عندما تفكّر في الأسلحة النووية، فإنّ أوّل شيء قد يتبادر إلى ذهنك هو الهجمات المدمّرة على هيروشيما وناكازاكي عام 1945.

لقد غيّرت هذه التفجيرات العالم إلى الأبد، ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أنّه منذ أوّل اختبار في عام 1945، تمّ تفجير حوالي 2475 قنبلة نووية في جميع أنحاء العالم، وقد أصبحت القنابل أقوى بكثير.

ومن غير المفاجئ أن يكون أكثر من 85% من تلك التفجيرات قد نُفّذ من قبل بلدين فقط هما الولايات المتّحدة (1132 قنبلة) والاتّحاد السوفييتي السابق (981).

بالطبع، منذ هجمات هيروشيما وناكازاكي لم تُستخدَم الأسلحة النووية أبدًا في الحرب، ولكن إذا حدث ذلك، فبالتأكيد ستكون تلك نهاية كوكب الأرض.

كما يشرح الفيديو أعلاه، في السادس من آب 1945 أنتجت قنبلة هيروشيما انفجارًا بقوّة 15 كيلو طن (ما يعادل 15000 طن من مادة TNT) وبعد ثلاثة أيام، أُصيبت ناكازاكي بانفجار قوته 21 كيلو طن.

لكن هناك قنبلة في الترسانة الأمريكية الآن تُسمّى B83، والتي يمكن أن تولّد انفجارًا بقوة تبلغ 1.2 ميغا طن.
لفهم ذلك، فإن 1 ميغا طن يعادل 1 مليون طن من مادة تي إن تي، وهذا يعني أنّ B83 يمكن أن تنتج انفجارًا أقوى 80 مرّة من قنبلة هيروشيما.

إذا كان هذا لا يشعرك بقلق شديد، ماذا عن ارتفاع سحابة الدخان التي تولّدها القنبلة؟

كما ترى في الفيديو أعلاه، إذا قارنت ارتفاع سحابة الدخان التي يمكن أن تنتجها B83 بمتوسّط ارتفاع طائرة تجارية أو جبل إيفرست، فلا توجد أيّ سبل للمقارنة.

رغم أن B83 ليست حتّى أكبر قنبلة نووية اختبرتها الولايات المتّحدة، إنّما تُعدّ قنبلة قلعة برافو-Castle Bravo هي الأكبر، والتي ولّدت انفجارًا يبلغ 15 ميغا طن، أقوى بألف مرّة من قنبلة هيروشيما.

لكنّ حتّى هذا الانفجار يتضاءل مقارنة بأكبر انفجار نووي على الإطلاق.

في تشرين الأول عام 1961، أحدثَ الاتحاد السوفييتي أكبر انفجار في التاريخ عندما أطلق قنبلة القيصر-Tsar Bomba، وهي قنبلة بقدرة انفجار 50 ميغا طن، تعادل انفجار 3333 قنبلة هيروشيما، على مجموعة جزر (الأرض الجديدة) في المحيط المتجمّد الشمالي.

كان هذا الانفجار قويًّا للغاية، وتحطّمت النوافذ في النرويج وفنلندا، وقد جابت موجات الصدمة جميع أنحاء الكرة الأرضية ثلاث مرات.

وهذا كلّه أقلّ حتى من النصف. كان الاتّحاد السوفييتي قد قال حرفيًّا في ذلك الوقت أنّ لديه خططًا لصناعة قنبلة بضعف قوّة قنبلة القيصر.

يشرح لك الفيديو حجم قنبلة القيصر، لكن استعدّ لبعض الخوف، لأنّه عندما ترى حجم التفجير لكلٍّ من هذه القنابل على خريطة نيويورك، ستكون على استعداد لحزم حقائبك والانتقال إلى بروكسيما ب (وهو أقرب كوكب شبيه بالأرض)؛ إذ يبدو أنّ 4.25 سنة ضوئية مسافة آمنة.


  • ترجمة: حبيب بدران
  • تدقيق: إسماعيل اليازجي
  • تحرير: رؤى درخباني

المصدر