على الرغم من الوعي المتزايد حول الأمراض النفسية، يبقى الاكتئاب مرتبطًا بقوَّة بخطر متزايد للموت المبكر وقد ازداد هذا الخطر عند النساء في السنوات الأخيرة حسب دراسة منشورة في صحيفة الجمعية الطبية الكندية.

يقول الدكتور (ستيفان هليمان) من معهد صحة الأطفال والتطور البشري في ماريلاند: >>وصمة العار المرتبطة بالاكتئاب أصبحت أخف والأدوية أصبحت أكثر توفراً، لكن الاكتئاب المرتبط بالموت ما زالَ مستمرًا، في البداية كان الارتباط مقتصرًا على الرجال، لكن في السنوات الأخيرة شوهد عند النساء أيضًا<<.

بدأت هذه الدراسة عام 1952 وهي معروفة عالميًّا كأولى دراسات الأمراض العقليَّة المعتمدة على المجتمع.

بحث فريق عالميّ من الباحثين في سجلَّات الصحة العقليَّة ل 3410 شخصًا بالغًا خلال 3 فترات بين عامي 1952 و1967، عامي 1968 و1990 وعامي 1991 و2010 في منطقة ما من كندا.

تمَّ ربط السجلَّات بحالات الموت في قاعدة بيانات الوفيات الكنديَّة، ووجدوا أنَّ الرابط بين الاكتئاب والخطر المتزايد للموت كان ملحوظًا عند الرجال خلال جميع سنوات الدراسة بينما ظهر عند النساء بدءًا من عام 1990.

كانَ متوسّط عمر المشاركين في الدراسة 49 عامًا، ويقول الدكتور (آين كولمان) الباحث في جامعة أوتاوا، أونتاريو في قسم الوبائيَّات: >>إنَّ أمد الحياة المتوقَّع للبالغين الصغار بعمر 25 عامًا أًصبح أقصر بشكل ملحوظ خلال فترة الستين عامًا الماضية، وقد تناقص بمعدَّل 10 إلى 12 سنة في المجموعة الأولى ومن 4 إلى 7 سنوات في المجموعة الثانية ومن 7 إلى 18 عامًا بالنسبة للمجموعة الثالثة عام1992 والأكثرَ إزعاجًا هو الزيادة بنسبة 50% في خطر الموت للنساء المصابات بالاكتئاب بينَ عامي 1992 وَ 2011.

رغمَ أنَّ الاكتئاب ارتبطَ أيضًا مع قلَّة تناول الطَّعام وقلَّة التَّمرين والتَّدخين والكحول، إلَّا أنَّها لم تفسّر الخطر المتزايد للموت والمرتبط بالاكتئاب في هذه الدراسة.

يقول الدكتور كولمان: >>خلال العشرين سنةً الأخيرة التي تزايدَ فيها خطر الموت عند النّساء تغيَّرت الأدوار بشكل كبير في البيت والعمل وحمَلَت النّساء مسؤوليَّات أكبر<<.

يقترح المؤلفون أنَّه على أطباء العائلة مراقبة المرضى وملاحظة تعكُّر مزاجهم لكي يقدّموا العلاج والدَّعم.


  • ترجمة: طارق برهوم.
  • تدقيق: داليا المتني
  • تحرير : رغدة عاصي
  •  المصدر