يسأل الناس عادةً: لماذا تكون النجوم غيرَ مرئيّةٍ في الصور المأخوذة من محطّة الفضاء الدوليّة أو من مكّوك الفضاء أو حتّى من الأقمار الصناعيّة؟

هذا الاعتراض هو واحدٌ من القضايا الرئيسة التي أثارها الناس الذين يدّعون أنّ الهبوطَ الأصليَّ على القمر كان خدعةً.

وبعيدًا عن هذا الجدال؛ إنّها مسألةٌ صحيحةٌ، ربّما تكون مسألةً محيّرةً بالنسبة للكثيرين الذين ليسوا على درايةٍ بالتفاصيل.

الجواب بسيطٌ: نحن على الأرض معتادون على رؤية النجوم ببراعةٍ على هيئة نقطٍ في السماء ليلًا، وفي الفضاء، تظهر السماء دائمًا باللون الأسود ليلًا، ولكن ليس هناك وجهٌ للشبه.

سماء النهار على الأرض مشرقةٌ بسبب انتشار الضوء من خلال الغلاف الجوّي.

في الفضاء، أو على سطح القمر، ليس هناك جوٌّ لنشر الضوء حولَها، تظهر السماء سوداءَ حتّى في منتصف النهار، ولكنّ هذا لا يعني أنّها ليست لامعةً.

يرى رائد الفضاء الذي يطلُّ من نافذة المحطّة الفضائيّة أشعّةَ الشمس المباشرةَ وربّما بإمكانه أن يبحثَ عن نافذة شقّته في يومٍ خالٍ من الغيوم.

إذا أراد التقاطَ صورةٍ من النافذة المُشمِسة فسيستخدم بطبيعة الحال كاميرا التصوير التي تحتوي على الفتحة الضيّقة والتي لا تسمح إلا بدخول دُفعةٍ صغيرةٍ من الضوء – مثلَ الطريقة التي يتلقّى بها بؤبؤ العين المجرّدة ضوءَ الشمس، وبالتالي فإنّ الضوءَ الساطعَ لا يكون مؤلمًا جدًّا.

وبطبيعة الحال، فإنّ روادَ الفضاء والأقمارَ الصناعيّةَ في الفضاء تفعل الشيءَ نفسَه عند التقاط صور الأجسام المشرقة، فهي تظلُّ محتفظةً ببريقها حتّى في الفضاء.

إنّ أوقاتَ التعرّض السريعة من الكاميرا تعني أنّه يمكن أن تحصلَ على صورٍ جيّدةٍ من الأرض المشرقة أو سطحها اللامع، ولكنّ هذا يعني بالضرورة أنَّ النجومَ لن تظهرَ في الصورة.

وحتّى في الفضاء تكون النجوم قاتمةً نسبيًّا فهي ببساطةٍ لا تنتج ما يكفي من الضوء لتظهرَ في الصور المهيّأة لأشعّة الشمس الساطعة.


  • ترجمة: مصطفى العدوي.
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي.
  • تحرير: سهى يازجي.
  • المصدر