أشارت دراسةٌ جديدةٌ أن الخضوع لعملٍ جراحيٍّ قد يؤدي في المستقبل إلى مشاكل في الذاكرة.

تقول الدراسة التي نُشرت يوم 22 فبراير في دورية (التخدير –Anaesthesia) إنَّ أداء البالغين -في متوسط العمر- الذين خضعوا لعملٍ جراحيٍّ تطلَّب تخديرًا عامًا كان أسوأ قليلًا في اختبار الذاكرة الذي أُجري بعده.

لم يُبد الأشخاص المشاركون في الدراسة أي علامات مرض ألزهايمر، أو مرضٍ عقليّ، أو حتى ضعفٍ معرفيٍّ خفيفٍ قبل إجراء العمل الجراحيّ.

ومع ذلك، وعلى الرغم من كون التغيرات ملحوظةً بالنسبة للباحثين، قال كاتب الدراسة د.كيرك هوكان (أستاذ التخدير في جامعة ويسكونسن ماديسون كلية الطب والصحة العامة) في بيانٍ له: «إن التغيرات المعرفية بعد الجراحة صغيرةٌ على الأرجح، غير متناظرةٍوغير خاضعةٍ لوعي الشخص».

تغيراتٌ في الدماغ:

حللت الدراسة بيانات المشاركين من سجل ويسكونسن للوقاية من الزهايمر (WRAP)، إذ خضع مشاركون في متوسط العمر إلى جملةٍ من الاختبارات النفسية والمعرفية لدراسة عدة نقاطٍ في الوقت المناسب، وكان متوسط عمر السكان في البرنامج العالميّ للتجديد 54 عامًا.

ونسب الباحثون 312 شخصًا لمجموعة الخاضعين لعملٍ جراحيٍّ واحدٍ أو أكثر باستخدام التخدير العام، وقارنوها مع 652 مشاركًا لم يخضعوا للتخدير العام.

استبعد الفريق من خضعوا لجراحةٍ عصبيةٍ أو جراحة القلب، إذ إنَّه في كلتا الحالتين تؤثر على الأداء المعرفيّ، ولقد تبين أن لدى جميع المشاركين أداءً إدراكيًا طبيعيًا في بداية الدراسة.

وسطيًّا، كانت لدى الخاضعين للتخدير العام انخفاضاتٌ صغيرةٌ في الذاكرة قصيرة الأمد على مدى أربع سنوات، مقارنةً مع أولئك الذين لم يخضعوا للتخدير العام.

وبالإضافة، أظهر الأشخاص الذين خضعوا لفترةٍ أطول من التخدير العام (لإجراء عملياتٍ جراحيةٍ أطول) انخفاضًا أكبر في الأداء التنفيذيّ، الذي يتضمن مهاراتٍ مثل التخطيط والتركيز.

ومع ذلك، كانت هذه التغييرات صغيرة،فعلى سبيل المثال، كان للخاضعين للجراحة نقطة انخفاضٍ واحدةً في الذاكرة قصيرة الأمد من أصل 30 نقطة ممكنة.

وقال د.بيفرلي أورسير(أستاذ علم وظائف الأعضاء والتخدير في جامعة تورنتو غير المشارك في الدراسة): «إنَّ الأدلة وإن كانت غير مباشرةٍ تتزايد، وإنَّ هناك في وقت الجراحة مجموعةً من العوامل التي تؤدي إلى انخفاضٍ في الأداء المعرفيّ».

قال أورسير لدورية Live Science : «ومع ذلك، لم تتمكن الدراسة من ربط تراجع الذاكرة بالتخدير بشكلٍ مباشر.

كما يمكن للحالة الكامنة والجوانب الأخرى من الجراحة، أو عوامل أخرى غير معروفة، أن تكون مسؤولةً عن تلك الانخفاضات».

وأضاف: «على سبيل المثال، عندما تُكسر ساق شخصٍ ما، فإن جسده يطلق الوسائط الالتهابية، مثل السيتوكينات التي تتنقل بعد ذلك إلى الدماغ وتزيد من سوء أدائه.

بالتالي إذا كان لدى هذا الشخص انخفاضٌ معرفيٌّ بعد الجراحة، فهل الجراحة، أم التخدير، أم الاصابة الأساسية السبب المسؤول عن ذلك؟».

وقد وجدت دراساتٌ أخرى أن لربط التخدير والجراحة بمشاكل الذاكرة نتائج متضاربة.

على سبيل المثال، وجدت دراسةٌ أُجريت عام 2016 في (دورية التخدير – Anaesthesia) انخفاضًا كبيرًا في الوظيفة الإدراكية بعد الجراحة لدى البالغين الأكبر سنًا، وخاصةً إذا ما بدؤوا يعانون من ضعفٍ إدراكيّ.

ووجدت دراسةٌ نُشرت في 19 فبراير في دورية JAMA Neurology مستوياتٍ عاليةً من واسمات تلف خلايا الدماغ الكيميائية عند المرضى الذين أُجريت عليهم عمليةٌ جراحيةٌ تحت التخدير، ومع ذلك، لم تجد كل الدراسات صلةً بين التخدير والإدراك، وأظهرت دراسةٌ أُجريت على أكثر من 8000 توأم من المسنين ومتوسطي العمر فروقًا ضئيلةً في الإدراك إذا كان التوأم قد خضع لعملٍ جراحيّ.

نُشر هذا المقال في دورية Live Science.


  • ترجمة: مريم عيسى.
  • تدقيق: تسنيم المنجّد.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر