وجد الباحثون أنه يمكن لعقارٍ مثبت الاستخدام مسبقًا في علاج السرطان أن يقلل من بعض الصعوبات الاجتماعية المرتبطة بمرض طيف التوحد (ASD) عند الفئران.

نشر في مجلة العلوم العصبية الطبيعية، بحثٌ يشير إلى إمكانية استخدام هذه الأدوية للتخفيف من بعض الأعراض الاجتماعية الرئيسية التي يبديها مرضى طيف التوحد.

غير أن آخرين يحذرون من أن الوقت مبكرٌ جدًا لقول هذا، وأن التطبيقات المجربة على أغلبية مرضى التوحد محدودة للغاية.

قال تشن يان ، المشارك في تأليف البحث: « لقد اكتشفنا مركبًا جزيئيًا صغيرًا يُظهر تأثيرًا عميقًا وطويل الأمد على حالات العجز الاجتماعي الشبيهة بالتوحد بدون آثارٍ جانبيةٍ واضحة، بينما قد فشلت العديد من المركبات المستخدمة حاليًا لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض النفسية في إظهار الفعالية العلاجية لهذا العرض الأساسي لمرض التوحد.»

وباستخدام فئران تفتقد جينًا معينًا يسمى شانك 3، الذي يرتبط بتغيراتٍ في التفضيل الاجتماعي غالبًا ما تُرى في مرضى طيف التوحد، اختبر الباحثون دواءً خاصًا بالسرطان معروفًا باسم روميدبسين.

خفّض الدواء بشكلٍ أساسيٍ أذية الحمض النووي حول البروتينات في نوى الخلايا، مما سمح للجينات أن تشترك في السيالات العصبية التي كان يتعذر نقلها سابقًا.

هذا بدوره، أثر على السلوك الاجتماعي للفئران.

في الحقيقة، وجد الباحثون أن أكثر من 200 جين تم تثبيطها من خلال إحداث أذيةٍ شديدةٍ في الحمض النووي حول البروتينات قد بدأت فجأةً في التعبير المورثي بشكل طبيعي.

على أية حال، قد ألح باحثون آخرون محذرين من قراءة هذه الدراسة أكثر من اللازم.

شرحت الدكتورة جورجينا وارنر، مديرة الأبحاث في جمعية التوحد الخيرية أوتيستيكا، والتي لم تشارك في الدراسة: «أن التوحد حالةٌ شديدة التنوع مع وجود عدة جينات مختلفة تلعب دورًا، لذا فإن تطوير نموذج فأري يمثل بحد ذاته تحديًا».

«بينما تلعب دراسات على الفئران كهذه دورًا مهمًا في الأبحاث، لا يمكن تطبيق النتائج بسهولةٍ على البشر.»

في حالة هذه الدراسة بالذات، على سبيل المثال، إن استخدام فئران لديها جين شانك 3 قد خرج بتطبيقات محدودة للغاية على البشر.

يقر المؤلفون بأنفسهم بأن نسبة من لا يملكون هذا الجين تقدر ما بين 0.5 إلى 2٪ فقط من مرضى طيف التوحد، وبالنسبة للغالبية العظمى من الحالات، قد لا تكون هذه الدراسة ذات أهمية خاصة على الإطلاق.

وتابعت الدكتورة وارنر قائلةً: «تشير الدراسة إلى نتائج مثيرةً للاهتمام حول دواء الروميدبسين ، ولكن من السابق لأوانه القول ما إذا كان لها أي تأثير على المهارات الاجتماعية لدى مرضى التوحد».

«كما أنه ليس واضحًا أن كل المصابين بالتوحد سيرحبون بدواء يهدف إلى تحسين مقدراتهم الاجتماعية، خاصةً إذا كان له آثار جانبية أخرى .»


  • ترجمة: رغدة عاصي.
  • تدقيق: م. قيس شعبية.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر