لقد اكتشف أحد باحثي جامعة “”GUELPH الخلايا الجذعية المسئولة عن إعادة نمو ذيل الوزغة, ويعد هو الأول في ذلك، وإن لهذه النتيجة علاقة بعلاج الحبل الشوكي لدى الإنسان.

إن للعديد من السحالي القدرة على فصل جزء من ذيلها للهروب من المفترس، ثم تقوم بعد ذلك بتجديده, ولكن على عكس الثدييات , يتضمن ذيل السحالي جزءًا من الحبل الشوكي .

ولقد جد البروفيسور ماثيو فيكاريوس، أن ذيل الوزغة يحتوي كمياتٍ كبيرة من الخلايا الجذعية والبروتينات الداعمة لنموها، إذ قال: “علمنا من قبل أن الحبل الشوكي لذيل الوزغة يمكن إعادة تجديده, لكن لم نعرف أي الخلايا كان المسئول عن ذلك”، كما صرح كذلك في مجلة (JOURNAL OF COMPARATIVE NEUROLOGY) قائلا: “للبشر سمعة سيئة في التعامل مع إصابات الحبل الشوكي؛ لذلك أنا على أمل أن نتمكن من استخدام ما نتعلمه من الوزغة؛ لإقناع الحبل الشوكي البشري بإصلاح إصاباته بنفسه”.

إن للوزغة قدرة على تجديد ذيلها خلال 30 يوم فقط، وبهذا تكون أسرع من أي سحلية أخرى، ثم إنها في البرية, إذا هوجمت هذه السحالي من طرف مفترس تقوم بفصل ذيلها وتركه يتخبط أمامه؛ لإلهائه مدة كافية تمكنها من الهرب.

وفي المختبر, قام فيكاريوس، بمحاكاة العملية نفسها عن طريق قرص ذيل الوزغة، مسببا سقوطه مباشرة، وبعد انفصاله يبدأ بتجديد نفسه، مؤديا إلى تشكيل أنسجة جديدة, وقد استعان البروفيسور في هذه الدراسة بطالب الدكتوراه إيميلي جيلبرت؛ للتحقيق فيما يحدث على المستوى الخلوي قبل انفصال الذيل وبعده.

لقد اكتشف العالمان أن الحبل الشوكي يضم نوعًا خاصًا من الخلايا الجذعية المعروفة باسم: (الدبقية الشعاعية)، وعادة ما تكون هذه الخلايا هادئة إلى حد ما.
يقول البروفيسور: “عندما يخرج الذيل كل شيء يتغير مؤقتا, فتنتج الخلايا بروتينات مختلفة، وتبدأ في التكاثر ردا على الإصابة، وفي نهاية المطاف لدينا حبل شوكي جديد, وبمجرد أن تلتئم الإصابة تعود الخلايا إلى حالة الراحة “، وضيف: ” إنه من ناحيةٍ أخرى، يستجيب البشر لإصابة النخاع الشوكي من خلال تصنيع ندبات بدلا من أنسجة جديدة، فالنسيج الناتج إثر التفاعل الالتهابي المكون للندبة يلتحم مكان الإصابة بسرعة, لكنه يمنع تجديد الخلايا، وعليه، فهو حل سريع إلا أنه مشكلة على المدى الطويل”، و”هذا يفسر قدرة البشر المحدودة لإصلاح الحبل الشوكي، إذ لا نملك الخلايا المطلوبة لإعادة تجديده “، وقد صرح بأن: “هذه الدراسة هي جزء من سلسلة التحقيقات في قدرة الوزغة على تجديد جزء من الجهاز العصبي المركزي الخاص به، والخطوة التالية ستكون دراسة إمكانية الوزغة على صنع خلايا دماغية جديدة”.

وأنهى كلامه قائلًا: “إن الوزغة قادرة على تجديد العديد من الأنسجة في جميع أنحاء جسدها، مما يجعلها أنموذجًا مثاليًا لدراسة التئام الجروح، وإعادة نمو الأنسجة، ويمكننا أن نتعلم الكثير من هذه السحالي”.


  • ترجمة : بلعريبي راغب.
  • تدقيق: إبتهال القدار.
  • المصدر