أتُمطر السماء أسماكًا بالفعل؟


عند دراسة ظواهر الطقس، من الجيد أن نفترض كبداية أنّ أي حدث غريب تم الإبلاغ عنه قد حدث بالفعل، على الرغم من صعوبة تقبل الفكرة، إلّا أنّ الظواهر مثل ظاهرة نار القديس إلمو (Elmo)، والمطر القرمزي موجودة في الواقع، كما هي حال كرات البرق، والقمر الأزرق والخنازير الطائرة.

لا ينبغي أن نندفع كثيرًا، فليس من المنطقي القول بأنّ الخنازير تستطيع الطيران، إلّا في حال رفعتها دوامة هوائية تشبه الإعصار، ودفعتها عاليًا في السماء، عندها يمكننا بالفعل مشاهدة خنازير طائرة بسبب ظاهرة جوية.

وبنفس الطريقة، بإمكاننا القول بشيء من اليقين أنّ السماء أمطرت أسماكًا بالفعل…

افترض العلماء أنّ الشاهقات المائية أو ما يُعرف بالعمود المائي ( دوامة مائية تشبه الأعاصير وتتشكل فوق المسطحات المائية) بإمكانها أن تلتقط أسراب الأسماك أو الضفادع وترميها على الأرض، حيث تضرب هذه الأعاصير المائية الشاطئ وتتبدد.

ويمكن بذلك أن تُفسّر عدّة مشاهدات لسقوط الشراغف والأسماك والضفادع وكأنها تُمطر من السماء في أستراليا، واليابان، والولايات المتحدة على سبيل المثال لا الحصر.

لكن لنضع إيماننا الأعمى بظواهر الطقس جانبًا للحظة، ونسأل ما السبب وراء وجود نوع واحد من الأصناف في الأمطار الناتجة عن تلك الدوامات المائية؟ ولماذا لم يرى أحد هذه الأعاصير المائية فعلًا، بما أنّها حقيقية؟

ربما يعود ذلك إلى وحدة شكل وحجم هذه الأصناف، فمثلًا ستسقط الأسماك والضفادع في نفس البقعة لأنها تزن نفس الوزن تقريبًا.

أليس ذلك مقنعًا؟، ربما لا…

دعونا ننتبه أيضًا إلى أنه عندما نشاهد مجموعة من السمك الميت على الأرض فإن غريزتنا الأولى تدفعنا للنظر نحو السماء، في حين علينا النظر نحو الأسفل، فربما يكون ما نعتقده آثارًا باقية لغيوم سمك الشبوط الهاطل على الأرض، هو في الواقع آثار لأسماك وبرمائيات دُفِعَت من نظام الصرف الصحي أو الأنهار الجوفية خلال العواصف القوية.

تبدو مشاهدة الأسماك أو الضفادع أو الخنازير الطائرة فكرة مجنونة حقًا، لكن لحسن الحظ أنّنا لا نشاهد ما شاهده فنان ألماني ورسمه عام 1680، فقد كان مشهدًا مرعبًا لفئران تسقط كالمطر من السماء على رجُلٍ تعيس جدًا خلال عاصفة عنيفة.

بالنسبة لي؛ كنت سأفضل أمطار سمك السلمون عنها بكل تأكيد!


  • ترجمة: بشار منصور.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: زيد أبو الرب.

المصدر