هذه الدراسة أخذت بعين الاعتبار ورم المثانة غير الغازي والذي يتشكل في بطانة المثانة ولم ينتقل إلى الطبقة العضلية لها.

يتمُ تشخيصُ 10 آلاف حالة جديدة من سرطان المثانة كل سنة في المملكة المتحدة بحسب NHS، وأكثر من نصفها غير غازية.

وجد الباحثون في جامعة ليدز Leeds أن هنالك نمطين مورثين لهذه الأورام.

وحاليًا، يُعالج جميع مرضى سرطان المثانة غير الغازية بشكل متماثل، لكن يعتقد العلماء أنّ بِفَهم الطفرات الوراثية المسؤولة عن كل نمط ستتوفر علاجات موجهة بشكل أكبر.

تقول الأستاذة في معهد ليدز للسرطان وعلم الأمراض مارغريت نويلز Margaret Knowels: «لقد قمنا بتحديد موضع ضعفٍ في الخلايا السرطانية لأحد النمطين الوراثيين، وهدفنا هو معرفة فيما لو يمكننا تطوير مركب تجريبي يستغل نقطة الضعف تلك وصولًا للهدف النهائي المتمثل بتطوير دواء يقتل الخلايا السرطانية».

وتكمل: «قدرتنا المتحسنة على تحديد الخصائص الجزيئية المحددة للأورام الفردية تلك ستسمح لنا بالاقتراب خطوة من العلاج والسيطرة على المرض في المستقبل».

وجد الباحثون أن الطفرات الوراثية في هذه الأورام تخل بما يسمى المورثات الكابحة للورم والتي تقي عادةً من الإصابة بالسرطان.

الخلل المورثي المُساهم في تطوُر تلك الأورام هو خلل غير موروث بل متراكم عبر الحياة عبر التعرُض للعوامل البيئية غالبًا ومن بينها دخان السجائر.

تقول الدكتورة كاثرين سكوت Kathryn Scott: «هذا اكتشافٌ مذهلٌ يستطيع تغيير طريقة علاج سرطان المثانة.

العلاج الشخصي هو جزء مثير من البحث، فإن أمكننا فهم الوراثة المتعلقة بورمٍ ما، يمكننا إعطاء المرضى علاجاتٍ نوعيةً لها نسبة نجاحٍ أعلى، وعبر تكييف العلاج بما يتلاءم وحاجات المريض الشخصية يمكننا تجنُب وصف العلاجات غير الضرورية التي بإمكانها إلحاق الضرر الشديد بنوعية الحياة».

بعض الطفرات الوراثية مرتبطة بالجنس

وجدت الدراسة أيضًا أن النساء أكثر عرضةً للإصابة بضعف في مورثات معينة كابحة للورم، في ثلاثة أرباع عينات الأورام من النساء، كان الضعف موجودًا في 20 عينة من أصل 27 مقارنةً بـ 23 من أصل 55 عند الرجال (أي حوالي 42%).

تقول الأستاذة نويلز أنه يجب القيام بالمزيد من الأبحاث لمعرفة السبب وراء كون النساء أكثر عرضةً لامتلاك أخطاء وراثية، ولاكتشاف ما إذا كانت النساء معرضات بشكل أكبر لعامل معين مسبب للسرطان بشكل ما، أم أن الأمر يتعلق بالاختلافات البيولوجية بين أجسام الذكور والإناث.

هذه واحدة من أولى الدراسات التي تبحث في الوراثيات المتعلقة بالمرحلة المبكرة من سرطان المثانة.

تركز معظم الأبحاث على سرطانات المثانة العدوانية لكن تتضمن أغلب ممارسات علم أمراض المسالك البولية على علاج ومراقبة الأشخاص المصابين بسرطانات المثانة غير الغازية.

مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: طارق برهوم.
  • تدقيق: جعفر الجزيري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر