تتزايد أزمة المواد الأفيونية والمخدرات بشكل مستمرّ في الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة.

فقد ازداد عدد مرتادي أقسام الطوارئ نتيجةً لتعاطي جرعات زائدة من المواد الأفيونية بنسبة 30 % في جميع أنحاء الولايات المتّحدة من يوليو 2016 إلى سبتمبر 2017، وذلك وفقًا لتقرير مركز التحكّم في الأمراض والوقاية منها (CDC) ، وقد صاحَب ذلك زيادةً مثيرةً للقلق بنسبة 70٪ في منطقة الغرب الأوسط من الولايات المتّحدة.

وفي الفترة الممتدّة ما بين عامي 2010 و 2016، تضاعفت الوفيّات بسبب الوصفات الطبية والأفيونيّات غير القانونية من 21،089 إلى  42،249 حالة وفاة.

ومع تزايد الجرعة المفرطة، اتّخذ مكتب الجرّاح العام بالولايات المتّحدة(Office of the Surgeon General)- المعني بكلّ ما يخصّ خدمات الصّحة العامّة على مستوى أمريكا ككلّ- خطوةً غير عادية في إصدار استشارة عاجلة للصّحة العامة، حيث نصح العديد من الأميركيين بحمل عقار النالوكسون أو أن يكون بمتناول اليد على الأقل، وهو العقار المسؤول عن معاكسة تأثير الجرعة المفرطة للأفيونيات.

وقال الجراح العام جيروم آدامز في بيانٍ عامّ: «في كل يوم نخسر 115 أمريكيًّا بسبب جرعة زائدة من مادة الأفيون، وهذا يعني شخصًا واحدًا كلّ 12,5 دقيقة.

لقد حان الوقت للتأكّد من إمكانية الحصول على هذا الدواء المنقذ للحياة من قبل عدد أكبر من الناس، لأن 77% من وفيات الجرعات المفرطة من الأفيون تحدث خارج إطار طبيّ، وأكثر من النصف تحدث في المنزل».

ويتمّ حاليًا تداول النالوكسون بواسطة مقدمي خدمات الطوارئ في الولايات المتحدة، فعندما يُؤخذ هذا الدواء، يقلّل من انهيار الجهاز التنفسي (تباطؤ وضيق التنفس) لدى المرضى الذين يعانون من جرعة زائدة من المواد الأفيونية.

كما يُعطى الدواء لمدمني المواد الأفيونية (بما في ذلك مستخدمي الهيروين) كجزء من مجموعة لحالات الطوارئ الخاصّة بالجرعات المفرطة، والتي ثبت أنها تُقلّل من الوفيّات بسبب الجرعات الزائدة.

وينصح الجرّاح العام آدامز الآن المزيد من الأمريكيين بحوزة هذا الدواء، بمن فيهم العائلة والأصدقاء الذين قد يتعرضون لخطر الجرعة الزائدة من المخدرات.

ونوّه مكتب الجراح العام بأنّ: «المرضى الذين يتناولون جرعات كبيرة من المواد الأفيونية على النّحو العلاجي الموصوف للألم ، والأفراد الذين يُسيئون استخدام المواد الأفيونية الموصوفة طبيًّا، والأفراد الذين يستخدمون المواد الأفيونية غير المشروعة مثل الهيروين أو الفنتانيل، وممارسي الرعاية الصّحية، وأصدقاء الأشخاص الذين يعانون من أمراض يتوجّب معها استخدام المواد الأفيونية وأفراد عائلتهم، وأعضاء المجتمع الذين على اتصال مع الأشخاص المعرضين لخطر الجرعات الأفيونية الزائدة، يتوجّب عليهم جميعًا معرفة كيفيّة استخدام النالوكسون وإبقائه في متناول اليد لأنّ بإمكانه حينها إنقاذ حياتهم ».

كتب آدامز في مقال نُشر في دورية (JAMA) أنّ زيادة الوعي بتوافر الدواء، ومن يستطيع الحصول عليه وكيفية استخدامه,  يُعتبر جزءًا أساسيًّا من استجابة الصّحة العامة لوباء إدمان الأفيون المتزايد.

ويدعو آدامز الأشخاص المعرّضين لخطر الجرعة الزائدة، وعائلاتهم أو أصدقائهم ، إلى التدرّب على كيفيّة استخدام وإدارة الدواء، الذي يمكن حقنه عن طريق الوريد، أو في العضلات أو كرذاذ للأنف.

ويمكن الحصول على معلومات عن كيفيّة إدارة الدواء، المتوفر للجميع دون الالتزام بروشتة أو وصفة طبية في معظم الولايات، من خلال الصيدليات أو البرامج المجتمعيّة.

ليس هذا وحسب, فقد واصل مكتب الجرّاح العامّ تقديم الضّمانات للأشخاص القلقين من الدّعاوى القضائيّة النّاشئة عن إدارة الدّواء بالنسبة لتعاطي جرعات زائدة من المشتبه فيهم.

وهذه هي المرة الأولى التي يُصدر فيها مكتب الجرّاح العامّ تحذيرًا للصّحة العامة على هذا النّحو خلال أكثر من عقد من الزمن نظرًا لخطورة الأمر؛ مع العلم أنّ آخر مرة كانت في عام 2005 عندما حذّر الجمهور من مخاطر شرب الكحول أثناء الحمل.


  • ترجمة: علي أبوالروس
  • تدقيق: سهى يازجي
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر