الموصى بها وهي من سبع لتسع ساعات. ولم تكن هناك اختلافات مهمة ظهرت في مجموعة المراقبة.

ولكن البيانات أشارت أيضًا إلى أن هذا النوم المُمدّد يمكن أن يكون أقلّ جودةً من مجموعة المراقبة، ويعتقد الباحثون أنّ أي روتين جديد يمكن أن يتطلب فترة للتعديل.

وعلقت قائدة البحث هيا الخطيب Haya Al Khatib من قسم العلوم الغذائية Department of Nutritional Sciences:  «أصبحت مدة النوم وجودته محط اهتمام متزايد للصحة العامة وقد تم ربطه كعامل خطر لحالات متنوعة. ولقد بينّا أن عادات النوم يمكن تغييرها لدى البالغين الأصحاء بسهولة نسبية وذلك باستخدام طرق شخصية».

«تُشير نتائجنا إلى أن زيادة وقت النوم لساعة واحدة أو أكثر يمكن أن يؤدي لاختيار طعام أكثر صحةً، وهذا يُعزّز بشكل أكبر الرابط بين النوم القليل والنظام الغذائي قليل الجودة والذي تم اكتشافه في الدراسات السابقة».

«نأمل بإجراء الفحص على هذه النتائج بشكل أكبر مع الدراسات طويلة الأمد التي تفحص الاستهلاك الغذائي والالتزام المستمر بسلوكيات تمديد النوم بشكل مُفصلٍ أكثر، وخاصةً في المجتمعات التي تعاني من خطر السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية».


  • ترجمة: عدي بكسراوي
  • تدقيق: أحلام مرشد
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر