تريد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إزالة النيكوتين من التبغ. كيف يمكن تطبيق ذلك؟


يمكن أن تُلحق السجائر في الولايات المتحدة بتغييرات إذ أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في يوم 15 مارس أنها تتخذ خطوات لخفض مستويات النيكوتين في السجائر. لكن بالضبط كيف يستخرج النيكوتين من التبغ؟

تخطط الإدارة لاقتراح قاعدة جديدة تحد من مستويات النيكوتين في التبغ، تتمثل بتخفيض كمية المركب إلى مستوياته غير المسببة للإدمان كهدف نهائي، وفقًا لما قاله مفوض إدارة الأغذية والأدوية الدكتور سكوت غوتليب في بيان له. تسعى الـ FDA في الوقت الحالي إلى جمع رأي عام وبيانات إضافية حول كيفية تطوير هذه القاعدة.

يقول د.غوتليب:« يمكن لهذه الخطوة التنظيمية الجديدة أن تساعد في تجنب الملايين من الوفيات المرتبطة بالتبغ في أنحاء البلاد.»

على الرغم من أنه قد يأخذ الناس كلمتي “النيكوتين” و “التبغ” كمرادفات، إلا أن هناك بالفعل طرق لفصل الواحدة عن الأخرى.

يقول أندرو ستراسر أستاذ مساعد في الصحة السلوكية من الطب النفسي في كلية الطب لجامعة بنسلفانيا بيرلمان أنّ ما تقترحه إدارة الغذاء والدواء FDA هو السيجارة ذات المحتوى المنخفض النيكوتين، حيث يتم تقييد الكمية الفعلية للنيكوتين في المنتج عند حد معين.

تمكن إحدى الطرق للقيام بذلك في الهندسة الوراثية. ما يعني أن العلماء سيعدّلون الجينات في نبات التبغ بحيث يتم إسكات الجينات المسيطرة على إنتاج النيكوتين وفقًا لما قاله د.ستراسر لدورية Live Science. لن يحتوي التبغ الناتج أي نوع من النيكوتين، وهنا بالإمكان دمج هذا التبغ مع التبغ العادي لإنتاج السجائر منخفضة النيكوتين.

جدير بالذكر أن هذه السجائر ذات المحتوى منخفض النيكوتين هي موجودة بالفعل لأغراض البحث. كما كانت لها إصدارات تجارية – إذ أنتجت شركة Vector Tobacco سجائر منخفضة المحتوى من النيكوتين تسمى Quest عام 2002 حتى عام 2010 ، وفقاً لشركة الوسائل الإعلامية العالمية Forbes.

يقول ويليام شاديل، المدير المساعد لبرنامج صحة السكان في شركة راند كورب أنه لا ينبغي الخلط بين هذه المنتجات وبين ما يسمى بالسجائر “الخفيفة”. إذ في السجائر الخفيفة، يُغيّر تصميم السيجارة بطريقة يمكن نظريًا أن تقدم كميات أقل من النيكوتين إذا استخدمت بطريقة معينة.

على سبيل المثال، تحتوي هذه المنتجات على فتحات تهوية لتمديد دخان التبغ بالهواء. لكن لا تزال هذه المنتجات تحوي نفس كمية النيكوتين الموجودة في السجائر العادية. ووجدت الدراسات أنه يمكن للمدخنين تلقي كميات نيكوتين أكبر من هذه المنتجات عن طريق سد ثقوب التهوية أو عن طريق الاستنشاق بعمق أكبر. وأضاف شاديل: «إن المدخنين ماهرون في الحصول على كمية النيكوتين التي يريدونها من السجائر.»

وعلى نقيض ذلك، لا يمكن التلاعب بهذه السجائر المصنوعة من التبغ المعدلة جينياً للحصول على نسبة منخفضة من النيكوتين. إذ قال د.ستراسر: «بهذه السجائر، لا يترافق زيادة قوة النفخ مع زيادة كمية النيكوتين.»

هل يمكن أن تعمل هذه السجائر بالفعل على الحد من إدمان النيكوتين ومنع الوفيات المرتبطة بالتبغ؟ هناك حاجة لمزيد من الأبحاث للإجابة على هذا السؤال، لكن اتفق ستراسر وشادل على أن الأبحاث المبكرة في هذا المجال واعدة.

على سبيل المثال، وجدت دراسة أجريت عام 2015 ونشرت في دورية New England الطبية أن المدخنين الذين اختيروا لاستخدام السجائر ذات المحتوى المنخفض من النيكوتين (بين 0.4 و 2.4 ملليغرام من النيكوتين لكل غرام من التبغ) يدخنون عدد سجائر أقل في اليوم، وكانوا أقل اعتمادًا على النيكوتين، من أولئك الذين يستخدمون السجائر العادية (مع 15.8 ملليغرام من النيكوتين لكل غرام من التبغ). كما وجد ستراسر وزملاؤه في دراسة أجريت بالمثل عام 2016 ارتباط تراجع التدخين بالسجائر منخفضة النيكوتين.

قال ستراسر ردًّا على إعلان FDA: «إن هذه الخطوة مثيرة ومشجعة للغاية بالنسبة لمجالنا.»

كما أضاف شاديل أن الباحثين ما يزالوا بحاجة إلى فحص كمية النيكوتين التي يجب أن توجد في السيجارة لتقليل الاعتماد على النيكوتين. ولا تزال هناك مسألة عالقة هي ما إذا كان ينبغي تطبيق مثل هذه القاعدة على الفور أم بشكل تدريجي.

وختم ستراسر بالسؤال: «هل تنزع رباطة الإسعافات الأولية ببطء أم بسرعة؟ ما مدى سرعة الوصول إلى المعيار الجديد لمحتوى النيكوتين؟”


  • ترجمة: مريم عيسى.
  • تدقيق: كنزة بوقوص.
  • تحرير: زيد أبو الرب.

المصدر