من المعروف أنَّ علاج الجروح يقتصر على وصفة بسيطة: مضادات حيوية وضماداتٍ ووقت.

دراسةٌ جديدةٌ تقترح أنَّ للتوقيت أيضًا دورٌ مهمٌ في عملية الشفاء، إذ تعمل خلايا الجلد التي ترمم الجروح بسرعةٍ أكبر في النهار منها في الليل، وذلك بفضل ساعتنا البيولوجيّة.

يقترح ذلك بأنَّ المرضى قد يتعافون من إصاباتهم بسرعةٍ أكبر إذا خضعوا للجراحة في الوقت المناسب من اليوم.

لطالما اعتقد علماء البيولوجيا والأعصاب أن الساعة البيولوجية (الداخليّة) للجسم تقتصر فقط على الدماغ.

عند الثدييات تدعى هذه المنطقة من الوطاء بالنواة فوق البصرية -suprachiasmatic nucleus والتي تتلقّى الإشارات من العينين.

أثبتت دراساتٌ حديثةٌ أنَّ خلايا في مناطق أخرى من الجسم – بما في ذلك الرئتين والكبد – تحافظ على ساعتها الخاصة.

ولا يزال الباحثون غير متأكّدين من الآلية التي تقوم بها بتنظيم عملها خلال 24 ساعة بينما تحتاج خلايا الأخرى لتذكيرٍ خارجي.

ولمعرفة ذلك درس فريق البحث نوع من خلايا الجلد يدعى بالخلايا المولّدة لليف – fibroblasts والتي تلعب دورًا مهمًّا في شفاء الجروح، حيث تغزو الخلايا المولّدة لليف الفجوة الناجمة عن الخدش وتشكّل الأساس لنمو جلدٍ جديدٍ.

وتعرف هذه الخلية بأنّها تحافظ على ساعتها الداخلية.

وبحث الباحثون عن بروتينات ضمن هذه الخلايا تخضع لعملّة مدٍّ وجزرٍ مع إيقاع اليوم، فوجدوا نتائج غير متوقّعة حيث تعمل البروتينات التي توجّه بناء هيكل الخلية المكوّن من الأكتين بمناوباتٍ نهاريّةٍ، وتسبب خيوط التقلص هذه حركة الخلية لبدء عمليّة ترميم الجروح، لذلك تقترح الدراسة أنَّ الوقت الذي تحدث فيه الجروح قد يؤثّر على سرعة شفائها.

وأظهر الباحثون أنَّ جروح جلد الفئران التي تحدث في أوقات صحوها تشفى بشكلٍ أفضل من تلك التي تحدث خلال أوقات نومها، كما أنَّ عدد طبقات الخلايا يكون أكثر، حيث يهاجر ضعف عدد الخلايا المولدة لليف في جروح النهار بالمقارنة مع جروح الليل.

وبحث الباحثون عن أدلّة على تأثيرات مشابهة لها عند البشر وبتحليل بيانات -International Burn Injury Database وجدوا أن حروق التي تحدث خلال الليل تحتاج وسطيًّا 11 ساعة أكثر من حروق النهار لتشفى.

ويعتقد أنَّ هذا التأثير في حال كان حقيقيًّا قد يساعد الناس على الشفاء بشكلٍ أسرع بإجراء العمليات الجراحيّة في وقت يتناسب مع الساعة البيولوجيّة للمريض.


  • ترجمة: عبدالمنعم نقشو
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير: ناجية الأحمد
  • المصدر