قد تبدو بعض الوسائل المُستخدَمة في أبحاث علم الأعصاب غازيَةً بشدّة، لكنّها تعلّمنا الكثير عن الدماغ ووظائفه بفضل ذلك، ولعلّ أفضل الوسائل التي تخدم تلك الغاية هي الأقطاب الكهربائية أو الإلكترودات-Electrodes، وهي أدوات تشبه الإبر يمكن إدخالها في الدماغ.

يستخدم الباحثون الأقطاب الكهربائية لمعرفة سلوك الخلايا الدماغية للفرد، ولإعطائه القدرة على التحكّم بالأطراف الاصطناعية مثلًا، ولتطوير تقنيّات أخرى تكون مقترنةً بشكل مباشر مع الدماغ.

ولكن يوجد سبب يدفعنا للتساؤل بدقة عن مقدار الفائدة التي تقدّمها هذه الأقطاب الكهربائية وعن مدى سلامتها، وذلك بحسب مقالة علمية نُشِرَت في دورية الهندسة العصبية The Journal of Neural Engineering، وفيها أشار علماء الأعصاب إلى أنّ دراسة الدماغ باستخدام الأقطاب الكهربائية قد يحمل يعض المشاكل.

ومع ذلك، معظم تلك المشاكل بسيطة ويمكن حلّها بتحسين الهندسة، فعلى سبيل المثال؛ يمكن لأسطح تلك الأقطاب التي تتصل أو تنبّه أو تسجّل النشاط الدماغي أن تنزلق أو تتحلّل، وخاصّةً عند استخدامها في أبحاث يكون المشاركين فيها بوعيهم.

وهذا يفسح المجال أمام التسجيلات الخاطئة، إذ يمكن أن يبدو الأمر وكأنّ الخلية المَقيسة تعطي إشارةً أضعف من الحقيقة، ولكن من الصعب على الباحثين أن يدعموا نتائجهم لكوننا لا نعلم دائمًا لماذا تحدث هذه المشاكل أو حتّى إن كانت تحدث.

ولعلّ أكبر المشاكل التي واجهها الباحثون هنا تعود لحقيقة أنّنا لا نعلم سوى القليل عن الدماغ، وعلى وجه التحديد، نحن لا نعرف الكثير عن كيفية استجابة النسيج الدماغي عند وخزه بالإلكترود.

وكلّ ما أشار إليه المقال هو أنّ علماء الأعصاب قد أجرَوا عددًا لا يُحصى من التجارب في محاولة دراسة الخلايا التي قتلوها أو أذوها عند إدخال الإلكترود.

قد يوجد بعض الحلول لتلك المشكلات، وكان التركيز في المقال على القشر البصري من الدماغ، فعلى سبيل المثال؛ يمكن للعلماء أن يعرفوا ببساطة ما إذا كانت الخلايا التي يدرسونها لا تزال على قيد الحياة عبر جعل الشخص المدروس ينظر إلى شيءٍ ما ويشاهدون ما إذا استجابت هذه الخلايا.

ومع ذلك، انتهى الباحثون إلى أنّ التكنولوجيا التي نمتلكها قد وصلت إلى حدود ما نعرفه في واقع الحال عن الدماغ، وليتمكّن علماء الأعصاب من استعادة الثقة في نتائج تجاربهم؛ يجب علينا الاستثمار في فهم ومراجعة الأسئلة الأساسية حول كيفية استجابة النسيج الدماغي للأقطاب الكهربائية والمداخلات التقنية الأخرى.


  • ترجمة: دانيا الدخيل.
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي.
  • تحرير: رؤى درخباني.

المصدر