ليس هناك أدنى شك فيما يخصّ حاجة أجسامنا إلى فيتامين D لتبقى قويّةً وبصحة جيّدة، فهذا الستيروئيد المتكوّن بصورة طبيعية سيساعد أجسامنا على امتصاص الكالسيوم وبناء العظام.

من دون وجود فيتامين D كافٍ، ستصبح عظام الأطفال هشّةً في حالة تُسمّى الكساح-Rickets، وقد يعاني البالغون من حالة مشابهة تسمّى تليّن العظام-Osteomalacia.

وفي حين أنّ العديد يحبّون التكلّم عن ذهابهم خارج المنزل كلّ يوم من أجل الحصول على «فيتامين أشعّة الشمس»، فالحقيقة هي أنّ أغلب الناس يحصلون على العديد من العناصر الغذائية من الطعام والمُكمِّلات، بالإضافة إلى كمية طبيعية وغير شديدة من أشعّة الشمس.

لا داعٍ لحرق بشرتك كي تحصل على الكمية الكافية من فيتامين D.

ما هي الكمية الكافية من فيتامين D؟

يوصي المعهد الأمريكي للصحة أن يحصل البالغ على 600 وحدة دولية من فيتامين D كلّ يوم، أمّا الجرعة التي يوصون بها للأطفال فهي أقلّ بقليل (400 وحدة دولية)، وأكثر بقليل لمن هم فوق 70 عامًا (800 وحدة دولية).

هذا يعني أنّك تستطيع الحصول على الكمية الكافية يوميًّا من فيتامين D عن طريق تناول ثلاث أوقيات من السلمون (450 وحدة دولية)، وكوب واحد من الحليب المدعّم (120 وحدة دولية) أو شرب كوب من عصير البرتقال المدعّم بفيتامين D (120 وحدة دولية).

تعتمد كمية فيتامين D التي تحصل عليها من بقاءك تحت أشعّة الشمس على العديد من العوامل، والتي تتضمّن مقدار تلوّث الهواء، لون البشرة، العمر، الوزن، ومقدار دفء بشرتك عندما تكون في الخارج.

إنّ ما يقارب 40 بالمئة من الأمريكيّين البالغين ممّن تتراوح أعمارهم بين 20 و64 عام لا يحصلون على الجرعة الموصى بها من فيتامين D.

ومع هذا، يُظهِر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أنّ الأمريكيّين من أصل أفريقيّ، والذين يملكون أعلى معدّلاتٍ من نقص فيتامين D، تكون كثافة عظامهم أكبر من المجموعات العرقية الأخرى، وتكون نسبة تعرّضهم لكسر في عظامهم أقلّ.

يظهر هذا أنّ العلاقة بين فيتامين D وصحّة العظام أكثر تعقيدًا من مجرّد أرقام.

يقول ديفيد ليفيل، مؤلف كتاب Total Skin: The Definitive Guide To Whole Skin Care For Life، ورئيس جرّاحي الجلد في كلية الطب في جامعة ييل-Yale، إنّ تعرّضَك للشمس دون حماية من أجل الحصول على كمية إضافية من فيتامين D عن طريق تعرّضك للشيّ من قبل أشعّة الشمس هي فكرة خطرة للغاية، وغير ضرورية أبدًا.

ويقول: «هذا لا يعني أنّك يجب أن تعيش أسفلَ صخرةٍ»، ولكن أن تُبقيَ نفسك محميًّا من الأشعّة فوق البنفسجية عندما تخرج في الصيف هي طريقة مهمّة للوقاية من سرطان الجلد.

يوصي ليفيل مرضاه أن يحملوا واقيًا شمسيًّا معهم عندما يقرّرون قضاء بعض الوقت في الخارج، حتّى في الأيام الغائمة أو المُمطرة، من أجل أن يكون قريبًا منهم ليضعوه في حال شروق الشمس.

هذا الأمر ضروريٌّ في أشهر الصيف الحارّة، عندما تصبح معدّلات الأشعّة فوق البنفسجية أكثر ضررًا.

ما المقدار الذي تحتاجه من الواقي الشمسيّ؟ وأين يجب أن تضعه؟

يقول ليفل إنّه يستخدم كريم SPF-30 بنفسه، ويوصي به معظم الناس، إذ أنّه يعطي حماية كافية لمحاربة 96 بالمئة من الأشعّة فوق البنفسجية المدمّرة والمسبّبة للحروق على الشاطئ.

أمّا أصحاب البشرة الحسّاسة فقد يستخدمون SPF-50، ولكن ليفل يقول إنّه إذا كان كريم SPF أعلى من 50 سيوفر فوائدَ إضافيةً قليلةً.

مهما كانت الجرعة التي قرّرت اختيارها، تذكر أنّ تأثيره لا يستمرّ طوال اليوم. رقم SPF يُظهِر مقدار الحماية التي ستحصل عليها خلال أوّل ساعتين فقط من وضعك للواقي. وبعد هذا يخسر فعاليّته.

يقول ليفل إنّه من الضروري إعادة وضع الواقي في الأماكن المعرّضة للشمس والتسرْطُن في الجسم والوجه مثل قمّة الأذن، والجبين، والوجنتين، والأنف.

قد تكون الملابس الواقية من الشمس ذات فائدة في المناطق التي يصعب الوصول إليها مثل الظهر والأكتاف.

هنالك أماكن محدّدة في الجسم من الضروري إعادة وضع الواقي عليها، لأنّها مناطق من الممكن أن تُصاب بسرطان الجلد عند الرجال والنساء.

يقول ليفل إنّ النساء يجب أن يكنّ حذراتٍ في حماية المنطقة «v» الموجودة في الصدر (السبعة الصدرية) من الاحتراق، بما أنّ الضرر في هذه المنطقة «من الصعب جدًّا عكسه تجميليًّا بالليزر».

أمّا بالنسبة للرجال، فإنّه يوصي كلّ شخصٍ خسر جزءًا من شعره أن يضع الواقي الشمسيّ على مناطق الصلع ومنطقة الرقبة، وأن يضع قبّعةً كذلك.

يقول ليفل: «نحن نرى العديد من سرطانات الجلد التي تحدث في فروة الرأس».


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: إسماعيل اليازجي
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر