هل توجد المادة و الطاقة المظلمة فعلًا؟ نظرية جديدة تستبعدهما – قام الباحثون بافتراض وجود «المادة المظلمة» والـ «الطاقة المظلمة». وتفيد هذه الافتراضات في تفسير تسارع توسّع الكون المستمر وتفسير حركة المجرات والنجوم داخلها. لكن، واستنادًا على كلام باحث من UNIGE، فإنه يمكن أن يتم استبعاد هذه المفاهيم اليوم، إذ يمكن تفسير الظواهر الفلكية دونَ الحاجة لها.

قام هذا الباحث بابتكار نموذج نظري جديد يستند على ثبوت مقياس الفراغ في الفضاء. تم نشر البحث في مجلة الفيزياء الفلكية «The Astrophysical Journal».

اقرأ أيضًا: الجانب المظلم للكون: المادة والطاقة المظلمة

النموذج الجديد

الطريقة التي يصف بها الفيزيائيون الكون وتاريخه موجودة في معادلات آينشتاين في النسبيية العامة، وقوانين الجاذبية لنيوتن بالإضافة لميكانيكا الكم.

يقع الإجماع اليوم على أنّ البداية كانت من الانفجار العظيم تلاهُ توسّعٌ مستمر. «في هذا النموذج، هنالك فرضية ابتدائية لم يتم أخذها بالحسبان، من وجهة نظري» يقول Andre Maeder، الأستاذ الشرفي في قسم الفلك في كلية العلوم في UNIGE.

«أقصد بهذا، ثبوت مقياس الفراغ الفضائي، بكلمات أخرى، الفضاء الفارغ وخصائصه لا يتغيران وفقاً لتمدد أو تقلّص».

يلعب الفراغ دورًا أساسيًا في معادلات آينشتاين، لأنه يساهم في كمية معروفة باسم «الثابت الكوني»، والنموذج الناتج يعتمد عليه. استنادًا على هذه الفرضية، يقوم الآن Maeder بإعادة فحص النموذج القياسي للكون، مشيرًا إلى أنّ الثبوت في مقياس الفراغ موجودٌ أيضًا في النظرية الأساسية للكهرومغناطيسية.

عندما قام Maeder بعمل اختبارات كونية على نموذجه الجديد، اكتشف أنّه يتطابق مع الملاحظات التجريبية. كما اكتشف أنّ نموذجه تنبأ بتسارع التوسع الكوني بدون الحاجة للطاقة المظلمة.

باختصار، يبدو أنه لا وجود للطاقة المظلمة طالما أن تسارع التوسع الكوني موجود ضمن معادلات الفيزياء.

في الخطوة الثانية، ركّز Maeder على قوانين نيوتن، جزء محدد من معادلات النسبية العامّة.

يتم تعديل القانون أيضًا بشكل طفيف عند تضمين فرضية Maeder الجديدة. في الواقع، هو يحتوي أيضّا على جزء صغير جدًا يتعلّق بتسارع خارجي، وهو أمرٌ مثرٌ بشكل خاص عند الكثافة المنخفضة. هذا القانون المعدل، عند تطبيقه على العناقيد والمجرّات، ينتج عنه قيم لكتل العناقيد تتفق مع المادة المرئية (وهذا يتناقض مع ما جاء به Zwicky عام 1933 والمتعلّق بالمادة المظلمة و الطاقة المظلمة ). وهذا يعني عدم حاجتنا ل، المادة المظلمة لتفسير السرعة العالية للمجرات داخل العناقيد.

بيّن اختبار ثاني أنّ هذا القانون يتنبأ أيضًا بالسرعات العالية للنجوم في المناطق الخارجية للمجرات، بدون الحاجة للمادة المظلمة لتفسيرها.

أخيرًا، قام اختبارٌ ثالثٌ بالنظر في تشتّت السرعات الخاصة بالنجوم المهتزة حول مستوى درب التبانة.

هذا التشتت، والذي يزيد مع زيادة عمر النجوم، يمكن تفسيرهُ جيدًا باستخدام هذه الفرضية الجديدة، في حين أنه لم يكن هنالك أيّ اتفاق حول أصل هذا التأثير.

اكتشافات Maeder تمهّد الطريق نحو مفهوم فلكي جديد سوف ينتج عنه الكثير من الأسئلة والاختلافات.

«إعلان هذا النموذج، والذي يحلّ في النهاية معضلتين فلكيتين عظيمتين، يظل صحيحًا بالنسبة لروح العلم: لا يمكن أبدًا أخذ أمر ما على أنه حقيقة مؤكدة، ليس بمفهوم التجربة، المشاهدات، ومنطق البشر». الطاقة المظلمة و المادة المظلمة ستبقيان معضلة.

نتيجة من كلام Ande Maeder.


  • اعداد : اسماء الدويري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر