بالحديث عن السياسة، أصبح الأميركيون أكثر انقسامًا مما كانوا عليه سابقًا.

عندما يتعلق الأمر بقضايا العرق والهجرة والأمن القومي وحماية البيئة، فإنهم يختلفون في الرأي حول كيفية تعامل الحكومة مع قضايا لم تتعامل معها من قبل.

وفيما يتعلق باستطلاعات الرأي في تسعينيات القرن الماضي، قد أصبح الجمهوريون الآن يأخذون الأمور ببساطة أكبر على ما يبدو عندما يتعلّق الأمر بالفقراء، بينما يأخذ الديمقراطيون الأمور على محمل الجد أكثر.

ويميل المحافظون أكثر للقول بأنّ الأنظمة البيئية تكلّف الولايات المتحدة الكثير الكثير من الوظائف.

وعلى ما يبدو أنّ الليبراليين اليوم لم يعودوا يقتنعون بإمكانية تحقيق السلام من خلال القوّة العسكرية كما كانوا في العقود المنصرمة.

ويذكر مركز أبحاث بيو في تقريرٍ له أن الانقسامات السياسية في البلاد قد تجاوزت كونها مجرّد (انقسامات تنطوي على أساس الخطوط الديموغرافية الأساسية، كالسن والتعليم والجنس والعرق).

إن نسبة الأمريكيين الذين يشغلون منتصف الطيف السياسي هي أقلّ أيضًا.

كان العلماء يبحثون عن الاختلافات النفسية بين الأشخاص الذين يعتنقون أفكارًا مختلفة، وهناك عدد قليل من الطرق المُفتاحية التي يرى فيها الناس، الذين يقفون على طرفي نقيض من الطيف السياسي، العالم.

وإليكم ما قد أظهرته البيانات:

1- إن حقيقة كونك خائف يمكن أن تجعلك تميل أكثر لأن تكون مُحافظًا.

وقد أظهرت عقود من البحث أن الناس يزدادون محافظة عندما يشعرون بالتهديد والخوف.

إن التهديدات الإرهابية دفعت الجميع لأن يكونوا أقلّ ليبرالية – وقد وَجَدَ الباحثون أن هذا صحيح خصوصًا فيما يتعلّق بالأشهر التي تلَت الحادي عشر من أيلول.

خلال ذلك الوقت، شهدت الولايات المتحدة تحوّلًا مُحافظًا، وأظهر الأميركيون دعمًا متزايدًا للإنفاق العسكري وللرئيس جورج بوش.

2- دِماغ المحافظ أكثر نشاطًا في مناطق مختلفة من دماغ الليبرالي.

وتظهر عمليات المسح للدماغ أن الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم على أنّهم محافظون يتمتعون بلوزة دماغية يُمنى أكبر وأكثر نشاطًا، وهي منطقة من الدماغ ترتبط بالتعبير عن الخوف ومعالجته.

هذا ينسجم مع فكرة أن الشعور بالخوف يجعل الناس يميلون أكثر إلى اليمين.

3- من جهةٍ أخرى، الشعور بالأمان والاتسام بالقوّة قد يجعلك تميل أكثر إلى الليبرالية مما قد تكون عليه في خلاف ذلك.

وأظهرت الأبحاث الرائدة التي نشرها علماء النفس في ييل في عام 2017 أن مساعدة الناس على التخيّل بأنّهم آمنون من الأذى يمكن أن يدفعهم (مؤقتًا) على حمل آراء أكثر ليبرالية.

وقال مؤلّفوا هذه الدراسة إنّ نتائجهم تشير إلى أنّ الآراء المحافظة اجتماعيًا هي مدفوعة، ولو جزئيًا على الأقل، بحاجة الناس إلى الشعور بالأمن والأمان.

إلا أن هذا الاستنتاج لم ينطبق على الأشخاص الذين يحملون آراءً محافظة اقتصاديًا.

4- الليبراليون أقلّ حساسيّة حيال الأمور المقرفة كالقيء والبراز والدم.

وأظهرت دراسةٌ أُجريت عام 2018 على طلاب الجامعات أن أولئك الذين لديهم آراء أكثر محافظة اجتماعيًا، كانت ردّة فعلهم أسرع بصرف أبصارهم جسديًا عن الصور المثيرة للاشمئزاز – كصور الدم والبراز والقيء – من أقرانهم الليبراليين.

5- المحافظين يميلون إلى عرض المزيد من أنماط التفكير المرتّبة، في حين أن الليبراليين لديهم تفكّر أكثر.

وجدت دراسة أُجريت عام 2016 في جامعة نورث ويسترن أنه عندما أُعطيَ طلاب الجامعات المحافظة والليبرالية بعض المسائل لحلها، تمكنت كلتا المجموعتين من التوصل إلى بعض الإجابات الصحيحة من خلال تحليل المستخرجات التدريجي.

ولكن عندما كانوا يشعرون بأنهم عالقون في مشكلة ما، كان الليبراليون أكثر ميلًا للتعبير عن حيرتهم – لحظة (آها)، وهي أشبه بإنارة مصباح في الدماغ.

6- يميل الليبراليون إلى التشتّت عن الموضوع الأساسي، في حين أن عيون المحافظين تُركّز أكثر على الموضوع الأصلي الذي يبحثون فيه.

في عام 2010، اختبر باحثون في جامعة نبراسكا ما إذا كان المحافظون والليبراليون يرون العالم بطريقة مختلفة.

ووجدوا أنه عندما يتعلق الأمر بمواءمة نظرة الآخرين، فإن نظرة المجموعتين مختلفة كليًّا.

7- اعتناق الأفكار المحافظة يدفع الأشخاص لممانعة التغيير ويساعدهم على إيجاد أعذار لانعدام المساواة.

8- إنّ ذوق الليبراليين والمحافظين في الموسيقى والفن مُختلفٌ أيضًا.

وأظهرت الدراسات التي أجريت في ثمانينيات القرن العشرين أن المحافظين يفضلون اللوحات الأكثر بساطة، والموسيقى المألوفة، والنصوص والقصائد الواضحة، في حين أن الليبراليين يستمتعون بالفن التكعيبي والتجريدي.

9- يميل الليبراليون لوصف أنفسهم على أنهم عطوفون ومتفائلون، في حين أن المحافظين يميلون لوصف أنفسهم على أنهم شعبٌ يتحلّى بالشرف والدين.

ووجدت دراسة أجريت عام 1980 على طلاب المدارس الثانوية أن الطلاب المحافظين في ذلك الوقت كانوا أكثر ميلًا لوصف أنفسهم على أنهم (مسؤولون ومنظّمون وناجحون وطموحون)، في حين أن الطلاب الليبراليين قد يصفون أنفسهم بأنهم (ودودون ولُطفاء أورقيقون).

10- ويعتقد المحافظون أنهم يتمتّعون بقدرٍ أكبر من ضبط النفس.

11- ويعبّر الليبراليون والمحافظون عن تعاطفهم مع مختلف الناس.

وتُبيّن الأبحاث الجديدة أنّ المحافظين يميلون إلى التعبير عن تعاطفهم مع الدوائر الاجتماعية الأصغر أكثر من مما يفعل الليبراليون.

فعلى سبيل المثال، وُجِد أنّ الناخبين المحافظين أكثر ميلًا للاتفاق مع تصريحات كالآتي: (إني غالبًا ما أكنُّ مشاعر اهتمام ورقة تجاه أفراد عائلتي الذين يكونون أقلّ حظًّا مني).

ولكن استجاباتهم تشير إلى أن هذه المشاعر لا تمتد لتشمل الأشخاص الذين ينتمون لبلدانٍ أخرى.

أمّا الليبراليون، من جهة أخرى، كانوا أكثر ميلًا للشعور بنفس المستوى من العاطفة تجاه الناس في جميع أنحاء العالم، وحتى إلى غير البشر وتجاه المواضيع الخيالية مثل الحيوانات والمخلوقات الفضائية أيضًا.

كانت هذه المقالة قد نُشِرت في الأصل في موقعBusiness Insider.


  • ترجمة: محمد حميدة.
  • تدقيق: أسمى شعبان.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر