240

على الرغم من أنّ طباعة أشياء مثل الشوكولا والبيتزا قد تكون مُرضية كفاية للبعض، إلاّ أنّ هذه التقنيّة ماتزال تحمل الكثير من الإمكانيّات التي لم تتحقق بعد.

نحن بهذا نتكلّم عن أعطال التصنيع، تغيير وجه البناء وحتى بناء قطع معدنيّة في الفضاء. حيث أنّه من الصعب أن لا نتحمّس تجاه هذه الإمكانيّات التي قد تُغيّر العالم من حولنا، هناك مجال واحد نجد فيه أثر حقيقي للطباعة ثلاثيّة الأبعاد؛ قدرتها على إنتاج أجهزة طبيّة و تدعيمات صناعيّة مُصمّمة خصّيصاً لعلم التشريح، هذه القدرة فتحت جميع الإحتمالات في عالم الطب، مع عام 2014 ظهرت أوّل عمليّة جراحيّة من هذا النوع ومن ثمّ توالت العمليّات. فلنلقِ نظرة على بعض العمليّات المُهمّة والتي قد تُنقذ حياة البعض بفضل هذه التقنيّة الجديدة عندما ظهرت في العام الماضي.


استبدال الفك العلوي

life_changing_3d_printing_surgeries-12
في وقت سابق من هذه السنة، تم إزالة الفك العلوي لرجل هندي يبلغ من العمر 41 عاماً وذلك بسبب مرض السرطان، وبقيت أجزاء من أنفه و فمه عُرضة للخطر. الأمور ازدادت سوءاً بعد ستّة أسابيع من العلاج الإشعاعي، تطوّر التليّف و تصلّب الفك، مما أثرّ على قدرته بفتح فمه.
الأختصاصيّون استخدموا الأشعة المقطعيّة لبناء نموذج لوجه الرجل ثلاثي الأبعاد. و قد كان هذا النموذج مطابقاً للفم؛ حيث اسُتخدم كقالب لإنتاج نموذج شمعي، والّذي كان حينها صلب و مُزوّد بالأسنان. مع إجراء جراحي مُعدّل ليناسب المكان بشكل مريح. عمليات المضغ، البلع، التحدث، وحركات الفم الأخرى تحسّنت بشكل كبير عند الرجل.


تشكيل جمجمة جديدة

life_changing_3d_printing_surgeries-7
عندما كانت امرأة تبلغ من العمر 22 عاماً تعاني من حالة تسبّبت في تضخّم جمجمتها، الأختصاصيّون في جامعة ( University Medical Center (UMC)) أدركوا أن عمليّة زرع جزئي ستكون ضروريّة. هذه العمليّة اُستخدمت من قبل عند إزالة جزء من الجمجمة لتخفيف الضغط عن الدماغ، التعزيزات المُعدّلة لم تكن مناسبة دائماً.
الأطباء عملوا مع شركة زرع استراليّة لبناء نموذج ثلاثي الأبعاد من جمجمة المريضة بشكل يناسب الإجراء الجراحي. بينما الضغط الدماغي المتزايد كان يُهدد بالتأثير على توازن وتناسق وظائف الدماغ، كانت عملية الزرع الحديثة هذه قد أدّت إلى شفاءٍ تام.


جراحة التحام العمود الفقري

life_changing_3d_printing_surgeries-9
هذه الجراحة المُعقدة تُستخدم لعلاج حالات مثل انحلال الأقراص وعدم استقرار العمود الفقري. الأداة الأكثر أهميّة في هذه العمليّة هي قفص العمود الفقري، وهي جهاز طبي يحل مكان الأقراص المُتضررة. بواسطة تقنيّة الطباعة 3D قام فريق من الجراحين الفرنسيّن بزرع قفص العمود الفقري والُمصمم خصيصاً ليناسب ظهر المريضة وقد تمت العمليّة بنتائج عظيمة.
“هذا القفص الداخلي، طُبع خصيصاً لمريضتي من شركة(Medicrea)، وقد تموضع تلقائياً في الفراغ الطبيعي بين الفقرات وانضمّ للعمود الفقري بشكل وثيق، على الرغم من عدم التماثل والانتظام النسبيّ”، هكذا قال الدكتور فنسنت فييري(Vincent Fiere)، وهو الجراح الذي أجرى العملية في مشفي Jean Mermoz in Lyon, France.


استبدال الفقرات المصابة بالسرطان

life_changing_3d_printing_surgeries-15
هذه العمليّة لم تكن حتّى شهر من إصابة طفل صيني يبلغ من العمر 12 عاما بالرأس خلال مباراة كرة قدم ممّا أدى لخدر في جسمه. خبراء العمود الفقري وجدوا ورم خبيث يتطوّر في الفقرة الثانية من رقبة الطفل. خلال خمس ساعات استطاع الجرّاحون إزالة الفقرة المصابة بالورم و زرع فقرة مطبوعة بدل الفقرة المُصابة.
الفقرة الإصطناعيّة أُمّنت و حُفظت في مكانها بواسطة براغي تثبيت مصنوعة من التيتانيوم و قال المتخصصون أنّه تحسُّن ملحوظ للطرق و الأساليب الحاليّة. عادةً، رأس المريض يحتاج للدعم بواسطة مُثبتات وخلال فترة ثلاثة أشهر لن يستطيع أن يلمس السرير. لكن بفضل تقنيّة الطباعة الحديثة، الأطباء استطاعوا إعادة تشكيل الفقرة الأصليّة، وجعلها أقوى بكثير. بعد الجراحة، من المفترض أن يكون المريض في حالة بدنيّة جيّدة ويتعافى بشكل جيّد.


زرع كعب قدم من التيتانيوم

life_changing_3d_printing_surgeries-2
رجل أسترالي من ملبورن يبلغ من العمر 71 عاماً يدعى لين تشاندلر(Len Chandler)، كان يواجه احتمال عمليّة بتر الجزء ما تحت الركبة وذلك بعد تسخيص الطبيب بمرض سرطان عظم الكعب. بعد استنفاد جميع الخيارات، الجرّاحون عملوا مع خبراء من( Commonwealth Scientific and Industrial Research Organisation (CSIRO),)، مُستكشفين إمكانيّة إجراء عمليّة زرع لنموذج ثلالثي الأبعاد من كعب المريض بهدف إنقاذ ساقه.
باستخدام المُصوّرات التخطيطيّة لعظم الكعب، نموذج من التيتانيوم تمّ طبعه ومن ثمّ زرعه في قدم تشاندلر. بعد ثلاثة أشهر من هذه العملية يُفترض بالمريض أن يتعافى ويستطيع وضع بعض الوزن على كعبه مرّة أُخرى.


زرع ورك مطبوع بتقنيّة 3D

life_changing_3d_printing_surgeries-1
إنّ أطباء مسؤولين عن حالة فتاة سويديّة تبلغ من العمر 15 عاماً وتعاني من مرض خَلقي أدّى إلى تشوّهات في عظم الورك الأيسر كانوا غير واثقين إن كانت الفتاة تستطيع المشي من جديد. لكنّهم بعدها تواصلوا مع شركة تصنيع تدعى( Mobelife) ليروا الخيارات المُتاحة.
اُستخدم الفحص المقطعي لإنشاء صورة مُفصّلة للحالة التشريحيّة الفريدة للمريضة، زَرع هذا النموذج أساساً يجب أن يكون مُؤمّن ببراغي تُحيط وتدعم العظم المُتضرر. أُجريت هذه العمليّة في أيلول عام 2012 وبعد ثمانية عشر شهراً استطاعت الفتاة المشي من دون أيّة مساعدة.


التخطيط للجراحات القلبيّة المُعدّلة

life_changing_3d_printing_surgeries-0
عندما تواصل والدين لطفل يبلغ من العمر 14 شهراً ولد مع أربع عيوب في قلبه وذلك في مشفى للأطفال في الولايات المتحدة مع الجراحين، علم الجراحون أنّهم يحملون مهمة على عاتقهم، لكن أثناء التخطيط لهذه العملية، من الممكن أن تُتاح لهم مساعدة من أداة طبيّة حديثة العصر لا تُقدّر بثمن.
باستخدام الأشعّة المقطعيّة لقلب الطفل، باحثون في جامعة( University of Louisville) استطاعوا طباعة نموذج للقلب, بمقياس ضعف ونصف عن الحجم الفعلي. هذه العمليّة استغرقت حوالي 20 ساعة بكلفة 600 دولار، لكنّها أعطت الأطباء فرصة غير مسبوقة للتخطيط المُسبق لجراحة القلب وإصلاح عيوبه في عمليّة واحدة. قِيل للطفل أنّه سيكون في صحة جيّدة بعد الخروج من العمليّة ومن ثمّ المشفى.
لا يوجد أدنى شك حول كميّة الفوائد التي سيجلبها دخول هذه التقنية الحديثة لعالم الطب في السنوات المقبلة، و سيكون من المثير للإهتمام رؤية تطوّر التكنولوجيا في الفترة القادمة.

[divider] [author ]ترجمة:حلا عبد القادر | طالبة في كليّة هندسة الحواسيب | رقم المقال:7[/author] [divider]

المصدر