الدكتور ميتشيو كاكو (Michio Kaku) عالم فيزياء نظريَّة، وعالِم مستقبليات، ومتحدث علمي مشهور، كما أنَّه كاتب “فيزياء المستحيل”. وقد استضاف عددًا من البرامج الإذاعية والتلفزيونية خاصة على الـبي بي سي، وقناة ديسكوفري، وقناة هيستوري، وقناة ساينس.

جدير بالذكر أيضًا أنه قد شارك في تأسيس نظريَّة حقل الأوتار (فرع من نظريَّة الأوتار)، كما يقوم كاكو بإلقاء المحاضرات. ويعترف العديد من الأشخاص المعتادين على مشاهدة أعماله بفضل الإنترنت في ذلك؛ فهو كثير الظهور على قناة بيغ ثينك (Big Think) على اليوتيوب، كما أنه يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لينقل عالم الفيزياء المعقد إلى العامة بطريقةٍ تعليميَّة وترفيهيَّة.

وبينما لا يملك كاكو آلة زمن، فقد منحه فهمه للفيزياء ومكاننا في الكون منظورًا فريدًا من نوعه حول ماضينا، وحاضرنا، ودون شك، مستقبلنا.

وبالنسبة للمستقبل، لدى كاكو العديد من الأشياء المثيرة لقولها، وها هي بعض تنبؤاته حول المستقبل.

في ديسمبر من عام 2016، أطلق كاكو عدة تنبؤات حول المستقبل، متخيلًا ما قد نصل إليه خلال 20 سنة قادمة. وتأتي تبنؤاته وتصريحاته من خلال معرفته بصفته عالم فيزياء ومن اهتمامه بدراسة ما قد يحصل.

استقبل الدكتور كاكو سنة 2017 بتذكير الجميع بأهمية العلم من أجل ازدهار البشر، كما أكد أيضًا على الدور الجوهري الذي يلعبه الفضول في التطور العلمي، إذ أن العديد من الأفكار المذهلة قد بدأت من باب الفضول، فنحن نطرح سؤالًا، وخلال محاولتنا للإجابة عنه، نحصل على اكتشافات طيلة الطريق.

خلال سلسلة خاصة بقناة ناشيونال جيوغرافيك تحمل اسم “السنة مليون – Year Million”، قام كاكو باستكشاف ماقد تبدو عليه حياة البشر بعد مليون سنة من الآن. تتضمن السلسلة آراء المختصين والعلماء حول الأمر، وكذلك كُتاب الخيال العلمي، وعلماء المستقبليات والطلبة.

وبالمشاركة مع هؤلاء المختصين، يتخيَّل الدكتور كاكو ما قد يحدث في السنة المليون، هذا إذا تمكن البشر من النجاة لعيش ذلك.

كعالم فيزياء نظريَّة، استخدم الدكتور كاكو الملاحظات الرَّائدة في مجال الأمواج الثقاليَّة لاستكشاف مستقبل علم الفلك.

شكك الدكتور كاكو في الحقيقة في بعض الأحيان. ففي السنة الماضية، قام بطرح نقاشٍ من خلال الملاحظات الفيزيائيَّة والنظريات ليس فقط حول أين نقف بصفتنا بشر في الكون، بل أيضًا كيف نعرف الحقيقة من الآن فصاعدًا.

لكن تنبؤات الدكتور كاكو ليست دائًما نظريَّة. فعلى سبيل المثال في الربيع الماضي، استغل وجود كويكب قريب من الأرض لمناقشة إمكانية التأثير الكبير للكويكبات على الحياة على الأرض في المستقبل.

أما مؤخرًا، وضع كاكو تنبؤت حول متى سنتمكن من تأكيد وجود حياة فضائيَّة. كانت تصريحاته قد نشرت في مقال بنيويورك تايمز حول برنامج شديد السريَّة للبنتاغون لمشاهدة الأجسام الغامضة (UFO).

لقد تنبأ كاكو بأننا قد لا نجد الحياة الفضائيَّة حيث ومتى نتوقع ذلك، وأنه في تلك الظروف الغريبة، يجب أن نبقي عقولنا متفتحة. وهذا ضروري بالنسبة لجميع مجالات العلم.

من التدمير المحتمل للأرض نتيجة الاصطدام بكوكيب إلى الاتصال الموعود مع الحياة الفضائيَّة، فإن تنبؤات كاكو ليست غريبة كما قد تبدو لأوَّل وهلة؛ فهي تعتمد على العلم البحت وآخر الملاحظات العلميَّة ومفاهيمنا حول الكون.

لا يمكن للدكتور كاكو أو لأي شخص آخر أن يتوقع المستقبل بشكلٍ قاطع. ومن الأفضل له ولنا جميعًا أن نأخذ المعلومات الحالية حول العلم والكون والبشريَّة، وأن نكتشف كيفية تفاعل هذه المتغيرات كلها، وبعد ذلك، بإمكاننا وضع تنبؤات شاملة حول المستقبل.

هناك أمرٌ واحدٌ يعرفه كاكو دون أدنى شك، وهو أن التغير المناخي يمثل خطرًا حقيقيًا على الحياة على الأرض، ليس فقط في المستقبل، لكن أيضًا في الوقت الحالي، وأنه يجب علينا التحرك الآن لضمان نجاة البشر للوصول لذلك المستقبل.


  • إعداد: وليد سايس
  • تدقيق: هدى جمال عبد الناصر
  • المصدر