_Cyborg__spinal_im_3158724b

لدى المرضى المصابين بالشلل أمل جديد بالتعافي بعدما إستطاعت فئران عدة المشي رغم إصابتها بأضرار جسيمة للنخاع الشوكي بفضل جهاز “سايبورغ*” ثوري جديد.
بتكنولوجيا خرجت مباشرة من روايات الخيال العلمي أو أفلام هوليوود، قام علماء فرنسيون بإنتاج شريطة إصطناعية رقيقة منسوج فيها أقطاب كهربائية (إلكترودات) تتموضع على طول النخاع الشوكي وتوصل نبضات كهربائية وأدوية.
العضو الصناعي رائع جداً، وفق وصف خبراء بريطانيين، طري كفاية لينثني مع النسيج المحيط بالعمود الفقري ليتفادى إزعاج حامله.
الفئران المشلولة التي زرع فيها الجهاز صارت قادرة على المشي إعتماداً على نفسها مجدداً بعد عدة أسابيع من التدريب فقط.
يأمل باحثون في معهد (Ecole Polytechnique Fédérale de Lausanne) أن ينتقلوا للتجارب السريرية على البشر قريباً، ويعتقدون أن الجهاز الواحد يستطيع أن يظل 10 سنوات في البشر قبل أن يلزم تبديله.
الجهاز المزروع اللذي سمي إي-دورا (e-Dura) فعال جداً لأنه أنه يحاكي النسيج اللين المحيط بالنخاع الشوكي، والمعروف أيضاً ب dura marter، وبالتالي لا يرفض وجوده جسم المتلقي.
“جهازنا المسمى إي-دورا يستطيع البقاء لفترات مطوَّلة على النخاع الشوكي أو القشرة المخية”، صرَّحت البروفيسور Stéphanie Lacour.

edura1_3158692c

هذا الجهار الإلكتروني يمكن وضعه مباشرةً على النخاع الشوكي

“هذا يفتح إمكانيات علاج جديدة للمرضى اللذين يعانون من إصابات أو إضطرابات عصبية، خصوصاً الأفراد الذين أصبحوا مشلولين تبعاً لإصابات في النخاع الشوكي”.
أظهرت تجارب سابقة أن المواد الكيميائية والأقطاب المزروعة قادرة على لعب دور الدماغ وتحفيز الأعصاب، مسببة تقلص أرجل الفئران بشكل لا إرادي حين وضعهم على جهاز التدريب.
لكن هذه أول دراسة تظهر أن أداة بسيطة تقدر على مساعدة الفئران على المشي مجدداً ويستطيع الجسد إحتمالها.
عانى العلماء من قبل في إيجاد جهاز يستطيع التواجد جنباً إلى جنب مع الدماغ أو النخاع الشوكي لأنهما محاطان بنسيج يحميهما ويغلفهما، مايؤدي إلى احتكاك النسيج بالآلة الصلبة مسببة الإلتهاب وتندب النسيج.
الجهاز الجديد مرن وقادر على التمدد بمافيه الكفاية ليوضع مباشرة فوق النخاع الشوكي، ويحاكي بقرب الخصائص الميكانيكية للنسيج الحي، وقادر على إيصال النبضات العصبية والعقاقير في وقت واحد ليحفز الخلايا.
هذا الجهاز مصنوع من السيليكون ومغطى بمسارات ليِّنة قادرة على إحتمال الشد والسحب ، هذه المسارات موصلة كهربائية مصنوعة من الذهب، أما الإلكترودات فمصنوعة من السيليكون والبلاتين على شكل خرزات صغيرة جداً تدعى بالمايكروبيد (microbeads) والتي بدورها تستطيع الإنثناء بأي اتجاه دون أن تنكسر.
في مجلة العلوم (the journal science) حيث نشر البحث، كتب روبرت سيرفيس (robert service)، كاتب علمي، قائلاً:” نسيج عصبي مرن متصل بسيليكون ومعدن لا يلين، هذا الدمج أنتج الكثير من سايبورغات هوليوود”.

“الجهاز المزروع اللذي صنعه فريق لاكور لايزال محتاجاً لوصله إلى العالم الخارجي ليعمل، لكنها وزملاؤها يعملون على تصميم نسخ لاسلكية من هذه التكنولوجيا، إحذري هوليوود، فالواقع يكاد يطالك”
تعرض البحث للمديح من قبل علماء بريطانيين،” العمل الموصوف هنا هو إنجاز ثوري للتكنولوجيا، ماقد يفتح باباً إلى عصر جديد في علاج الإصابات العصبية” قال الدكتور دوسكو إيليك (Dusko Ilic)، قارئ في مجلة علوم الخلايا الجذعية في جامعة الملك في لندن.
“حتى الآن، أكثر الأجهزة الصناعية الملامسة للنخاع الشوكي تقدماً تسبب بأضرار جسيمة للأنسجة بعد إسبوع فقط نظراً لصلابتها.”
“لايزال هناك طريق طويل لنمشيه قبل أن نرى أي تطبيق عملي لهذا الجهاز العصبي الإصطناعي في البشر، لكن هذا قد يكون شيئاً يمكن تطويره ليستخدم في البشر خلال المستقبل المنظور.”
وأضاف البروفيسور جون هنت (john hunt)، رئيس وحدة الهندسة السريرية في جامعة ليفربول قائلاً:” هذه الدراسة في الفئران مثيرة للإهتمام ولها الإمكانية بأن تكون واعدةً بخصوص التطبيق على الأفراد المصابين بأضرار في النخاع الشوكي”.
تمت دراسة الجهاز المزروع بشكل رئيسي في الفئران في حالات الشلل الناتجة عن أضرار أصابت النخاع الشوكي، لكن يعتقد الباحثون بأنها ستستخدم على المدى البعيد في حالات الصرع، داء باركنسون، والتحكم في الألم.
يخطط الباحثون للتحرك بإتجاه التجارب السريرية في البشر خلال السنوات القليلة القادمة.

*ملاحظة من المترجم :السايبورغ هو الرجل الآلي اللذي يعتمد صنعه على إستبدال أنسجة الفرد بقطع آلية.

[divider] [author ]ترجمة : فارس المقداد[/author] [divider]

المصدر