تحليل جديد لكويكب Chicxulub يشير أنه ارتطم بالأرض في موقع مُهيأ لأحدث تغيير مناخي


نشر الباحثان Kunio Kaiho و Naga Oshima من جامعة توهوكو اليابانية ورقة بحثية في الدورية العلمية “Scientific Reports” بها أدلة تشير أن الكويكب الذي اصطدم بالأرض قرب مدينة Chicxulub المكسيكية، لو ضرب تقريبًا أي مكان آخر على سطح الأرض لما كان سيؤدي لمثل هذا الدمار الذي حل بالأرض وأنه من المحتمل أن الديناصورات كانت ستنجو من الانقراض.

وصل معظم العلماء حول العالم إلى اتفاق عام أن سبب انقراض الديناصورات (فيما عدا الطيور المنتمية للديناصورات) هو اصطدام كويكب بالأرض بالقرب من ساحل شبه جزيرة Yucatan في المكسيك بقوة هائلة أدت إلى رفع كمية كبيرة من السخام والمواد الأخرى في الغلاف الجوي مما أثر علي درجة حرارة الأرض لمدة ثلاث سنوات تقريبًا وجعلها أكثر برودة مما تتحمل الديناصورات ومعظم الكائنات على اليابسة مما تسبب في انقراضها.

يشير البحث أنه إذا ما اصطدم الكويكب بالكرة الأرضية في أي مكان آخر غير الموقع في جنوب خليج المكسيك ربما تمكنت الديناصورات من البقاء على قيد الحياة.

استخدم الباحثان نماذج محاكاة رياضية على الكمبيوتر لكي يعرفا أكثر عن هذا الحدث المروع الذي ترك أثرًا هائلًا على تاريخ كوكبنا، حيث قاما بتحليل البيانات المختلفة المتعلقة بالاصطدام وموقع حدوثه، وبمعرفة كمية المواد الهيدروكربونية في بقعة معينة من الأرض يستطيع هذا النموذج الذي طوره الباحثان التنبؤ بحجم السخام الذي كان سيطلقه اصطدام الكويكب بهذا المكان، المواد الكربونية لا تتضمن فقط رواسب بترولية وفحم بل أيضًا صخور أخرى تحتوي على  زيوت. كلما زادت كمية الهيدروكاربونات في قشرة الأرض كلما زادت كمية السخام الذي كانت ستنطلق في الغلاف الجوي عند اصطدام الكويكب.

نشر الباحثان أيضًا خريطة توضح كثافة المواد الهيدروكربونية في قشرة الأرض قريبًا من السطح في زمن حدوث الاصطدام المروع، ووجدا أن موقع الاصطدام كان غنيًا بالمواد الهيدروكربونية بشكل خاص، في الواقع وقت حدوث الاصطدام كانت كثافة المواد الهيدروكربونية في ٨٧٪ من سطح الأرض أقل من كثافتها في الموقع الذي حدث به الاصطدام، مما يعني أنه تبعًا لفرضية الباحثين إذا ضرب الكويكب في مكان آخر كثافة المواد الهيروكربونية فيه أقل من كثافتها في موقع حدوث الاصطدام (وهذا يشمل الجزء الأكبر من سطح الأرض)، لكان سخامًا أقل نتج عن الاصطدام، وبالتالي لما انخفضت درجة حرارة الكرة الأرضية بالقدر الذي انخفضت به في السنين التالية لاصطدام الكويكب، وربما تمكنت الديناصورات من البقاء على وجه الكرة الأرضية مما يعني أنه ربما أُتيحت الفرصة للبشر للتطور والظهور على وجه الأرض في صورتهم الحالية.


  • ترجمة: أمين رشدي
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: زيد أبو الرب

المصدر