(إيلون ماسك) يود الذهاب إلى المريخ

البروفيسور (ستيفن هوكينج) متشوق لرؤيتنا نبحث عن كوكب جديد ندعوه موطننا. وكالة الفضاء (ناسا) تبني مُحرّكًا يمكنه أخذنا إلى هناك. لكن هل حقًا بناء قاعدة على سطح الكوكب الأحمر يستحق العناء؟

قال (آرون ريدلي – Aaron Ridley) من جامعة ميشيجن: «إن إنشاء مستعمرة على المريخ مليء بالتحديات التقنية ومكلف جدًا».

وجادل بأنه على الرغم من أن الكوكب الأحمر بالتأكيد مثير للاهتمام من الناحية العلمية، إلا أن التكلفة الضخمة المقترنة بإنشاء محطة دائمة عليه، تجعل منه أمرًا غير مُرجح.

خاصة لأن إنشاء مستعمرة كَتلك لن يكون حلًا لمشكلة مثل مشكلة الزيادة السكانية.

يقول آرون موضحًا: «لن نذهب إلى القمر أو المريخ بسبب مشكلة الزيادة السكانية، ولكن بسبب شغفنا الدائم بالاستكشاف.»

العالمة الكبيرة بمعهد علوم الفلك (أماندا هندركس – Amanda Hendrix) لديها رأيًا مشابهًا فيما يتعلق بإنشاء مستوطنات دائمة على المريخ، حيث قالت: «أظن أنه من المنطقي الذهاب إلى المريخ لإجراء التجارب العلمية واختبار التكنولوجيا، في زيارة أو زيارات قصيرة الأمد، لكن لا أظنه منطقيًا أن نؤسس مستوطنات ممتدة الأمد على المريخ، فقط لأنها وجهة غير مناسبة للحياة لمدة طويلة بسبب الإشعاعات.»

المال المريخي

أحد أكبر العوائق في سبيل إنشاء مستعمرة بشرية على المريخ هي التكلفة.

الوصول إلى المريخ سيكون عالي التكلفة، وإيجاد طريقة لتمويل المشروع ليس بالأمر السهل.

قالت هندركس: «أظنها ستكون خطوة طبيعية في استكشافات البشر أن نزور القمر أو المريخ، لكن أن نبقى عليه لمدة طويلة أمر يتطلب مُبررًا اقتصاديًا، وأضافت أن سياحة الفضاء من غير المرجح أن تكون مُبررًا كافيًا لتغطية كل التكاليف.»

كريس مكاي – Chris McKay، عالم الفلك في مركز إيمس للبحوث التابع لناسا – NASA Ames، يصر على أن الدافع الاقتصادي الوحيد المعقول لإنشاء مستعمرة مريخية هو أن تكون قاعدة حكومية، مُقللًا من احتمال أن تلعب سياحة الفضاء أو التعدين هذا الدور.

وقال: «الفكرة مشابهة لفكرة القواعد المُنشأة في القارة القطبية الجنوبية بين عامي 1955 – 1990، ففي تلك الفترة كانت كل تلك القواعد هي قواعد حكومية للبحث العلمي مبنية وفقًا لمعاهدة القارة القطبية الجنوبية.

بعد عام 1990 بدأت السياحة في النمو. أما الآن فيوجد قواعد سياحية في القارة القطبية الجنوبية ليست ذات صلة بقواعد البحث العلمي الحكومية.»
لن يجعل استعمار المريخ أي شخص يزداد غنى، وهذا سيجعل توفير المال لتنفيذ هكذا مشروع أمرًا أكثر صعوبة.

مع ذلك، وعلى الرغم من أن إنشاء مستعمرة كاملة قد لا يكون التوجه الأكثر حكمة لبرنامج استكشاف الفضاء، إلا أنه لا يزال هنالك الكثير الذي بإمكاننا تعلمه من هذا الكوكب.

المريخ فضلًا عن القمر

قد يبدو من الأكثر منطقية إنشاء قاعدة على القمر قبل المريخ.

مع أن لهذا فوائد كثيرة، لكن أغلب الناس سيتفقون أن الكوكب الأحمر أكثر إثارة للاهتمام، بالرغم من كون الوصول إليه أصعب.
قال ريدلي: «أنا أوافق على أن المريخ هو مكان أكثر إثارة للاهتمام بكثير.

لكني مؤمن بالخطوات الصغيرة، لذا سيكون من الأكثر منطقية أن نحاول إنشاء شيئًا على القمر، ومن ثم التوجه إلى المريخ.»

كتب مكاي: «بالنسبة للعلم، فإن المريخ أكثر أهمية من القمر بكثير.»

وعدّد ثلاث نقاطًا أساسية: تشابهه مع الأرض من ناحية التاريخ والعمليات الكوكبية، واحتمالية وجود حياة وإمكانية تحويله إلى أرض جديدة.»

إذا لم يكن هناك أية أمور أخرى لتوضع في الحسبان، كان ليتفق أغلب الناس على أن إنشاء مستعمرة على المريخ سيكون مشروعًا مبهرًا.

لكن يجب إعطاء الأولوية لبعض المساعي عن غيرها، وفي الوقت الحالي لا يبدو أن إنشاء مستعمرة على المريخ هو أفضل استخدام لمواردنا.


  • ترجمة: أحمد اليماني
  • تدقيق: مينا أبانوب
  • تحرير: ندى ياغي
  • المصدر