ربما تعرفون (جيف بيزوس-Jeff Bezos) مؤسس أمازون وشركة ( Blue Origin) لرحلات السفر إلى الفضاء، ويمتلك جبلًا في تكساس، وليس هذا فقط بل أنّه أغنى شخص على الكوكب، وقد وجد أفضل ما يمكن تخزينه في جبله؛ ساعة ميكانيكيّة عملاقة صُمّمت لتدوم عشرة آلاف عام، وبالفعل فالمرء لا يصبح بهذا الثراء إلا بفضل التفكير خارج الصّندوق..

لكن جديًّا ما الأمر وراء مشروع السّاعة الجنونيّ هذا والذي قيل بأنه سيكلف اثنين وأربعين مليون دولار؟؟

إنّها من بنيّات أفكار العالم والمخترع (داني هيلز-Danny Hillis) الذي جاء بالمفهوم منذ عقود مضت، تخيّلوا ساعةً تصمد بجدارة أمام اختبار الوقت، تدقّ مرّة واحدة في العام، وعقرب للقرون يدقّ مرّة واحدة كل قرن، وبالتالي فهي تحفظ الوقت للعشر ألفيّات القادمة.

وقد شرح بيزوس إلى موقع (weird back) الإلكتروني في عام 2011، أنّه على مدار عمر الساعة ستفنى الولايات المتحدة، وستنهض حضارات وتسقط أخرى، وستظهر أنظمة حكوميّة جديدة، لا يمكننا تخيّل شكل العالم الذي ستشهده هذه السّاعة.

كما أشار بيزوس إلى أنّهم يعملون على هذه السّاعة منذ عدة سنوات مضت، وقال فريق المخترعين الذي يُدعى ( The Long Now Foundation) بأن اللّمسة الهندسيّة النهائيّة للسّاعة على وشك الاكتمال.

وسارت الأمور على ما يُرام، حتّى هذا الأسبوع، عندما غرّد بيزوس عن أحدث ما وصل إليه المشروع مشاركًا فيديو يؤكّد أنّ بناء الآلة التي يبلغ طولها مائة واثنين وخمسين مترًا لا يزال جاريًا داخل نطاق جبل (سييرا ديابلو-Sierra Diablo).

وحتى الآن لا نعرف على وجه التحديد متى ستكتمل السّاعة، ولكن قد شرح فريق الباحثين سابقًا بأنّها ستكون متاحة للعامّة عند الانتهاء منها، وهذا يعني بأنّه عند زيارتها في الوقت الصحيح فإنّنا سنسمع دقّتها تمامًا كلّ ألفِ عام.

وبينما ينتقد البعض بيزوس لإهدار ثروته في( مشروع تافه)، فإنّ البعض الآخر بدا متعاطفًا معه من أجل القيمة الرّمزية التي ستقدّمها السّاعة.

وقد كتب (فورتن آن فانديرمي-Fortune Anne Vandermy) في عام 2013: « ليس لها غرض عمليّ، وبالتّأكيد لن تُدرّ المال، فهي تبدو أشبه بقطعة فنيّة تصوريّة صُمّمت لتشجيع الناس على العمل من أجل مستقبل بعيد».

وإنْ كانت هذه تُعدّ معجزة ميكانيكيّة بحقّ، فإنّ هناك الكثير من الأشياء الأسوأ لإهدار ملايينك فيها، وعلى كلّ حال فلسنا بالآهلين لهذا المستقبل، أليس كذلك؟؟


  • ترجمة: عاصم البقلي.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر