قبل عقد من الزمن، اقترح علماء الفسلجة التطورية أن الإنسان قد طورَ خطًا دفاعيًا أوليًا ضد الأمراض يسمى بالجهاز المناعي السلوكي behavioural immune system أو BIS.

تتضمن النظرية أن إدراك مخاطر المرض دون وعي، عن قصد أو دون قصد، سيعمل على تفعيل هذا الجهاز المناعي.

بالرغم من أننا لا نستطيع رؤية الأحياء المجهرية بالعين المجردة، فإننا نستطيع تحديد الدلالات -كالسعال والرائحة السيئة وتقرحات الجلد- على احتمالية وجود الكائنات الممرضة حتى لو كانت لا تشكل أي خطر على الصحة العامة.

اقترح العلماء أن تفعيل الجهاز المناعي السلوكي يؤدي إلى مواقف وسلوكيات متحيزة تجاه أولئك الذين يظهرون علامات سطحية تدل على المرض.

ولكن كيف يمكن لهذا أن يؤثر على حياتنا في المواعدة؟ إذ تتنافس حاجتان متعاكستان ضد بعضهما، ما بين الفوائد المحتملة للتواصل وإيجاد شريك والحاجة إلى حماية النفس من المرض؟

انطلق علماء جامعة ماكجيل لمعرفة ذلك، من خلال النظر في تفعيل جهاز المناعة السلوكي في الشباب العزاب غيريّي الجنس في كل من أحداث المواعدة السريعة وتجارب المواعدة على الإنترنت.

كانت النتائج مقنعة، وليست مفرحة جدًا.

يقول المؤلف الأول للدراسة ناتسومي ساوادا، الذي يحمل درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة ماكجيل: «وجدنا أنه عندما تم تنشيط جهاز المناعة السلوكي، بدا الأمر وكأننا نضع الفرامل على حافزنا للتواصل مع أقراننا اجتماعيًا».

وأضاف: «لم نتوقع أن يكون هذا هو الحال في مواقف الحياة الحقيقية كالمواعدة، عندما يكون الناس عادةً متحمسين للتواصل.

وتشير النتائج إلى أنه بالإضافة إلى الطريقة التي نفكر بها ونشعر بها عن وعي أو غير وعي ببعضنا البعض، هناك عوامل إضافية قد لا ندركها بوعينا، مثل الخوف من المرض الذي قد يؤثر على كيفية تواصلنا مع الآخرين».


  • ترجمة: شيرين نزار
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر