الغضب «العصبيّة» إحدى المشاعر الشديدة والقويّة، يتراوح بين كونه مجرد انزعاج  خفيف وبين الغضب العارم، هذا ويُعتبر في أغلب الحالات طبيعيًا وشعورًا صحيًا، أما عند تسببه بفقدان السيطرة على الذات وحدوث المشاكل فعندها يكون ذو تأثير مدمر على الحياة والعلاقات والعمل.

حقائق سريعة عن الغضب

  • تختلف العوامل المسببة للغضب وتسمى «المُحفزات».
  • يتساءل العديد عن المرحلة التي يتعدى فيها الغضب كونه طبيعيًا ليصبح مشكلة تستدعي التعامل معها والسيطرة عليها.
  • تعد تقنيات إدارة الغضب ذات فعاليّة جيدة جدًا في مساعدة الشخص على التعامل مع العصبيّة المتزايدة.

أهم أسباب الغضب الشائعة

تختلف المحفزات المسببة للعصبية، كأن تكون مثلا زحمة السير الخانقة أو التعرض للإهانة من قبل صديق أو الشعور بالظلم.

كذلك الأمر قد لا ينفعل جميع الأشخاص للأشياء ذاتها وبالطريقة ذاتها، بل تتداخل العديد من السِمات والعوامل في كيفيّة حدوث ردة الفعل، منها:

سِمات الشخصيّة:

غالبًا ما يكون الأشخاص المتسمون بسمات معينة كالنرجسيّة أو حب التنافس أكثر قابلية للغضب، كما أنّ بعض الأشخاص سريعي الانفعال يغضبون بسرعة مقارنة مع الأشخاص الهادئين المتريثين في تصرفاتهم والذين لا ينزعجون بسرعة عند التعرّض لنفس المحفزات.

النشأة والتربيّة في الصغر:

يتعلم الأطفال في سن مبكر جدًا كيف يعبرون ويتعاملون مع مشاعر الغضب عبر ملاحظة تصرّف الوالدين و المحيط حولهم، الطفل الذي يشاهد أحد والديه ينفجر غضبًا ويستعمل بعض التعابير الجسدية -كالتعبيس وضرب الحائط- فإنه غالبًا ما يكبر ومعه هذه التصرفات، في حين مشاهدة الطفل لوالديه يتصرفان بهدوء إزاء الأمور يجعله أكثر قابلية لضبط نفسه والتعامل بتريّث في مواجهة المواقف المختلفة.

تراكم العديد من المحفزات:

قد لا تكون ردة الفعل العصبية نتيجة للحدث الحالي الظاهر بل ناتجة عن ظروف وعوامل فيسيولوجية وبيولوجية حاصلة قبل نشوء الحدث المحفز، على سبيل المثال الشعور بالإحباط من موقف معيّن في العمل، أو الجوع أو التعب.

الفهم الخاطئ للمواقف(سوء الفهم):

كيف يُقيِّم الأشخاص المواقف هو إحدى العوامل الأساسية التي تحدد متى يستثار غضب الشخص، مثلًا مقاطعة وعرقلة أحدهم في حركة السير قد لا تثير غضبه إذا ما حلل الموقف على أن العرقلة ناتجة عن عدم دراية الشخص المعرقل بالمنطقة أو عجلة للوصول إلى مكان مهم في حين قد يغضب شخص آخر من هكذا موقف ظنًا منه أن العرقلة حصلت عن قصد.

مضاعفات وأخطار الغضب

بالرغم من أن الغضب إحدى المشاعر المشتركة والصحيّة إلّا أنّ الإفراط بالغضب وتحوله إلى عدوانية ينعكس بالعديد من العواقب السلبية على حياة الشخص.

يؤثر الغضب سلبًا على الصحة حيث يثير الجهاز العصبي ويسبب تغيرات هرمونية وعصبية تؤثر بدورها على كامل الجسم، وتزيد هذه التغيرات على المدى الطويل من مخاطر حدوث مضاعفات صحية حرجة عديدة مثل:

  • النوبات القلبية
  • ارتفاع ضغط الدم
  • السكتات الدماغية
  • أمراض القلب
  • القرحات المعدية
  • أمراض معوية
  • تباطؤ التئام الجروح

كذلك يسبب الغضب العديد من المشاكل في القدرة على المحافظة والاستمرار في الحياة المهنية والاجتماعية والعاطفيّة، كما أن الغضب الشديد يعرض الشخص إلى المساءلة القانونية إذا ما تحول إلى أشكال من العنف والانتقاد.

متى يصبح الغضب مشكلة؟

هناك العديد من الإشارات التي تدل على حاجة الشخص إلى المساعدة في التعامل مع غضبه المفرط، الإجابة على هذه الأسئلة يساعد في معرفة ما إذا كانت هي هذه الحالة:

  • هل يؤثر غضبه سلبًا على الآخرين؟
  • هل يشعر الشخص بالإحراج بعد تفجر نوبة غضبه؟
  • هل يعلق الآخرون على غضبه؟
  • هل خسر الشخص علاقات بسبب غضبه الزائد؟
  • هل يؤثر على أدائه وكفاءته؟
  • هل يعاني من الناحية الصحية ونوعية الحياة بسبب غضبه؟
  • هل يشعر بأنه يغضب كثيرًا؟

الإجابة  بـ«نعم» على إحدى هذه الأسئلة يعني من المفيد طلب المساعدة من قبل مختص ليساعد في عملية ضبط مشاعر الغضب المفرطة عبر عدة وسائل منها العلاج، الدعم الجماعي ضمن مجموعات واستراتيجيات إدارة الغضب.

طرق تخفيف التوتر النفسي والقلق والاكتئاب:

غالبًا ما يكون التوتر النفسي والقلق والاكتئاب والغضب ذا صلة مع بعضها البعض، يسبب القلق والتوتر النفسي الغضب في حين يفاقم الغضب على المدى البعيد كلًا من القلق والاكتئاب والتوتر، بالتالي ضبط هذه المشاعر يؤدي إلى تقليل مشاعر الغضب.

هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن توظيفها للمساعدة في التعامل مع التوتر النفسي والحالات المجهدة ومن ضمنها:

  • الكتابة في مجلة أو صحيفة
  • التكلم مع صديق
  • التأمل
  • التنفس بعمق
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم
  • الابتعاد قليلًا عما يثير الغضب
  • المشي

إنَّ التعوّد والتعلم على معرفة الحالات والمواقف التي تثير التوتر والجهد النفسي والتعامل معها بشكل فعّال يساعد على تخفيف الغضب ويقلل من ردة الفعل الشديدة التي كانت لتنجم من الشخص عند تعرضه لنفس المحفزات.

لابد من الرجوع إلى الطبيب الأخصائي لعلاج الاكتئاب والقلق بطريقة ناجحة سواء عبر الأدوية أو المحادثة، وتقليل الاكتئاب والقلق يؤديان إلى التخفيف من الغضب والتوتر النفسي.

طرق إدارة الغضب:

هناك بعض الاستراتيجيات الأساسية المتبعة و تتضمن:

  • إدراك الغضب قبل تفاقمه
  • العد حتى العشرة
  • التنفس ببطء وعمق
  • التمارين الرياضية
  • الاسترخاء
  • إيجاد سبل للابتعاد عن المحفزات
  • التكلم مع أحدهم حول ماهية الشعور عند الغضب

و دومًا يُفضَل المتابعة من قبل الطبيب الإخصائي الذي يوجه الشخص إلى الطريقة الأنسب للتعامل مع الموضوع.

الخلاصة:

الغضب شعور طبيعي ولكن التعبير عنه بطريقة غير مناسبة يؤدي إلى تصرفات خارجة عن السيطرة،  لكن هناك العديد من الاستراتيجيات والسبل المتاحة للمساعدة في تعلم كيفية التحكم بالغضب قبل حدوثه، وتبقى الخطوة الأولى والأهم إدراك أن الغضب مشكلة ينبغي العمل بشكل جدي وفعّال للسيطرة عليها.


  • ترجمة: ساندرا نصور.
  • تدقيق: صهيب الأغبري.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر