الذكاء الاصطناعي يتفوق على الإنسان في التعرف على مثليي الجنس.


في حين أن بعض الناس قد يتحدثون عن قدرتهم في التعرف على التوجه الجنسي للآخرين على سبيل الفكاهة، فإن دراسة جديدة تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه فعل ذلك حقيقةً! وطبقًا لهذه الدراسة، فإن هذه القدرة لدى الذكاء الاصطناعي تتميز بدقة عالية، وذلك من خلال ملامح وجه الإنسان فحسب. في هذه الدراسة، استخدم باحثوا جامعة ستانفورد الذكاء الاصطناعي للتعرف على التوجه الجنسي لأكثر من 35,000 صورة، وقارنوا النتائج بوجوه البشر.

فباستخدام صور من موقع خاص بالتعارفعلى شبكة الانترنت، خزّن الباحثون 35,326 صورة ل 14,776 شخصًا، من المغايرين والمثليين نساءً ورجالًا. وفي سلسلة من الدراسات، وجدوا أن صفات الوجه للرجال والنساء المثليين تختلف بنسبة ضئيلة عن المغايرين. وبالطبع فإن الحواسيب الحديثة تتفوق على الإنسان في صدد التعرف على هذه الاختلافات. وباسخدام خوارزمية أعدّها الباحثون، فإن البرنامج قد نجح في تحديد التوجه الجنسي للذكور بنسبة تصل لـ 81% ، بينما كانت نسبة النجاح للإناث 71% فقط.

تبعًا للباحثين، فإن أجزاءً معينة من الوجه، تشير بشكل أوضح إلي التوجه. ففي الرجال؛ الأنف، الأعين، الحاجبان، الخدان، الذقن وحد الشعر عند الجبهة كانت أكثر المناطق الغنية بالمعلومات المؤثرة. بينما في الإناث، كانت جوانب الفم، الأنف، الشعر وحافة الرقبة هي أكثر المناطق المؤثرة هاهنا. وإن نظرية هرمون ماقبل الولادة (the prenatal hormone theory) تقترح أن هناك رابطًا بين التوجه الجنسي وشكل الوجه للإنسان. وذلك نتيجة لتعرض المواليد الذكور الزائد لهرمونات معينة في الرحم، بينما في الإناث نتيجة نقص التعرض لها.

تاليًا، قارن الفريق نتائج الحاسب الآلي بنتائج البشر. وقد استطاع البشر تحديد التوجه للذكور بنسبة 61% وللإناث بنسبة 54% ،وكل ذلك من الصور كذلك. وهو ما يثبت الحقيقة المعروفة سابقًا وهي أن الحاسب الآلي يتميز عن البشر في أداء المهام البصرية. وذلك يصل لأن دراسات سابقة أشارت إلى قدرته على توقع حدوث سرطان الجلد.

وختامًا، فقد أشار الباحثون محذرين إلى أن التعرف على مظاهر رجولية أو انثوية أكثر ليس مؤشرًا جيدًا على توجه الإنسان الجنسي. فلقد كتبوا: «أولًا، حقيقة أن وجوه المثليين ذكورًا وإناثًا هي غير قياسية، لا تشير أبدًا إلى أن كل الرجال المثليين يملكون صفات أنثوية أكثر من كل الرجال المغايرين، وكذلك لا تعني أنه لا يوجد رجال مثليين ذوي صفات وجه رجولية بشدة. وبالعكس، فإن ذلك ينطبق على الإناث كذلك»، فالإختلافات في الصفات الأنثوية التي لوحظت في هذه الدراسة كانت موزعة على العديد من الصفات في الوجه، وتظهر فقط عند فحص صور العديد من الوجوه.

وبدلًا من محاولة حل شيفرة التعرف على الاتجاه الجنسي للناس، فالباحثون يؤمنون أن هذا البحث يمكنه التنبيه بشدة إلى أهمية تحسين قوانين تأمين الخصوصية والحماية وسط هذه التكنولوجيا إلىتطور بشكل شديد السرعة. وإنهم قطعًا لا ينصحون بمحاولة افتراض وتخمين توجه الآخرين الجنسي بناءً على مظهرهم، خاصة وأنه تبعًا لنتائج الدراسة، هناك احتمال جيدبأنك ستكون مخطئًا.


مواضيع ذات صلة:


  • ترجمة: منة الله حسن
  • تدقيق: أسمى شعبان
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر