إنّ مشاهدةَ مباراةٍ رياضيّةٍ قد تُجهِد قلبَك تمامًا كلعب المباراة نفسها. هذا ما تخبرنا به دراسةٌ في الصحيفة الكنديّة لطبّ القلب.

وجد الباحثون أنّ النبضَ يتزايد بنسبة 75% عندما يشاهد الناس مباراةَ هوكي على التلفاز وبنسبة 110% عندما يشاهدونها مباشرةً، وهذا يتساوى مع المجهود الشديد.

ربطت دراساتٌ سابقةٌ أخرى بين مشاهدة الأحداث الرياضيّة وزيادة خطورة الإصابة بالنوبة القلبيّة والموت المفاجئ بين المشاهدين خاصّةً المصابين بمرضٍ في الشرايين التاجيّة.

تضمّنتِ الدراسة الحديثة عشرين بالغًا يعيشون في مونتريال وليس لديهم تاريخ إصابةٍ بأمراض القلب. قدّموا معلوماتٍ عن صحّتهم العامة وملؤوا استطلاعًا لتحديد مدى متابعتهم لدوري الهوكي المحليّ. ثمّ قاس الباحثون من جامعة مونتريال نبضَ كلّ فردٍ أثناءَ مشاهدتهم مباراةَ الهوكي.

شاهد نصفهم المباراةَ على التلفاز، بينما حضر النصف الآخر في الملعب. وجد الباحثون أنّ نبضَ قلب مشاهدي التلفاز قد تزايد بنسبة 75%، بينما تزايد نبض الحاضرين في الملعب بنسبة 110%.

وهذا مساوٍ لنبض القلب أثناءَ التمرين المتوسّط إلى الشديد. استمرّ نبض قلب المشاركين فوق عتبة التمرين المتوسّط لمدّة 39 دقيقةً عند المشاهدة على التلفاز، بينما استمرّ لمدّة 72 دقيقةً عند المشاهدة في الملعب وفوق عتبة المجهود الشديد لمدة 13 دقيقةً إضافيّةً.

وبالمجمل، ارتفعت ضربات قلب المشاهدين بنسبة 92% في المتوسّط أثناءَ مباريات الهوكي عن النسبة الطبيعية لضربات القلب وهي 60 نبضةً في الدقيقة تقريبًا إلى 114 نبضةً كحدٍّ أقصى.

كان أعلى معدّلٍ لضربات القلب أثناءَ فرص التسجيل سواءَ لفريقهم أو للفريق الخصم وذلك طوال المباراة لا في نهاية الوقت فقط.

قد تكون مشاهدة مباريات الهوكي مصدرًا للضغط النفسيّ القويّ كما يقول المؤلّفون في الورقة البحثيّة ممّا قد يزيد مؤقّتًا من الالتهاب وتضيّق الأوعية الدمويّة للمصابين سلفًا بأمراض القلب. وعلى الرغم من عدم ظهور أيّ تأثيراتٍ سلبيّةٍ على هذه العيّنة من المشاهدين إلا أنّ المؤلّفين يؤكّدون على إمكانيّة حدوث مشكلةٍ قلبيّةٍ بسبب الضغط.

وفي دراسةٍ أخرى، يقول الباحثون من مستشفى زوكربيرج سان فرانسيسكو وجامعة مونتريال إنّ دورَ الأحداث الرياضيّة في حدوث المشاكل في القلب والأوعية الدمويّة ما زال غيرَ واضحٍ.

وتقول الدراسة إنّ هذه الأحداثَ ربّما تستثير المشاكلَ التي كانت على وشك الحدوث، وإنّه في هذا الوضع لن تفيدَ الإجراءات الوقائيّة.

تقول الدراسة إنّ مشاهدةَ الرياضة كالهوكي هو أحد الممارسات الحياتيّة المهمّة لجودة الحياة نفسها والتي بطبيعة الحال تتضمّن بعضَ المخاطرة كالتمارين والجنس وغيرهما، وإنّ تجنّبَ كلّ هذه المحفّزات قد يُعتبَر تجنّبًا للحياة نفسها، وهذه استراتيجيّةٌ غير ممكنةٍ.

على الرغم من ذلك، ما زال بعض الأطباء يؤكّدون على الخطورة المحتملة لمشاهدة الرياضات المثيرة خصوصًا لمرضى القلب، وإنّ هذا التأكيدَ قد يساعد في الحفاظ على حياة الكثيرين.


  • ترجمة: عبد الله عرفة
  • تدقيق: اسماعيل اليازجي
  • تحرير: أحمد عزب

المصدر