جميعنا سمعنا عن بعض العلاجات للدوار الصباحي الذي يسببه شرب الكحوليات.

يقول البعض بأنّ شرب الكثير من الماء قبل النوم يشفي ذلك الدوار.

بينما يعتقد البعض الآخر بأن تناول الطعام والشراب أو القيام ببعض النشاطات الرياضية قد يساعد على الحد من الدوار.

المشكلة في محاولة العثور على حل لهذا الدوار أن له العديد من النواحي، فالعلم يجهل السبب الأساسي وراء ’’الدوار الناجم عن الثمالة‘‘.

ولكن هذا لا يعني عدم وجود علاج.

تحدث الثمالة جزئيًا أو غالبًا بسبب ما يكوّنه الجسم من جزيئات ثانوية عندما تتم عملية تفكيك الكحول بعد شربه.

وبالتالي فارتفاع نسبة الكحول في الدم يؤدي إلى ارتفاع شدة الدوار، وبمعنى آخر، الإكثار من شرب الكحول سيجعل صباحك مؤلمًا.

ونعلم أيضًا بأنّ كثرة شرب الكحول تتناسب طرديًا مع شدة الدوار.

للأسف، هذا يعني أيضّا بأن الكثير من ’’علاجات الثمالة‘‘ هي مجرد أساطير.

بعضها قد يجعلك تتحسن قليلًا ولكن درجة العلاج ما تزال مثيرةً للتساؤلات.

أسطورة: يحدث “صداع الكحول” بسبب جفاف الجسم، فقم بشرب الكثير من الماء قبل النوم و لن يصيبك شيء.

الحقيقة: شرب الكحول يسبب التجفاف، و يساهم ذلك التجفاف في تسبيب الدوار ولكن غالبًا هو ليس المسبب الرئيسي له.

معظم علامات الدوار تأتي من تحطيم جزيئات الكحول وليس جفاف الجسم.

ومع حاجتنا للماء لتحطيم الكحول، لن نشعر بتحسن حتى تقوم أنظمة الجسم بالانتهاء من عملية التحطيم.

بعد ما قيل، لا أحد سيريد البقاء جافًا ولديه دوار في نفس الوقت، لذا عند شعورك بالعطش، أشرب الماء.

أسطورة: تناول شراب الشعير (البيرة) بعد شرب الأنواع الاخرى من الكحول للحد من الدوار.

الحقيقة: هذا ليس خاطئًا كليًّا، ولكن ليس له صلة بالترتيب الذي تشرب به، فلا يغير ذلك طريقة تفاعل جسمك معها.

الكحول هو الكحول، و الإكثار منه سيسبب الثمالة.

شرب شراب الشعير وشرب مزيج آخر من الكحول أو شرب الويسكي مباشرةً، سيؤثّر على نسبة استهلاك الجسم للكحول و يؤدي ذلك الى شرب المزيد.

بالإضافة إلى ذلك، تشير دراسة واحدة صغيرة الى أنّ الجسم يستَقلِب (يقوم بعملية الأيض) المشروبات الكربونية كشراب الشعير أسرع من المشروب الكحولي المركز كالويسكي مثلًا.

ونظريًا إضافة الكحول المركز إلى معدة مليئة بشراب الشعير، تشكل خليطًا سيتم استقلابه أسرع من شربه بمفرده.

بشكلٍ عام، التأثير الأكبر للدوار يكمن غالبًا بعدم الحذر وشرب الكحول المركز بعد شراب الشعير.

أسطورة: شرب المزيد من الكحول صباحًا يؤدي إلى معالجة الدوار.

الحقيقة: شرب الكحول صباحًا لا يعالجه وإنّما يطيله.

يفضل الجسم التعامل مع الإيثانول عوضًا عن الألم الناجم عن تحطيم الكحول، لذا يزيل شرب الكحول صباحًا الألم المتسبب من تحطم جزيئات الكحول مؤقتًا.

لكن واقعيًا، هذا فقط يضع الألم جانبًا بينما يحطم الجسم تلك الجزيئات، ومن ثم يعود الألم وربّما يصبح أسوأ.

يظنّ بعض الباحثون بأنّ تأثير شرب الكحول صباحًا قد يزيد خطر تحويل الشخص إلى مدمن على الكحول.

كما تشير الدراسات إلى أنّ مدمني الكحول لديهم أسوأ أنواع الثمالة.

أسطورة: شرب نوع واحد فقط من الكحول لن يسبب الدوار

الحقيقة: هذه الأسطورة مرتبطة بأسطورة ’’شرب شراب الشعير بعد الكحول‘‘.

لكن شرب الويسكي مثلاً طوال الليل، ليس وصفة ليجعلك تشعر بإحساس جيد صباحًا.

نوع الكحول يؤثر على ما تشعر به فقط وقتها.

إلا أنّ المشروبات المكربنة (ذات الفقاعات) تستطيع رفع نسبة الكحول في الدم بسرعة، وهذا ما قد يسبب دوارًا قويًا.

