يقدّم العلاج المسمى بزرع الخلايا الغضروفية الذّاتية (Autologous Chondrocyte Implantation) – (ACI) أملًا للمرضى بالتهاب المفاصل والإصابات في الركبة، ويمكنّهم من تفادي إجراءات استبدال الركبة.
ويعزّز العلاج آليات تجديد الأنسجة الغضروفية الزجاجية في المناطق المصابة، أو المتأذية في المفاصل من خلال غرس خلايا غضروفيةٍ جديدةٍ.
لقد صُمّم علاج (ACI) لمساعدة المرضى الذين يعانون من عيوبٍ غضروفيةٍ (أذى في المفاصل)، أو التهابٌ مفصليٌ في مراحله المبكّرة قد يؤثر على الشباب في منتصف أعمارهم – العشرينيات أو الثلاثينيات- إثر إصاباتٍ رياضيةٍ.

ويقتضي هذا الإجراء إزالة عينةٍ من غضروف الشخص المصاب، وعزل خلايا منها، ومن ثم تزرع في المخبر لمدة تقارب الـ 3 أسابيع.
وتوضع مجدداً هذه الخلايا، المسماة بالخلايا الغضروفية (chondrocytes) في ركبة المريض بواسطة الإجراء الثاني الأصعب، وهو العمل الجراحي.
يقول فيزيائيّو جامعة واشنطن: “تجري المرحلة الثانية من العملية بشكل إجراٍء جراحيٍ مفتوحٍ، يتضمن تطعيم رقعةٍ صغيرةٍ على المكان المعيب في المفصل الغضروفي، وتحقن تباعًا الخلايا الغضروفية المعزولة والمُزَادة في المخبر، تحت الرقعة التي لُحمت إلى المنطقة المصابة لتشكيل ما يسمّى بالبنية الزجاجية المحاكية للغضروف، التي بدورها تشبه بنية الغضروف الطبيعي، ويخضع المريض بعد الزرع إلى فترةٍ زمنيةٍ محدودة الوزن، تصل إلى ثماني أسابيع، وتؤكّد خلال هذه الفترة المعالجة الفيزيائية على مجال حركةٍ للركبة، كما توصف تمارينٌ مقويةٌ لها، ويُسمح بالعودة إلى الرياضيات الخفيفة خلال 6 أشهر، مع العودة إلى النشاطات الرياضية الكاملة من (9) إلى (12) شهرًا من مرور الإجراء الطبي على الركبة تبعًا لمراقبة تحسّن الحالة”.

إن نسبة نجاح الإجراء (ACI) الإجمالية تقارب الـ 85- 90%، والمتمثلة في عودة المرضى إلى نشاطهم دون ألم.
وبالرغم من اكتشاف إجراء (ACI) في ثمانيات القرن الماضي، إلا أن الفضل في تطويره يعود إلى تقنيات الخلايا، وإجراءات الزرع الحديثة.
ويتم تطوير إصدارات جديدةٍ من هذه التقنية بشكلٍ متواصلٍ، لعلاج الحالات المختلفة المتعلقة بالتهاب المفاصل وإصابات الركبة.

وتُجرى الفحوص السريرية لـ (ACI) في مختلف المقرّات خلال فتراتٍ من السنة، وصُدّق إصدارٌ جديدٌ من هذه التقنية في كانون الأول لعام 2016م، من قبل إدارة الأغذية والأدوية (FDA) للإصابات المفصلية الموجودة في نهاية عظم الفخذ (المفصل الحرقفي الفخذي).

كما تم إثبات تقنيةٍ معدّلةٍ قليلًا – من التقنية المذكورة سابقًا-، من قبل فحوص المملكة المتحدة السريرية، وسوف تمارس تحت إشراف باحثين من جامعة كيل (Keele University).


  • ترجمة: مريم عيسى.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • المصدر