وجدت دراسة حديثة، أجريت في مركز السرطان في إحدى الولايات التي شُرِّع بها استخدام الماريجوانا أو الحشيش لأغراض طبية وترفيهية، أن مايقارب ربع المرضى الخاضعين للفحص قد استخدموا الماريجوانا في العام المنصرم، و قد استخدمه معظمهم لأعراض جسدية ونفسية.

شرَّعت ثماني ولايات بالإضافة إلى مقاطعة كولومبيا، الاستخدام الترفيهي للماريجوانا، وكذلك أكثر من نصف عدد الولايات في الولايات المتحدة الأمريكية، قد أقرّت قوانين تسمح بالاستخدام الطبي لها في بعض الحالات.

في حال توافرت الماريجوانا أكثر في البلاد، فإن العديد من مرضى السرطان سيستخدمونها خلال فترة علاجهم.

يُدَّعى بأن الماريجوانا تخفّف من الأعراض المرتبطة بالعلاج السرطاني، إلا أن أنماط استخدامها بين المرضى لاتزال غير معروفة.

للتحرّي عن ذلك، قام ستيفن بيرغام Steven Pergam ))، طبيب حاصل على درجة الماستر في الصحة العامة، وزملاؤه، بمعاينة 926 مريضًا في مركز السرطان في سياتل.

وجد الفريق أن معظم المرضى لديهم اهتمامًا قويًا بمعرفة معلومات أكثر عن الماريجوانا خلال فترة العلاج، و74% منهم طلبوا معلومات من مقدمي الرعاية في مركز السرطان حول هذه العشبة.

66% من المرضى استخدموا الماريجوانا في الماضي، 21% منهم استخدموها في الشهر السابق.

معظم المستخدمين في الوقت الحالي لها، إما يدخنون الماريجوانا أو يستهلكونها للتخفيف من الأعراض الجسدية كالألم والغثيان، أو لأسباب نفسية، كالتأقلم مع التوتر، الاكتئاب والأرق.

بيّنت الدراسة أن التحليل العشوائي لعينات بول المرضى أظهر أن 14% منهم قد استهلكوا القنّب مؤخرًا، و18% قاموا باستهلاكها خلال الأسبوع السابق.

على الرغم من أن كل المستطلعين تقريبًا طلبوا معلومات من أطبائهم مباشرةً، إلا أن معظمهم كان من المحتمل أن يحصلوا على هذه المعلومات من مصادر أخرى خارج نظام الرعاية الصحية.

يقول الطبيب بيرغام : «يرغب مرضى السرطان باستخدام الماريجوانا إلا أنهم لا يتلقون المعلومات حول مخاطر استخدامها من أطبائهم، وبالتالي فالعديد منهم يطلبون هذه المعلومات من مصادر أخرى بديلة غير علمية»، وقد شدد على أن الماريجوانا ربما تكون خطيرة لبعض مرضى السرطان، أو ربما تقود لآثار جانبية غير مرغوبة.

وأضاف: «نأمل أن تساعد هذه الدراسة في فتح المجال لدراسات أكثر، تهدف إلى تقييم مخاطر و فوائد الماريجوانا على هذه الشريحة من الأشخاص.

هذا ضروري، لأننا إذا لم نثقف مرضانا عن مخاطرها، فإنهم سيحصلون على المعلومات من مكان آخر».

الماريجوانا هو الاسم المطلق على أوراق وبراعم أنواع مختلفة من نبات القنّب، والذي ينمو في البراري في بيئة استوائية دافئة، ويُزرع لأغراض تجارية.

يطلق عليه العديد من الأسماء مثل pot، grass، cannabis، hash، weed، وعشرات غيرها.

استخدمت الماريجوانا لقرون كعلاجات عشبية.

حدّد العلماء العديد من المكونات البيولوجية الفعالة في الماريجوانا.

يطلق على هذه المواد cannabinoids.

المكونين الكيميائيين الأكثر دراسة، هما دلتا-9-تتراهيدرو كانابينولTHC، والكانابيديول CBD.

بينما لاتزال المكونات الأخرى قيد الدراسة.

كيف يمكن أن تؤثّر الماريجوانا على ظهور أعراض السرطان:

وجدت دراسات قليلة حول أخطار تدخين الماريجوانا، وأفادت بأنها يمكن أن تساعد في علاج الغثيان والإقياء الناجمين عن العلاج الكيميائي.

كما وجد عدد من الدراسات أن استنشاق الماريجوانا ( بالتدخين أو باستنشاق بخارها)، يمكن أن يساعد في تخفيف ألم الاعتلال العصبي (الألم الناتج عن تضرر الأعصاب).

كما أثبتت الدراسات أنها تحسِّن تناول الطعام عند مرضى العوز المناعي المكتسب.

ليس هناك دراسات حول تأثيرات زيت الماريجوانا أو زيت القنِّب.

كما أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين تعاطوا خلاصة الماريجوانا في التجارب السريرية، كانت حاجتهم أقل للأدوية المسكنة للألم.

بينت بعض الدراسات الحديثة، أن مركب التتراهيدرو كانابينول THC أو غيره من مركبات الكانابينويد، يمكن أن تبطئ نمو أو تسبب موت الخلايا السرطانية النامية في الأطباق المخبرية.

وكذلك تقترح بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات، بأن أنواعًا محددة من هذه المركبات يمكن أن تبطّئ نمو أو تنقص سرعة انتشار بعض أشكال السرطان.

بالاعتماد على عدد من الدراسات، يمكن لمركّب الدرونابينول أن يساعد في تخفيف الغثيان والإقياء المرتبط بالعلاج الكيميائي للسرطان.

تبيّن أيضًا أن هذا المركب يساعد في تحسين تناول الطعام، و تجنّب خسارة الوزن عند مرضى العوز المناعي المكتسب أو الإيدز.

إلا أن الدراسات التي أجريت على مرضى السرطان، لم تثبت أنه أفضل من دواء آخر كالميجسترول أسيتات.

المضار المحتملة لتعاطي الماريجوانا:

يمكن أن تسبّب الماريجوانا بعض المضار لمستخدميها، بينما التأثير الأكثر شيوعًا هو الشعور بالنشوة (لدرجة عالية)، فإنها يمكن أن تنقص سيطرة الشخص على بعض الحركات، يمكن أن تسبب أيضًا توهانًا، أو مشاعر وأفكار غير مرغوبة كالقلق و جنون العظمة.

يسمح تدخين الماريجوانا بإيصال الـ THC وغيره من مركبات كانابينويد إلى الجسم، لكنها تقوم أيضًا بإيصال المواد الضارة إلى مستخدميها والأشخاص القريبين منهم، متضمنة العديد من المواد ذاتها الموجودة في دخان التبغ.

ولأنّ نباتات الماريجوانا تأتي من سلالات مختلفة حاوية على مستويات مختلفة من المكوّنات الفعالة، وهذا يجعل من الصعب التنبؤ بآثارها على كل شخص بحد ذاته.

ويمكن أن يختلف تأثيرها أيضًا بالاعتماد على مدى عمق تجربة الشخص وطول فترة استنشاقه لها.

وبالمثل، تختلف آثار تناول الماريجوانا فمويًا بين الأشخاص.

بالإضافة إلى أنه يمكن أن يتطور لدى المستخدمين المزمنين ادمانًا غير صحي على الماريجوانا.