هناك أيضًا بعض من الصحة حول فكرة الكحول من نفس النوع قد يؤدّي إلى دوار أسوأ، لكنّه ليس بهذا السوء.

أحد الباحثين في تلك الدراسة أظهر بأنّ التجانس في الويسكي يساعد في حماية تعرّض المعدة للتلف.

أسطورة: تناول الطعام مساء أو في الصباح الباكر يخفف الدوار

الحقيقة: إن كنت جائعًا، فالحل هو تناول البيض أو الهامبرجر بالطبع

لكن السبب الرئيسي لتخفيف الدوار عن طريق تناول الطعام، هو إبطاء امتصاص الكحول بالمرتبة الأولى.

مما يعني أن تناول الطعام يجب أن يكون قبل أو مع شرب الكحول، وليس بعد.

وجود الطعام في المعدة بعد الشراب يعني أنّ ارتفاع نسبة الكحول في الدم لن يكون بتلك السرعة، مما يعني أنّ الدوار سيكون أشد.

تناول الطعام قبل شرب الكحول وستشعر بالتحسن

تناول الطعام وأنت ثمل سيشعرك بالشبع ولكن لن يزيل صداع رأسك سيسحقك.

أسطورة: اشرب الحليب أو زيت الزيتون لكيلا تصاب بالثمالة

الحقيقة: يعتمد البعض على كأس من الحليب، وينصح الآخرون بملعقة من زيت الزيتون

يشرح المحاضر لدى جامعة كوفينتري أنّ هذا الأمر غير صحيح.

حيث يعتبر كلا من الحليب وزيت الزيتون من الطعام، وتناولهما يؤدي إلى إبطاء امتصاص الكحول، خاصة إن كانا يحتويان على الدهون أو البروتين.

أسطورة: خذ حبتين من الإيبوبروفين قبل النوم وستكون على ما يرام

الحقيقة: إنّها عادة سيئة وخطرة

يمتد مفعول مضادات الالتهاب من 4 إلى 6 ساعات فقط، فعلى الأرجح أنّك ستحتاجها عندما تستيقظ وليس قبل النوم.

قد تجعلك تشعر بتحسن ولكن مضادات الالتهاب كالإيبوبروفين قد تسبب مشاكل في المعدة مع الكثير من الكحول.

(لا تأخذ التيلينول أبدًا مع الكحول فهذا يسبّب مشاكل خطيرة في الكبد).

هناك أيضًا بعض الإرشادات التي تقول إنّ مضادات الالتهاب التي نعتقد بأنها (آمنة) قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، بمعنى أنّها لا تستحق ذلك، حتى لدوار شديد.

أسطورة: مشروبات الطاقة والرياضة، تنقص من حدة الدوار

الحقيقة: سيكون ذلك صحيح إن كان الدوار يحدث بسبب نقص كهارل الجسم.

لكنك لا تعاني من نقص في الكهارل إذا كنت تأكل بشكل طبيعي.

حتى العدائين العالميين الذين يركضون 24 ساعة لا يحتاجون مكملات الكتروليتية.

ابأ بها إن أردت، لكن اعلم بأنّ مشروبات الرياضة مليئة بالسكر الغير المفيد.

أسطورة: تعويض السوائل وريديًا يمكن أن يفي بالغرض
الحقيقة:لست بحاجة لئن تتكلف كي تتخلص من دوار الثمالة.

إن كنت تعاني من تسمم حاد من الكحول وحدث وتقيئت أو شعرت بآلامٍ في المعدة، قد تحتاج عندها تعويض السوائل وريديًا.

لكن في أغلب الأوقات هي فقط معالجة غالية الثمن مقارنة مع تعويض السوائل عن طريق الإماهة والكهارل والأدوية مضادة الالتهابات التي تتوفر بأسعار أرخص.

أسطورة: لا شيء يساعد مع الدوار الناجم عن الثمالة الصباحي

الحقيقة: التعامل مع دوار الثمالة والبحث عن علاج قد يكون متعبًا حقًا

لكن هذا لا يعني أنّه لا يوجد شيء يفيدك.

هناك بعض المعلومات التي تشير إلى أنّ شراب الإجاص الكوري أو الأسيوي قبل النوم يسبب في تخفيف الألم، لكن مازال من الباكر تأكيد تلك المعلومة أو إن كانت تفيد حقًا.

بجانب ذلك. من المحتمل أنك جربّت أحد الحلول التي ذكرناها أعلى وقد ’’استفدت‘‘.

على الأرجح بأنّه علاج وهمي، وهو قوي جدًا (هو المسؤول عن جزء من التأثير لعمل الأدوية الاعتيادية) وهو ليس بالأمر السيء

عامةً، إن كان هناك ما يجعلك تشعر بتحسن، كالتمارين أو الحمام الساخن أو وجبة معينة مع مشاهدة فيلم معين فهو ليس بالأمر الضار أبدًا.

على الصعيد الآخر، العلاج الوحيد حاليًا، هو أخذ قسط من الراحة.


  • ترجمة: عصام جريج
  • تدقيق: بدر الفراك
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر