الكواشيوركور «Kwashiorkor»والمعروف أيضًا باسم سوء التغذية الوذمي «Edematous malnutrition» لأنه يترافق مع وذمات (احتباس سوائل)، هو اضطراب تغذية يشاهد في معظم الأحيان في المناطق التي تعاني من المجاعة، وهو شكل من أشكال سوء التغذية الناجم عن نقص البروتين في النظام الغذائي، وعادةً ما يكون لدى مرضى الكواشيوركور مظهر هزيل للغاية في جميع أجزاء الجسم باستثناء الكاحلين والقدمين والبطن التي تنتفخ بسبب السوائل.

ما الذي يسبب الكواشيوركور؟ وما هي أعراضه؟

ينجم كواشيوركور عن نقص البروتين في النظام الغذائي، فكل خلية في جسمك تحتوي على البروتين، وبذلك فأنت تحتاج إلى البروتين في نظامك الغذائي لإصلاح الخلايا وإنشاء خلايا جديدة، والجسم البشري السليم يجدد الخلايا بهذه الطريقة باستمرار، وللبروتين أهمية خاصة للنمو أثناء الحمل والطفولة، وإن كان الجسم يفتقر للبروتين فذلك سيعرقل ويوقف النمو ووظائف الجسم الطبيعية، ليتطور في حال استمرار العوز إلى الكواشيوركور.

ويعتبر بشكل عام أكثر شيوعًا في البلدان التي يوجد فيها نقص في الغذاء، حيث يشاهد في غالبية الأحوال لدى الأطفال والرضع في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرق آسيا وأمريكا الوسطى، ومن الشائع في هذه البلدان وجود نقص في الإمدادات أو نقص في الغذاء خلال أوقات المجاعة التي تسببها الكوارث الطبيعية – مثل أوقات القحط أو الفيضانات- أو الاضطرابات السياسية، كما يمكن أن يتسبب أيضًا في تطور هذه الحالة نقص المعرفة الغذائية والاعتماد الإقليمي على أنظمة غذائية منخفضة البروتين مثل النظم الغذائية التي تعتمد على الذرة في العديد من دول أمريكا الجنوبية.

هذه الحالة نادرة في البلدان التي يستطيع الأشخاص فيها الحصول على ما يكفي من الطعام والقادرون على تناول كميات كافية من البروتين، فإذا حدث كواشيوركور في الولايات المتحدة مثلًا، فيمكن أن يكون ذلك علامة على الاضطهاد الإساءة أو الإهمال أو اتباع أنظمة غذائية رائجة خاطئة، وبذلك سيتواجد في الغالب لدى الأطفال أو المسنين، وقد يكون الكواشيوركور أيضًا علامة على وجود مرض آخر مثل فيروس نقص المناعة البشرية HIV.

تتضمن الأعراض، تغيّر بنية ولون الجلد والشعر (إلى لون الصدأ)، إعياء (تعب)، إسهال، فقدان كتلة العضلات، فشل في النمو أو فشل في زيادة الوزن، وذمة (تورم) في الكاحلين والقدمين والبطن، ضعف في الجهاز المناعي والذي يُظهر إنتانات متكررة وشديدة، والتهيج، وطفح متقشر، وصدمة.

معظم الأشخاص الذين يعانون منه يتعافون بشكل كامل إذا عولجوا في وقت مبكر، بحيث يشمل العلاج إدخال سعرات حرارية إضافية وبروتين إلى النظام الغذائي، والأطفال الذين يطورون كواشيوركور قد لا ينمون أو يتطورون بشكل صحيح وقد يبقون واهنين لبقية حياتهم.

ويمكن أن تحدث مضاعفات خطيرة عند تأخر العلاج، بما في ذلك الغيبوبة، والصدمة، والإعاقات العقلية والجسدية الدائمة، وقد يكون الكواشيوركور مهددًا للحياة إذا ترك دون علاج، ذلك أنه سيؤدي إلى فشل كبير في الأعضاء والموت في نهاية المطاف.

وتكون الوقاية من الكواشيوركور عن طريق تناول ما يكفي من السعرات الحرارية والأطعمة الغنية بالبروتين (كاللحوم والبيض والفول)، إذ توصي المبادئ التوجيهية الغذائية أنّ 10- 35% من السعرات الحرارية اليومية للبالغين يجب تأتي من البروتين، في حين يجب أن تكون النسبة ما بين 5- 20% للأطفال الصغار و10- 30% للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين.


  • ترجمة: دانيا الدخيل
  • تدقيق: م. قيس شعبية
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر