سيكون بإمكانك قريبًا – إن كنت ترغب بذلك – الانضمام إلى (كنيسة بونفيد-bonefidechurch) لعبادة إله الذكاء الاصطناعي.

لقد قام مهندس سابق في شركة غوغل وأوبر (أنتوني ليفاندوفسكي-Anthony Levandowski)، وفقا لملف شخصي سابق في (باكشانيل-Backchannel)، بتقديم أوراق عمل مع ولاية كاليفورنيا عام 2015 لإنشاء طريق المستقبل (Way of the future)، وهي مؤسسة دينية غير ربحية مُكرّسة لعبادة إله الذكاء الاصطناعي.

وفقًا للأوراق التي حصلت عليها باكشانل، فإنّ مهمة الكنيسة «تطوير وتعزيز إيجاد إله بالاعتماد على أسس الذكاء الاصطناعي وفهم العبادة ، لتُسهِم في تحسين المجتمع».

وتُظهر الوثائق أنّ ليفاندوسكي هو الرئيس التنفيذي ورئيس طريق المستقبل(Way of the Future)، ويُفترض أنه لم يكن هناك خيار للكاهن الأعلى.

نوّهت الكاتبة والباحثة في الدراسات الدينية (كاندي كان-Candi Cann)، التي تُدرِّس الدين المقارن في (جامعة بايلور-Baylor University)، أنّ المبادرة الروحية لليفاندوفسكي قد لا تكون غريبة من منظور تاريخي.

إذ توجّه (كان-Cann) القول إلى (سيكر-Seeker): «يبدو لي أن فكرة ليفاندوفسكي تُقرَأُ كدين أمريكي بارز».

وأضافت «كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (LDS) والسيانتولوجيا (Scientology) هي تقاليد أمريكية واضحة تُركز على التقدُّم في الفكر من وجهات النظر الدينية، كما تُناقش LDS)) الكواكب الأخرى والحياة خارج الأرض، أما السيانتولوجيا فهي تُركز على العلاج والنظرية النفسية، وهذا ما يدلّ على الحداثة والفكر المتقدّم».

مفهوم عبادة الذكاء الاصطناعي لديه صدى معين مع الدين العالمي الرئيسي، حسب ما صرحت به (كان-Cann).

حيث قالت «من وجهة نظر دينية مقارِنة، اعتقد أنّه يشبه الهندوسية إلى حدٍّ كبير، حيث تجسّدت الآلهة من آلهة وُجِدت على الأرض، وبهذه الطريقة، اعتقد أنّ الذكاء الإصطناعي يمكن أن يعكس الأفضل للبشرية، والتي بدورها قابلة للعبادة».

اتُّهِم ليفاندوفسكي بسرقة وثائق الملكية عندما كان مهندسًا لدى غوغل وأخذها إلى سيارته ذاتية القيادة، والتي تم الحصول عليها في وقت لاحق من قبل أوبر ب 680 مليون دولار، لكنّ أوبر تنفي معرفتها بسرقة ليفاندوفسكي المزعومة أو أنّ تكنولوجيا غوغل جعلتها في تكنولوجيا سيارتها.

إذ قدمت (وايمو-Waymo)، السيارة ذاتية القيادة من غوغل، دعوى ضد ليفاندوفسكي في فبراير، و أوبر أطلقتها في مايو، مدعية أنّه لم يتعاون مع العمل القانوني للشركة.

ويأتي إعلان ليفندوسكي لكنيسة الذكاء الاصطناعى وسط تحذيرات مروعة من علماء التكنولوجيا والعلوم مثل (إيلون ماسك-Elon Musk) وستيفن هوكينج لمخاطر الذكاء الاصطناعى، إذ اقترح ماسك قبل بضع سنوات أنه يستثمر بكثافة في الذكاء الاصطناعي لإبقاء العين عليه، إذ يعتبره تهديدًا وجوديًّا للبشرية.

وقال أيلون ماسك مؤسس تسلا(TESLA)- و سباس اكس (SpaceX)- «مع الذكاء الاصطناعي، نحن نستدعي الشيطان»، وأضاف «كلّ تلك القصص التي تتحدث عن الرجل ذو النجمة الخماسية والمياه المقدسة، حيث يبدو واثقًا أنّه سيتمكن من السيطرة على الشيطان، لا تجدي نفعًا».

كما نقلت باكشانل عن صديق سابق وزميل لليفاندوسكي، بأنّه يُقدم بعض الأفكار لِمن سيتزّعم الكنيسة فيما يتعلّق بالروبوتات والذكاء الاصطناعي.

وقال مهندس مجهول وصديق سابق للصحيفة «كان لديه هذا الدافع الغريب جدًّا حول الروبوتات التي استولت على العالم تمامًا كالاستيلاء في الواقع، بالمعنى العسكري، لقد كان دومًا كما أراد، شخصٌ قادرٌ على السيطرة على العالم، والروبوتات هي التي مكّنته من ذلك».

وقد أشار بايلور بأنه لابدّ أن نأخذ بعين الاعتبار أنّ أيّة تكهنات حول دافع ليفاندوفسكي لطريق المستقبل، تستند إلى بيانات هامة تعود لوثيقة واحدة فقط.

كما قالت كان لِسيكر: «بالنسبة لي، هذا أشبه بنموذج جديد من الممارسات الدينية الجديدة التي يمكن أن تظهر، لا يبدو وكأنه دين من المنظور الديني، إلا أنّه وعلى هذا النحو، فستُعتبر العلمانية نظرة دينية».


  • ترجمة : إبراهيم تعبان.
  • تدقيق: سهى يازجي.
  • تحرير: عيسى هزيم.
  • المصدر