تشير دراسة جديدة كبيرة إلى أن تناول الشوكولاته بشكل منتظم قد يقلل من خطر إصابة الناس بمشاكل في القلب، خاصة بين المصابين بالبدانة.

إذ حللت الدراسة معلومات حوالي (.000150) من المحاربين القدامى الذين شاركوا في برنامج مليون محارب قديم، في دراسة كبيرة تتعقب قدامى المحاربين، وصحتهم مع مرور الوقت.

ومن بين هؤلاء المشاركين، كان متوسط العمر 64 عاما، وحوالي 90% منهم رجالا، ولم يكن في بداية الدراسة أيًا من المشاركين مصابًا بأي من أمراض الشريان التاجي – نوع من أمراض القلب التي تحدث نتيجة تراكم الترسبات في الشرايين التي تورد الدم إلى القلب-.

وقد سُئِل المشاركون عن عدد المرات التي أكلوا فيها أوقية (28 غرام) من الشوكولاته العادية دون إضافات، كالمكسرات، أو الكراميل المضافة، ثم تم تتبعهم لمعرفة ما إذا كانوا يعانون من مشاكل في القلب أو أحداث تتعلق بأمراض الشريان التاجي مثل: ألم في الصدر، أو الأزمات القلبية، أو قصور في القلب.

وبعد حوالي السنتين ونصف، شهد 4.055 شخصا أحداثا ذات صلة بأمراض الشريان التاجي، فكانت معدلات هذه الأحداث القلبية تشمل كلًا من: آلام الصدر، أو الأزمات القلبية، أو قصور في القلب، وكان لكل 1000 شخص معدل الأحداث على النحو التالي:

• 11.8 من الأحداث بين أولئك الذين لم يستهلكوا الشوكولاته.
• 10.5 من الأحداث بين أولئك الذين تناولوا أوقية من الشوكولاته مرة واحدة في الشهر.
• 10.1 من الأحداث بين أولئك الذين تناولوا 1 أوقية من الشوكولاته مرة واحدة في الأسبوع.
• 10.1 من الأحداث بين أولئك الذين تناولوا 1 أوقية من الشوكولاته مرتين إلى أربع مرات في الأسبوع
• 9.7 من الأحداث بين أولئك الذين تناولوا 1 أوقية من الشوكولاته خمس مرات أو أكثر في الأسبوع.

وبعد أن أخذ الباحثون في الاعتبار العوامل التي قد تؤدي إلى إصابة الشخص بأمراض الشريان التاجي، كالعمر، والجنس، والعرق، ومستويات النشاط البدني، وعادات التدخين، وجدوا أن تناول أوقية من الشوكولاته خمس مرات أو أكثر في الأسبوع يرتبط بانخفاض 11٪ من مخاطر الأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي.

(لم يكن – سابقًا – تناول كميات أقل من الشوكولاته وبصورة غير منتظمة ولفترات طويلة، مرتبطا بانخفاض خطر الأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي).

تقول الباحثة المشاركة في الدراسة (Yuk-Lam Ho)، والباحثة في وزارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة: “إن النتائج بينت أن هناك القليل من الفائدة تظهر عند تناول الشوكولاته بانتظام، من حيث خفض مخاطر الأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي بين هؤلاء المشاركين، وقدمت النتائج يوم 12 نوفمبر في الاجتماع العلمي لجمعية القلب الأمريكية”.

وعندما صنف الباحثون الناس إلى ثلاث مجموعات على أساس مؤشر كتلة الجسم لديهم، وجدوا أن أولئك الذين يعانون من السمنة مع مؤشر كتلة جسم أكثر من 30، هم فقط من كان لديهم خطر أقل بالنسبة للتعرض للأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي، إذا أكلوا 1 أوقية من الشوكولاته خمس مرات أو أكثر في الأسبوع.

كما لم تكن هناك مؤشرات على انخفاض المخاطر في أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن، مع مؤشر كتلة الجسم ما بين 25 و 30، أو أصحاب الوزن العادي، أو ممن يعانون من نقص الوزن، مع مؤشر كتلة جسم أقل من 25.

وتضيف: “وتضاف النتائج إلى عدد من الدراسات التي تشير إلى أن تناول الشوكولاته قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، ومع ذلك، كانت العديد من الدراسات السابقة أصغر؛ ولذلك كانت تلك أقل استقرارا”.

والسبب في ارتباط الشوكولاته بانخفاض خطر الإصابة بالأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي فقط للأشخاص الذين يعانون من السمنة في الدراسة ليس واضحًا.

وقد يكون ذلك بسبب أن انخفاض خطر الإصابة قد يكون صغيرًا لدى الأشخاص أصحاب الأوزان الطبيعية، أو من هم أقل وزنًا من الطبيعي؛ لذلك ظهرت فقط في الناس الذين لديهم أعلى خطر لأمراض القلب،

وقالت ( Yuk-Lam Ho) لـ (Live Science): “من المعروف أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب من أولئك أصحاب الوزن الطبيعي”.

ومن المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من أن الدراسة الجديدة وجدت علاقة بين تناول الشوكولاته وخفض خطر التعرض للأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي، فإنه لا يمكن أن يثبت أن تناول الشوكولاته يسبب تقليل خطر الأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي.

كما أن النتائج الجديدة لا تمثل سببا لالتهام الشوكولاته بكثرة، معتبرا أن الكمية المستخدمة في الدراسة كانت أوقية واحدة من الشوكولاته.

وكما أظهر تحليل سابق نشر عام 2015م في مجلة (Heart) شمل ما يقارب الـ 160.000 شخص أن تناول ما يصل إلى 3.5 أوقية، أي: (100 غرام) من الشوكولاته يوميا مرتبط مع انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية.

وتضيف: “ولأن الدراسة الجديدة شملت- أساسا- كبار السن من الرجال البيض، فإنه من غير الواضح ما إذا كانت النتائج تنطبق على السكان الآخرين”.

ولم تميز الدراسة الجديدة بين الشوكولاته الداكنة وشوكولاته الحليب، ومع ذلك، تميل الشوكولاته الداكنة أكثر للحصول على مستويات أعلى من مضادات الأكسدة، وهي المركبات في الشوكولاته يفترض أن توفر فوائد صحية، وفقا لبحث سابق.

وقالت (Yuk-Lam Ho): “إنها تأمل أن تنظر الدراسات المستقبلية التي تشمل هذه المجموعة نفسها، في كيفية تأثير نوع الشوكولاته على الصلة بين استهلاكها، والأحداث ذات الصلة بأمراض الشريان التاجي”.

 


  • ترجمة: بشار الجميلي.
  • تدقيق: إبتهال القدار.
  • تحرير: رؤى درخباني.

المصدر