الإباضة هي عملية إطلاق بيضة من أحد المبايض. وبعد إطلاقها، تنتقل عبر قناة فالوب، حيث يمكن أن يحصل تخصيب النطفة.

وتستمر عملية الإباضة لمدة يوم واحد وتحدث في منتصف دورة الحيض، قبل أسبوعين من الموعد المتوقع للدورة الشهرية تقريبًا. ولكن وقت هذه العملية مختلف لدى كل امرأة، ومن الممكن أن يختلف من شهر إلى آخر.

إذا كانت المرأة تأمل أن تصبح حبلى، فيجب عليها أن تتابع موعد دورتها وموعد إباضتها. فمعرفة موعد إباضة المرأة كل شهر هو أمر مهم لأنها ستكون بأعلى نسب خصوبتها -أو قادرة على أن تكون حبلى- في وقت الإباضة.

وطبقًا لمنظمة «March of Dimes»، من الممكن للمرأة أن تصبح حبلى إذا مارست الجنس قبل يوم أو يومين من موعد الإباضة.

دورة الحيض والإباضة

طبقًا لـ «Cleveland Clinic»، عند ولادة الأنثى يكون لديها من 1 إلى 2 مليون بيضة غير ناضجة تسمى بالبويضة داخل المبيض، والتي تمثل كل البيوض التي ستنتجها. وعندما تصل الفتاة لمرحلة البلوغ، سيتبقى ما يقارب 300,000 بيضة من تلك البيوض. وما يقارب 300 إلى 400 بيضة سيتم إباضتها خلال فترة تكاثر المرأة.

وكعلامة تشير إلى أن المرأة تمر بمرحلة الإباضة هي امتلاكها لدورة منتظمة ومتوقعة تحدث كل 24 إلى 36 يومًا، طبقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية «CDC».

وفي كل دورة حيض شهرية، يتهيأ جسم المرأة لعملية حمل محتملة. وتنظيم الدورة الشهرية يكون عن طريق الهرمونات، والتي تتضمن الهرمونات الجنسية الأنثوية كالأستروجين والبروجسترون والهرمون المنبه للجُريب «FSH» وهرمون الملوتن «LH». وتلعب الهرمونات دورًا رئيسيًا في جميع مراحل الدورة الشهرية، مما يسمح للبويضة بالنضوج وإطلاقها في نهاية المطاف.

ووفقًا لـ «Mayo Clinic»، عندما تترك بيضة ناضجة مبيض المرأة وتنتقل إلى قناة فالوب، يمكن للنطف تخصيب هذه البيضة. ويمكن للنطف أن تعيش داخل الجهاز التناسلي للمرأة لمدة 3 إلى 5 أيام بعد الجِماع. ولكي يحدث الحمل.

يجب على الحيوانات المنوية تخصيب البيضة بعد 12 إلى 24 ساعة من الإباضة. ثم تنتقل البيضة المخصبة إلى الرحم، حيث يمكن أن تتصل ببطانة الرحم وتتطور إلى جنين.

وأثناء الإباضة، يزداد سُمك جدران الرحم وذلك للتحضُّر للبيضة المخصبة. ولكن إذا لم تُخصَّب البيضة، فستنسلخ بطانة الرحم بعد حوالي أسبوعين، مما يؤدي إلى بدء تدفق دم الحيض. ولكن مجرد وجود دورة شهرية لا يعني أن المرأة تنتج البويضات.

تقول الدكتورة (ماري جين مينكن- Mary Jane Minkin)، الأستاذة السريرية للتوليد والأمراض النسائية والعلوم الإنجابية في كلية «Yale» الطبية: «إن أكثر شيء يُساء فهمه عن الإباضة هو أنه إذا كنتِ حائضًا، فهذا يعني أنكِ خصبة؛ وهذا بالطبع ليس صحيح مطلقًا».

وتضيف: «تمر العديد من النساء بدورة شهرية إباضية -وهي عبارة عن تراكم بطانة الرحم- والتي تحدث لأنهن ينتجن هرمون الأستروجين. ولكن عندما يصل تراكم بطانة الرحم إلى مستوى معين، ستنسلخ هذه البطانة، ومن الممكن أن تؤدي إلى نزيف شديد. أما عندما تحدث الإباضة لدى المرأة، فإنها تفرز هرمون البروجسترون، والذي سيؤدي إلى نزيف أقل».

التوقيت/الدلائل على الإباضة

يعتقد الكثير من الناس بصورة خاطئة أن الإباضة تحدث دائمًا بعد 14 يومًا من الدورة الأخيرة للمرأة. ولكن وقت الإباضة مختلف لكل امرأة ويعتمد على طول الدورة الشهرية.

وطبقًا لـ (الجمعية الأمريكية للطب التناسلي- The American Society for Reproductive Medicine)، إذا كان للمرأة دورة شهرية كل 28 يومًا، فإنه عادةً ما تحدث الإباضة في الفترة ما بين اليوم 13 إلى 15. أما إن كانت الدورة تتراوح بين كل 27 و34 يومًا، فإن الإباضة ستحدث من اليوم 13 إلى اليوم 20.

وتقول الدكتورة (كريستينا راميريز- Christina Ramirez)، طبيبة التوليد والأمراض النسائية في جاردن ستي، نيويورك: «إن معظم النساء لا تمتلكن أي فكرة عن الإباضة».

بجانب معرفة الموعد على التقويم، قد يكون للمرأة أدلة أخرى تدل على أن حدوث الإباضة. وقد يحتوي جسدها على إحدى هذه العلامات الثلاثة:

1. تغير في الإفرازات المهبلية:

قبل أيام قليلة من الإباضة، ينتج عنق الرحم، وهم الجزء السفلي من الرحم، نوعًا من المخاط يكون شفاف، زلق وهزيل القوام. ويحدث هذا التغيير في الإفرازات المخاطية من عنق الرحم عندما يقترب موعد الإباضة وعندما تستعد المبايض لإطلاق البيضة.

وفي اليوم الذي يلي الإباضة، ستحدث لهذه الإفرازات تغييرات أخرى ستعجلها أكثر كثافة.

2. تغير في درجة حرارة الجسم العادية:

ووفقًا لـ «Mayo Clinic»، إن متابعة درجة حرارة الجسم العادية، والتي تُسجَّل صباحًا قبل مغادرة الفراش، لدورتين أو ثلاث دورات شهرية من الممكن أن تساعد على توقع موعد الخصوبة.

بعد فترة قليلة من الإباضة، تُظهِر العديد من النساء زيادة طفيفة (حوالي 1 فهرنهايت) في درجة حرارة الجسم في الصباح الباكر. وتكون المرأة أكثر خصوبة قبل يومين إلى ثلاثة أيام من ارتفاع درجة حرارة جسدها.

3. ارتفاع في مستويات هرمون الملوتن:

تزداد مستويات الهرمون الملوتن قبل تقريبًا 24 إلى 36 ساعة من الإباضة. والارتفاع في مستويات هذا الهرمون هو إشارة للمبيض لإطلاق البيضة.

ويمكن الكشف عن هذه الزيادة باستخدام عدة تنبؤ الإباضة، والتي يمكنها اختبار عينة من البول في الأيام التي تسبق الإباضة. فعند وجود ارتفاع في مستوى الهرمون الملوتن، ستظهر نتيجة إيجابية.

نافذة الخصوبة

وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي، تكون المرأة خصبة -قادرة على أن تصبح حبلى- خلال فترة معينة من دورتها الشهرية. تمتد «نافذة الخصوبة» لمدة ستة أيام، قبل الإباضة بخمسة أيام واليوم الذي تحدث فيه الإباضة.

وتشير الدراسات إلى أن الجِماع على الأرجح يؤدي إلى الحمل عندما يحدث في الأيام الثلاثة التي تسبق الإباضة متضمنةً هذا اليوم.

اختبار الإباضة المنزلي

إذا كانت امرأة ما تمر بدورة شهرية بصورة طبيعية، ولكنها لا تصبح حبلى، من الممكن أن يكون السبب في ذلك هو عدم حدوث الإباضة لديها. ويمكن لعُدة تنبؤ الإباضة أن تساعد في معرفة ما إذا كانت الإباضة تحدث لديها.

هذه العُدة، التي تباع من دون وصفة طبية في الصيدليات، من الممكن أن تختبر بول المرأة لمعرفة ما إذا كانت تلاقي ارتفاعًا في مستويات هرمون الملوتن، والذي يحدث عادةً قبل الإباضة بـ 24 إلى 36 ساعة، وفقًا لـ «Mayo Clinic».

ومن الممكن أن تستخدم المرأة هذه العُدة بعد 10 أيام من نهاية الدورة الشهرية الأخيرة، حسب توصيات منظمة «March of Dimes».

وتقول مينكين: «في حال أظهرت النتائج أن عملية الإباضة لا تحدث، فذلك هو الوقت المناسب لاستشارة طبيب الأمراض النسائية الخاص بك؛ لأن إيصال النساء إلى مرحلة الإباضة غالبًا ما يكون بسيطًا جدًا». فإذا كانت عملية الإباضة غير منتظمة أو لا تحدث مطلقًا، قد يحاول الأطباء حث العملية عن طريق وصف دواء لتحفيز المبيضين لإطلاق البيضة.

المشاكل المتعلقة بالإباضة

هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى مشاكل في الإباضة عند المرأة. فبعض النساء، على سبيل المثال، يعانون من انسداد قناة فالوب بسبب أمراض التهاب الحوض أو مرض بطانة الرحم المهاجرة أو بسبب عملية جراحية للحمل خارج الرحم، وفقًا لـ (وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية- U.S. Department of Health and Human Services).

ومن الممكن أن يؤدي اختلال الهرمونات إلى عدم انتظام عملية الإباضة اأو عدم حدوثها من الأساس، وفقًا لـ (الكلية الأمريكية لأطباء التوليد والأمراض النسائية- The American College of Obstetricians and Gynecologists).

فعلى سبيل المثال، متلازمة تكيس المبايض (المبيض المتعدد الكيسات-PCOS)، وهي حالة تكون فيها مستويات الهرمونات غير منتظمة وتكون الدورة الشهرية غير منتظمة أو غير موجودة. كما من الممكن لمشاكل الغدة الدرقية أن تضعف قدرة المبيضين على إفراز البيضة.

وقد تعاني المرأة التي لديها نقص بالوزن والتي يكون مقدار مؤشر كتلة الجسم (BMI) لديها 18.5 أو أقل، إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي. وبالمقابل، قد تؤدي السمنة إلى دورة شهرية غير منتظمة وإباضة غير منتظمة.

بالإضافة إلى هذا، من الممكن أن يتأثر وقت الإباضة بعوامل أخرى، مثل التوتر والتمارين المفرطة. وقد يؤدي الإجهاد العاطفي والبدني إلى عدم حدوث أو تأخير موعد الإباضة، حسب «Mayo Clinic».

مشاكل الإباضة ليست سوى سبب واحد للعقم. وتصيب نحو 12% من النساء في الولايات المتحدة بين السن 15 و44، وفقًا لمركز«CDC».


  • ترجمة: سنان حربة
  • تدقيق: هبة فارس
  • تحرير: رؤى درخباني

المصدر