يوم القيامة 2012 – الإيمان بالعصر الألفي 2012 – نهاية الأرض و نهاية العالم  – الإيمان بالعصر الألفي (٢٠١٢) – الإيمان بنهاية العالم بسبب كوارث أو أحداث تحويلية تحدث في او حوالي ٢١ كانون الأول من عام ٢٠١٢. هذا التاريخ يعتبر آخر يوم من ٥,١٢٦ يوماً في تقويم العد الطويل الميزوأمريكي (Mesoamerican Long Count)، وبذلك فاحتفالات إحياء الذكرى تتم في ٢١ كانون الأول من عام ٢٠١٢ في الدول التي كانت جزء من حضارة المايا (المكسيك، غواتيمالا، هندوراس، والسيلفادور)، والأحداث الأساسية لهذه المناسبات تحصل في تشيتشن إيتزا (Chichén Itzá) في المكسيك، وتيكال (Tikal) في غواتيمالا. وافق خبراء علم المايا المحترفين على غياب التكهنات التي تخص نهاية العالم الوشيكة في قصص المايا القديمة، وبأن فكرة نهاية تقويم العد الطويل في عام ٢٠١٢ حرّفت تاريخ وثقافة المايا، بينما رفض علماء الفلك سيناريوهات نهاية العالم المختلفة بسهولة بعد القيام بأرصاد فلكية بسيطة. مصدر 1

مواكبة الإنسان للتكنولوجيا الحديثة قد تُحدث فجوة كبيرة جداً في عقول الكثير من الناس ، إذ يستغل الكثير من ضعاف النفوس هذا العامل و يبدؤوا بترويج عدّة أكاذيب ليمّرروا أفكارهم و يجنوا من وراءها الكثير من الأموال ، كإصدار رواية مثلاً أو فيلم و ما شابه ذلك ليُشبعوا فضول الإنسان الفطري ، ,وسنتناول هنا الإشاعة التي انتشرت في الكثير من المواقع الأجنبية قبل العربية ، و أصبحنا نخاف من وقوعها ! .. و هو أمر نهاية العالم و ارتطام كوكب الأرض بجسم آخر يُدعى ( Nibiru ) ، حيث حدّدت مصادرهم أن العالم الكبير الجميل سينتهي بكل ما فيه في تاريخ 21-12-2012 ، هُم وصلوا إلى هذا التاريخ من خلال حسابات نشرها بعض العلماء بشكل افتراضي و بذات الوقت استعانوا بدجّالين كبار على الساحة الأوروبية و يأتي بمقدمتهم الدجّال الكبير نوستراداموس صاحب الرباعيات الشهيرة و الذي تنبئ بنهاية العالم في هذا التاريخ حين قال : سيسقط مجسم كبير فوق رؤوسنا ، و سينتهي العالم في 2012 م .

رد وكالة ناسا على هذه الإشاعات : “Stories about the fictional planet Nibiru and predictions of doomsday in December 2012 have blossomed on the Internet. There are now (June 2009) more than 175 books listed on Amazon.com dealing with the 2012 doomsday. As this hoax spreads” .

يتحدث العلماء حول هذا الموضوع و يجزموا بأن كوكب نيبيرو مجرّد إشاعة لا أساس لها و تمّ تداولها في الإنترنت بشكل كبير ، و تمّ إصدار عدّة كتب تصل إلى 175 كتاب تُباع على موقع البيع الشهير أمازون ، تلك الكتب تتحدث و بإسهاب حول التاريخ الشهير لنهاية العالم .

بداية الإشاعة: بدأت هذه الإشاعة عند مُؤلف كتاب The Twelfth Planet و الذي صدر في عام 1976 م للكاتب Zecharia Sitchin و الذي قام بترجمة إدعاءات حضارة Sumerians في وصف خصائص هذا الكوكب ، كأن يدور حول الشمس في كل 3600 عام و عدة أمور أخرى مذكورة في قصته ancient astronauts و التي تحدثت عن حضارة تٌدعى Anunnaki ، هذه الحضارة أتت من الفضاء و قامت بزيارة الأرض في حقبة زمنية معينة . ثم أتت جماعة أخرى تدّعي بقُدسيتها و علمها بأشياء لا يعلمها البشر و ذكرت بأن كوكب الأرض هو الخطر الأول الذي سيُصادف نيبيرو ، و قد خمّنوا حينها بأن نهاية العالم سيكون في مايو 2003 م ، و فشلت كل تخميناتهم و بدأوا بوضع التخمين النهائي لحادثة ارتطام الكوكب و ذلك بعد نهاية تقويم baktun و الذي ينص على إكمال دورة كاملة بعد 144 ألف يوم على حضارة Maya ، حيث يُصادف ذلك اليوم الذي يُكمل فيه كوكب الزهرة المرتبط بحضارة Maya ذات التاريخ الذي يتوقعوا فيه نهاية العالم في 21 ديسمبر 2012 م .

أتت تسمية Nibiru من روايات تنجيمية بابلية مرتبطة بإسم إله قديم يُدعى Marduk ، إذ قام الكاتب Zecharia Sitchin بسرد معلومات حول الحضارة السومرية و التي وصفها بأنها تملك علماً واسعاً في المجال الفلكي ، و أن الإله نايبارو مجّرد خيال أنتجه الكاتب عن تلك الحضارة ولا يوجد دليل حسي علمي يُثبت هذا . و في جهة أخرى نفت وكالة ناسا في عام 1983 م عن ما أُشيع عنها في مجلة Astrophysical بأنها اكتشفت كوكب أو مجّسم بواسطة الأشعة الحمراء في نظامنا الشمسي ، و ذكرت حينها بأنها اكتشفت عدة أشياء من ذلك البحث و لكنها لم تكتشف أي شيء يتعلق بمجسم له القدرات الهائلة كما وُصف نيبيرو أو Eris كما أسمته الوكالة !

و تحدث العلماء عن المجسّم Eris و الذي تمّ إيجاده أثناء عملية البحث الذي تمّت في عام 1983 م ، و أن حجم هذا الكوكب أصغر من قمرنا ، و أنه بعيدٌ جداً و في مدارٍ آخر يبعُد أكثر من 4 بليون ميل عنّا ، و أنه لن يسبب أي مشكلة للكرة الأرضية أبداً . و نفت الوكالة أي صورة تتعلق بالكوكب و ذكرت بأنها مجّرد خدع تم تصميمها بالفوتوشوب أو صُور تم التقاطها بعدسات الكاميرات و هدفها الأول هو تخويف الناس لا أكثر ، لأنهم يستمتعون بتخويف الناس على حّد تعبير علماء وكالة ناسا !

و أوضحوا أيضاً أن الحكومة الأمريكية لا يُمكن أن تخبئ خبر نييبيرو بحجّة الحفاظ على هدوء الناس و عدم اضطرابهم ، و أنه لا يُمكن أن يتم إخفاء هذا المجسّم في الفضاء و هنالك الملايين من العلماء الفلكيين من جميع أنحاء العالم ! مجسم نيبيرو خدعة كبيرة و لا يجب تصديقها إلا من قِبل روّاد هوليوود ليُنتجوا أفلاماً أكثر إثارة للعالم (مثل فيلم 2012 الذي اثار ضجّة كبيرة وهو اصلاً من وي خيال المؤلف). !

طرح أحد الأشخاص سُؤالاً : لماذا لا يتم الاعتماد على تقويم Mayan (حضارة المايا) الذي سبق الإدلاء به بأعلى المقال في معرفة نهاية العالم لأنهم عُرف عنهم سابقاً بدقة أصحاب تلك الحضارة بعلومهم الفلكية ؟ و كانت إجابة أحد علماء ناسا متمحورة في أنهم كانوا بارعين و أذكياء في متابعة سير الوقت بتقويمهم و ليس التنبؤ للمستقبل ! و مهما بلغت قدرتهم في تلك الحضارة فإنهم لن يصلوا إلى القدرة التي نمتلكها الآن من مراقبة الأحداث و الوقت و وصفه بأدق الأساليب و الطرق . فأنا حين أرى التاريخ في تقويمي 31 ديسمبر 2009 م ، هذا لا يعني تنبئي بأنه آخر يوم في الحياة مثلاً ! إنه يوم نهاية هذا العام و بداية عامٍ جديد فقط .

ذكر أحد العلماء أن اصطفاف الكواكب على محور واحد و وجود الأرض في منتصف درب التبانة غير صحيح إطلاقاً ، و لن تتأثر الأرض في عام 21-12-2012 بأي انقلاب محوري في قطبيها بسبب هذا الاصطفاف الذي قد تسببه جاذبية دخول نييبيرو في محور مجرتنا الشمسية . و ذكر أيضاً بأن القوة المغناطيسية و الإنفجارات الشمسية الطبيعية لا تحدث إلا كل 11 سنة تقريباً ، و أن آخر مرة لحدوث ذلك هو في عام 2001 م ، أيّ يُتوقع حدوثها في عام 2012 م ، و هي غير مضرة أبداً للبشر و أضرارها نادرة ، إذ تتمثل في صُورة انقطاع كهرباء أو مشكلة تُصاحب تردد بعض الموجات بالراديو و ربما مشاكل بالأقمار الصناعية ، لهذا لا يجب أن نخاف من هذا الأمر الطبيعي ولا يجب أيضاً أن نتوقع حدوث انعكاس في قطب الأرض و الذي لا يحدث عادةً إلا كل أربعمائة ألف عام كمُتوسط لعدد السنين ! .

وذكرت وكالة ناسا في يوم الجمعة 14-12-2012 : “من عمليات المراقبة من كافة مواقعنا المنتشرة وبالتعاون مع عدد من وكالات الفضاء ومراكز البحوث العالمية نؤكد عدم وجود أي كوكب بالقرب من الأرض أو حتى أجرام سماوية بعيدة من الممكن أنها تسير بسرعات عالية جدا بحيث ستصل الأرض وترتطم بها خلال الشهر الجار”.

و منذ وقتٍ قريب تمّ عرض فيلم وثائقي بمسمى Nostradamus 2012 ، يتحدث بإسهاب حول نظرة هذا الفرنسي الدجّال لنهاية العالم من خلال تنبؤاته التي تحقق الكثير منها كما يصف متابعيه و محللي رباعياته ، هل نستطيع أن نقول بأنه أخفق في كذبته هذه و لم تصيب ؟ أم أن ثرثرته هذه قد تُصادف أمور لا نعلمها في ديسمبر 2012 ليتم نسبها إلى دجله ؟

و كملخص للموضوع ، أكّد العلماء من خلال أبحاثهم أن الهدف الأول في نشر هذه الخدعة هو جني الأموال في هوليوود ، و يجب أن لا ننسى أيضاً الكذبة الشهيرة المعروفة بمثلث برمودا و التي نالت على صيت و أصداء واسعة في جميع أنحاء العالم رغم أنها في النهاية كذبة أُنتجت في زمن قديم و كان الغرض منها هو إخافة بعض الجيوش من الوصول لمنطقة معّينة لكي لا يعبروا هذا الحزام المسمى بمثلث برمودا بالقُرب من فلوريدا .

في هذا الفيديو .. ديفيد موراسون عالم فضاء في مركز ناسا للأبحاث يُكذّب الأخبار التي تنشر بإن نهاية العالم ستكون عندما يضرب مذنب كبير إسمه نيبيرو الأرض في تاريخ 21/12/2012 .

و في النهاية ، أتمنى بأن ينظر جميع مستخدمي شبكة الإنترنت للمواضيع المطروحة بموضوعية و منطق شديد ، فهذه الشبكة تعج بالكثير من الأكاذيب التي يتم استعمالها لأغراض شخصية و ربما لأهداف قذرة لاستدراج بعض الأفكار و رميها في وحل التخلف و الخوف ، و نحن كأشخاص يؤمنون بالعلم .. علينا أن نرفض هكذا خُرافات . العلم الحقيقي يقول ان العالم لن ينتهي في 21-12-2012 .. وهذا ما سيحدث . إذ ستشرق الشمس في يوم 22-12-2012 وسيبدأ يوم طبيعي جديد في حياة البشر.


الكاتب: حسين رياض