يوجد فوق القمر الكثير من الخردة، فرع زيتون ذهبي، وعلم كامل بأجزائه، كما أن هناك العديد من الأجسام التي تدور في مداره، ومطرقة و ريشة صقر – الأدوات التي استخدمت في تجربة أجريت عام 1971 لتثبت أن تأثير الجاذبية واحد بغض النظر عن الكتلة – .

هناك العشرات من المخلفات فوق سطح القمر. لكن كم يبلغ مقدار ما تركه أو أرسله البشر إلى القمر؟!

يقول ويليام باري William Barry  كبير مؤرخي ناسا: من الصعب وضع جوابًا محددًا، و لكن الأرجح أن المخلفات على سطح القمر تزن حوالي 400 ألف رطل، حوالي 181 ألف كيلو جرام، هذا الرقم مصدره  ويكيبيديا لكنه  يبدو صحيحًا بالنظر إلى عدد القطع المتروكة فوق القمر مثل مخلفات خمس رحلات غير مأهولة من خلال برنامج رانجر والتي لاتزال هناك.

يقول باري لقد ترك رواد الفضاء التابعون لوكالة ناسا الكثير من هذه القمامة التي هبطت على سطح القمر بين عامي 1969 و1972 خلال برنامج أبولو.

القمامة الاخرى تأتي من بعثات بدون طيار من وكالات استكشاف الفضاء بما فيها وكالات من الولايات المتحدة وروسيا واليابان والهند وأوروبا.

العديد من القطع القديمة هي مسبارات قمرية أرسلت لمعرفة المزيد عنه، مثلًا «هل يمكن لسفن الفضاء أن تهبط على سطحه؟!».

في الستينيات من القرن الماضي، اعتقد بعض العلماء أن القمر قد يكون له مظهر خارجي يشبه الرمال المتحركة، لأن الكثير من الصخور الفضائية قد صدمته  وفتت سطحه بمرور السنين.

يقول باري إن هذه المسبارات الروبوتية، التي بقيت على سطح القمر بعد انتهاء مهماتها، أظهرت أن هذه الفكرة خاطئة، وأن المعدات التي صنعها الإنسان يمكن أن تهبط على سطح القمر.

هناك أيضًا مركبات المدارات القمرية التي رسمت تضاريسه بعد أن تحطمت على سطحه، فأضيفت إلى وزن كومة القمامة.

لقد ساعدت معدات أخرى – من مكب نفايات القمر – العلماء على دراسته. على سبيل المثال، أرسل القمر الصناعي (لكروس)  لرصد القمر واستشعاره لدراسة الهيدروجين وتأكيد وجود الماء. مهمته كانت ناجحة، ولا يزال لكروس عالق على سطح القمر.

بالنسبة للأشياء  التى تركها رواد الفضاء فى برنامج أبولو، فلم يكن هناك تفكير في إعادة المعدات غير الضرورية لأن ذلك سيستخدم موارد ثمينة مثل الوقود.

يقول باري: «في أي مشروع هندسي، مثل الهبوط على سطح القمر، يمكنك تصميم المهمة للقيام بما تحتاج إليه وليس أكثر من ذلك، كان القلق الحقيقي هو: هل يمكن أن نعيد الطاقم بأمان من القمر، هل يمكنهم الحصول على العينات التي يحتاجون إليها وإعادتهم إلينا سالمين؟».

ولكن، قمامة شخص ما هي كنز بالنسبة لشخص آخر. إن القمامة التي تركت على القمر قد تكون مفيدة للدراسة من وجهة نظر الأجيال التالية.

يدرس الباحثون هذه الاشياء لمعرفة كيف تأثرت بالإشعاع وبفراغ الفضاء على مر الزمن. وعلاوة على ذلك، لا تزال بعض الأشياء على سطح القمر تستخدم، بما في ذلك عاكس الليزر الذي تركه طاقم أبولو 11.

يمكن للباحثين على الأرض أن يربطوا هذا العاكس بالليزر، مما يسمح لهم بقياس المسافة بين الأرض والقمر. لقد ساعدت هذه التجارب العلماء على إدراك أن القمر يتحرك بعيدًا عن الأرض بمعدل 1.5 بوصة (3.8 سم) سنويًا.

يقول باري: إن القمامة التي تركت على القمر لها أيضًا ميزة أثرية. فالزوار القادمين في المستقبل قد يرغبون في عرض مواقع أبولو القديمة ومشاهدة أجهزة  (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الروسية وغيرها من البلدان.


  • ترجمة : مصطفى العدوي
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: أحمد عزب
  • المصدر