حكم قاضٍ في لوس أنجلوس بأنّ قانون كاليفورنيا يفرض على الشركات تحذير المستهلكين من القهوة لأنّها قد تسبب لهم السرطان.

إن كان الحكم قائمًا، فهذا يعني أنّ فنجانًا من قهوة ستاربكس في كاليفورنيا قد يحمل تحذيرًا قبيحًا للسرطان، مشابهًا بذلك علبة سجائر.

إذاً، ما القضيّة هنا؟

هل تقليدك الصباحيّ بشرب قليل من القهوة سيقتلك؟

الجواب المختصر؛ لا، ليس تمامًا.

حاليًّا، لا يوجد بحث علميّ يقول بشكل مباشر إنّ شرب القهوة يُسبّب السرطان للبشر على الإطلاق.

على العكس من ذلك، فقد تغنّتِ العديد من الدراسات مادحةً القهوة (انظر هنا، هنا، و هنا).

وقالت وكالة السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية في وقت سابق إنّه ليس للقهوة «أيّ دليل قاطع على أثرها المسرطن».

وفي الحقيقة، قال أيضًا فريق من الخبراء من منظمة الصحة العالمية إنّ شرب القهوة بانتظام قد يحمي حقًّا من أنواع معيّنة من السرطان.

على أيّة حال، يوجد القليل من الضبابية هنا.

تحتوي القهوة على مادة الأكريلاميد-Acrylamide، وهي منتج ثانويّ لتحميص حبوب البنّ والتي يمكن إيجادها في العديد من الأطعمة، بدءًا من البطاطا المقليّة الفرنسية والخبز المُحمَّص، وصولًا إلى العديد من الأطعمة المحمّصة أو المقلية.

تُنتَج عادةً عند تسخين الأطعمة النشوية إلى درجات حرارة عالية، ممّا يعطي الطعام لونه البنّي المميّز ونكهته.

إنّها نفس الجاني الذي أدّى إلى انتشار عناوين رئيسية مثيرة للإعجاب العام الماضي والتي تقول إنّ «الخبز المحمص سيسبّب لك السرطان !!!».

تظهر الفحوصات المخبرية أنّ الجرعات العالية من الأكريلاميد قد تسبّب السرطان لدى الحيوانات، لذلك يفترض أنّها تفعل ذلك أيضًا مع الناس.

رغم ذلك، لم يُثبت هذا الارتباط عند البشر.

هذا الوضع الراهن في كاليفورنيا هو حصيلة معركة قانونية دامت ثماني سنوات بين مجموعة غير ربحية غامضة، ومجلس التعليم والأبحاث حول الموادّ السامّة (CERT) و90 شركة لصناعة القهوة بما فيها ستاربكس، وفقًا لتقرير أسوشياتيد برس-Associated Press (AP).

يفرض القانون في كاليفورنيا تحذيراتٍ على مجموعة واسعة من المواد الكيميائية التي قد تسبّب السرطان.

يجادل مجلس التعليم والأبحاث حول المواد السامة بأنّ صناعة القهوة يجب ألّا تُعفى من هذا القانون لأنّ القهوة تحتوي على مادة الأكريلاميد التي ارتبطت بالسرطان.

حكم القاضي بأنّ المتّهمين لم يثبتوا أنّ فوائد شرب القهوة تفوق مخاطرها.

وفي جزء سابق من المحاكمة، حكم بأنّهم قد فشلوا في إظهار الخطر من الموادّ الكيميائية الموجودة في القهوة والتي لم تكن ضئيلة.

وقال رافائيل ميتزجر Raphael Metzger، محامي المجلس، الذي يشرب بضعة فناجين من القهوة يوميًّا وفقًا لوكالة أسوشياتد برس، إنّ على الصناعة إزالة مادة الأكريلاميد من منتجها، على الرغم من أنّ شركات تصنيع القهوة تقول إنّ تغيير عمليّة التحميص ليس خيارًا حقًّا.

بشكل أساسيّ، إنّه مجرّد شيء قانونيّ محيّر. وفي حين أنّه بالتأكيد ينبغي على المستهلكين إدراك ما يمكن العثور عليه في مشروبهم الصباحيّ، يتجادل آخرون حول أنّ وصفها كمادّة مسرطنة هو أمرٌ مبالغ به.

وقالت رابطة القهوة الوطنية في بيانٍ لها: «إنّ ملصقاتِ التحذير من السرطان على عبوات القهوة ستكون مضلّلة».

«قدّمت دراساتتلو الأخرىأدلّةً على الفوائد الصحية لشرب القهوة، بما في ذلك زيادة العمر – يعيش شاربو القهوة لفترة أطول».


  • ترجمة: رغدة عاصي.
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر