حالما تُصاب بالانفلونزا سيبدأ هذا التساؤل يلوح أمام عينك المحمومتين؛ هل يجب عليك الذهاب إلى الطبيب أو المشفى أم أنّ ذلك سينقضي بمجرد الراحة والتدفئة وشرب السوائل؟

من الأعراض التي قد تتواجد لدى أي مريض بالانفلونزا هي؛ السعال، ألم في الحلق، تعب، آلالام جسدية، انسداد أو سيلان من الأنف، صداع، ارتعاش، حمى أو ارتفاع في درجة الحرارة وقد لا تُشاهَد لدى الجميع، وفي بعض الأحيان قد يعاني مريض الانفلونزا من الإقياء والإسهال.

بشكلٍ عام سوف تختفي أعراض الانفلونزا لدى معظم الأشخاص الأصحاء خلال 5 إلى 7 أيام وقد يستمر التعب لفترة أطول ومع ذلك العلاج المنزلي عادةً كافٍ، ولكن بالطبع لا ضير من الذهاب إلى المشفى أو الطبيب مع الأخذ بالعلم أنّ المضادات الفيروسية تعمل بشكل أفضل في المراحل الباكرة من المرض.

ويكون طلب الرعاية الطبية المتخصصة أمرًا حتميًا في حال واجه المريض مشاكل كقصر أو صعوبة في النفس، فهذا قد يشير إلى (الالتهاب الرئوي-Pneumonia )، وفي هذه الحالة تبدأ حالة الشخص بالتدهور بسرعة، وعلى ذلك يجب استقصاء الأمر بشكل فوريّ.

ومن العلامات الأخرى للحالات الشديدة من الانفلونزا هي الحرارة المرتفعة والتي لا تتراجع أو تخف، فإن ارتفعت درجة حرارة  الشخص إلى 38.3 درجة سيليسوس أو أكثر دون أن تخف باستخدام عقار الأسيتامينوفين مثلًا يجب على الشخص مراجعة الطبيب أو المشفى.

ومن العلامات التحذيرية الأخرى التي تستدعي طلب رعاية طبية متخصصة لدى البالغين هي؛ تحسن الأعراض ثم عودتها مع حمى وسعال أسوأ من سابقه، وجود تخليط ذهني، دوار مفاجئ، إقياءات شديدة أو مستمرة، الإحساس بألم أو ثقل في الصدر أو البطن، وبالإضافة لذلك التعب الشديد الذي يمنع الشخص من القيام بأي شيء ويبقيه طريح الفراش.

أمّا العلامات التحذيرية لدى الأطفال فتكون؛ تنفس سريع أو صعوبة في التنفس، ازرقاق لون الجلد، عدم شرب كمية كافية من السوائل، عدم الاستيقاظ أو عدم التواصل أو التفاعل، عدم رغبة الطفل بأن يقوم بحمله أحد (أي أنّ الطفل غير مرتاح)، ظهور طفح جلدي بالإضافة للحمى، عدم القدرة على الأكل، عدم وجود دموع عند البكاء، تبليل حفاضات أقل من العادة بشكل ملحوظ.

ويكون خطر تطوير التهاب الرئة والمضاعفات الأخرى للإنفلونزا أكبر لدى بعض المجموعات من الأشخاص، كالنساء الحوامل، ومن لديه عضو مزروع، ومرضى السرطان الذين يخضعون في الوقت ذاته للعلاج الكيماوي، بالإضافة لذلك الأطفال دون الستة أشهر، وكبار السن المضعفين (65 سنة وما فوق) ، ومرضى الأمراض التنفسية المزمنة وخاصة من يعاني من الربو القصبي الشديد، فهؤلاء الأشخاص جميعًا يجب توخي الحذر عند إصابتهم بالانفلونزا وطلب استشارة صحية متخصصة لتقييم حالتهم.

أما بالنسبة لباقي الأشخاص السليمين، فكل ما يجب عليهم القيام به أثناء إصابتهم بالانفلونزا هو الراحة في المنزل وعدم الاختلاط بالآخرين لتجنب عدوتهم، مع مراقبة أعراضهم التي يجب أن تخف خلال بضعة أيام.