كونك إنسان هو أمرٌ جميل.

إلا أن لدينا مشاكل فريدةً خاصةً بنا للتعامل معها: كالفواتير والأزمات الوجودية وحب الشباب.

لكن لماذا يصاب البشر بالسوء الشديد عندما يتعلق الأمر بحب الشباب بينما يبدو أن معظم الحيوانات الأخرى لاتعاني من هذه المشاكل؟

ومثل العديد من الأشياء ، يمكننا إلقاء اللوم على ماضينا التطوري.

حب الشباب يحدث عندما يحصل انسداد في بصيلات الشعر بسبب تراكم زيوت الجلد وخلايا الجلد الميتة.

تظهر هذه النتوءات الحمراء المميزة لأن طبقة الجلد هذه قد أصبحت متهيجة وملتهبة ، وكثيرًا ما تكون نتيجةً لبكتيريا propionibacterium acnes ، وهي بكتيريا تعيش عادة بسلام على بشرتنا الخارجية وعميقًا في مسامات الجلد.

على الرغم مما يعتقده الكثيرون ، إلا أن النظافة لا علاقة لها بحب الشباب ، ولكن يمكن أن تتأثر بعوامل مثل النظام الغذائي والوراثة.

وهو أيضًا أحد الأمراض الأكثر شيوعًا في العالم ، على الرغم من أن بعض مجموعات الأشخاص (مثل سكان جزيرة كيتافان في بابوا غينيا الجديدة) لا يبدو أنهم يعانون من ظهور حب الشباب مطلقًا.

وعادة ما يظهر في سن البلوغ المبكر، وذلك لأن التغيرات الهرمونية تدفع الغدد الدهنية في الجلد لفرز المزيد من الافرازات الزيتية والتي تعرف باسم الدهن (sebum).

معظم الثدييات تنتج الدهن كطريقة لتزييت وتسكين الجلد من خلال خلق طلاءٍ شمعي.

يمكن أن يساعد أيضًا على حماية الجسم من المرض من خلال العمل كحاجز للجراثيم التي قد تخترق الجلد.

هنا تكمن المشكلة فقد تطور الإنسان ليكون الشعر أقل بكثير من شعر أسلافنا التطورية الأخرى.

ومع ذلك ، تستمر الغدد الدهنية لدينا في ضخ كمية قليلة من الدهن على جلدنا.

فبدون غطاء سميك من الفراء على أجسادنا “لامتصاصه” ، حسب المنظرين التطوريين -Stephen Kellet- و-Paul Gilbert- ، يتراكم الدهن تاركًا مسامنا أكثر عرضةً للانسداد والاصابة بالالتهاب.

إنها مشكلة مماثلة قد تواجهها الكلاب والقطط قصيرة الشعر.

بعض السلالات تكون عرضةً للبثور خلال المرحلة الحرجة في سن المراهقة، على الأرجح نتيجة لتراكم الدهون.

القطط الفارسية تكون عرضةً بشكلٍ خاص للبثور حول الوجه والذقن، حيث يكون الفراء أقصر بكثير من بقية الجسم.

ومع ذلك ، فإنه ليس كما هو الحال بالنسبة للبشر.

يمكن أن يكون حب الشباب نتيجةً لتغيرنا الحديث نسبياً من سلالة أشباه الانسان المغطاة بالشعر إلى القرود العليا المنتصبة العارية.

ومع ذلك ، لا يزال هذا الارتداد الأثري يعيش في الحمض النووي الخاص بنا بهدوء تام لأنه لا يقلل من قدرتنا على البقاء والتكاثر ونقل جيناتنا.

لذا، في المرة القادمة التي يفرز فيها جلدك بعض الزيوت، يجب ان تلوم بصيلات الشعر زكية الرائحة لأبناء العم التطوريين منذ ملايين السنين وامتلاكك للغدد الدهنية..


  • ترجمة: بشار الجميلي.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر