عندما تقابل الناس للمرة الأولى ، ما هو أول شيء تعتقد أنك تلاحظه؟ هل هو لون الشعر أم لون العيون؟ أو ربما كان ما يلبسونه سواء كان بدلة رسمية أو قميص و جينز، أو إذا كانت مصافحتهم قوية.

لكن دماغك يلاحظ مباشرة خاصيتين مميزتين : العرق والجنس.

وجد الباحثون نماذج من النشاط العصبي في منطقة من الدماغ تلعب دوراً في التعرف على الوجوه.

باستخدام المسح الفوري للدماغ ، وجد الباحثون في هارفرد ـــ الدكتور Juan Manuel Contreras و البروفسور في الأخلاق الاجتماعية Richard Clarke Cabot، وبروفيسور علم النفس Jason P. Mitchell ـــ أن منطقة الدماغ التي تحتوي على نماذج من النشاط العصبي تتغير عندما ينظر الناس إلى الوجوه البيضاء والسوداء ، وإلى وجوه الإناث والذكور.

“وجدنا أنّ منطقة من الدماغ تدعى منطقة الوجه المغزلية ، أو اختصاراً FFA ، تبدو هذه المنطقة وكأنها تلعب دور مفتاح تمييز الوجوه في مستوي ثنائي البعد”.

كما قال Contreras في أول دراسة له والتي من خلالها كسب الدكتوراه في علم النفس.

“عندما درسنا أنماط التفعيل في هذه المنطقة ، وجدنا أنها تتغير وفقاَ للوجوه البيضاء والسوداء ، وللذكور والإناث”.

بشكل مثير للانتباه ،إنّ حقيقة ظهور هذه النماذج في FFA ، والتي أظهرت دراسة سابقة أنها تنشط لـ 200 ميلي ثانية بعد ظهور الوجه ، تقترح أن الفوارق في العرق والجنس تظهر أولاً في الإدراك البصري.

“من المهم أن نلاحظ أن البحث السابق اقترح أن FFA لا تمنح محفزات بصرية بالمعنى ، ببساطة إنها منطقة من الدماغ في النظام البصري ترى الوجوه كجزء من مجموعتين مختلفتين” ، قال Contreras.

“ببساطة يتم تجميع المعلومات سوية ، ثم تنقل إلى أجزاء أخرى من الدماغ والتي تبدأ بمعالجة معاني هذه الاختلافات ــ هذه المناطق تملك معلومات حول ما يبدو عليه الرجال والنساء أو ماذا يعني لوجه أن ينتمي إلى الأشخاص السود أو البيض”.

لفهم كيف يجمع الدماغ هذه المعلومات ويبدأ بمعالجتها ،اتجه Contreras و زملاؤه إلى التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي ، هذه التقنية تسمح للباحثين بمراقبة التغير قي تدفق الدم إلى الدماغ بشكل فوري.

تم إدخال صور المشاركين إلى الحاسوب عبر الماسح الضوئي ، ثم عُرضت كسلسلة من الصور على المشاركين وتم سؤالهم عن بعض الصور إذا كانت لذكر أو أنثى والبعض الآخر إذا كانت لشخص أسود أو أبيض.

“أخذنا صور كل عدة ثوان”.

وضح Contreras: “باستخدام التحليل الستاتيكي ، استطعنا تمييز نماذج محددة من النشاط العصبي والتي تقابل أصناف اجتماعية مختلفة ، ثم يمكننا أن نبحث عن الاختلافات في هذه الأنماط بين الوجوه السود والبيض ، وبين وجوه الرجال والنساء”.

“كما وجدنا دليل ، أنه عندما طلبنا من المشاركين أن يركزوا انتباههم على جنس الشخص فقط ، ظلت المنطقة قادرة على تمييز الوجه.

وعندما أخبرناهم أن ينتبهوا للعرق فإن منطقة FFA بقيت تستطيع تمييز الجنس”.

وهذا ما يظهر أن هذه المنطقة صنفت الوجوه بشكل ثابت اعتماداً على الجنس والعرق.

لكن السؤال الذي يطرحه الباحثون هو لماذا؟

الاحتمال الوحيد للإجابة أنه سواء كان لأسباب تطورية أو تطويرية ،من المهم أن نعرف جنس وعرق الأشخاص الآخرين ،وخصوصاً عندما تؤدي هذه الفوارق إلى تغير في طريقة التفاعل معهم.

وأضاف Contreras : “الجنس والعرق من الأشياء الهامة التي يجب علينا معرفته عن الأشخاص الآخرين فهي جزء من الهوية وهذا ما نعرفه عن الأشخاص حالما نراهم ، فنحن بحاجة إلى معرفة التصنيف الاجتماعي الذي ينتمون له”.


  • إعداد : لين فارس.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر