بما أن موسم الإنفلونزا قادم، والكثيرون يتساءلون إن كان نافعًا أخذ لقاح ضدها، وإن كان كذلك فمتى يجب أخذه؟ إليك ما تحتاج أن تعرفه.

عمومًا، إن كنت قد أخذت هذا اللقاح فأنت أقل عرضة للإصابة بالإنفلونزا. ولكن هذه ليست القصة الكاملة.

بالنسبة لمعظم الناس الأصحاء، فالأمر هو النظر في أمر التكلفة وبضع ثوانٍ من الألم أمام احتمال التغيب عن العمل وتحمل بضعة أيام من البؤس بسبب العدوى.

وبالنسبة للناس الذين يتعاملون مع أشخاص شديدي التأثر -مثل المسنين والأطفال والمرضى- فإن حصولك على اللقاح يخفض خطر تمريرك العدوى لهم. وقد تختلف الإصابة لدى هؤلاء الضعفاء، بين أن يكونوا في المنزل مصابين بمرض مزمن، وأن يكونوا في المستشفى مع مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي الجرثومي.

أما بالنسبة للوقت الذي يجب أن تحصل فيه على اللقاح هو إلى حدٍ ما مثل لعب اليانصيب. فإن كنت قد أخذت اللقاح في وقت باكر جدًا، فهناك خطر كبير بأن لا ينفعك عندما تكون بأمسّ الحاجة له. أما إذا تأخرت كثيرًا فقد تصاب بالإنفلونزا عندما تكون غير محمي.

إليك ما تحتاج إلى معرفته لاتخاذ قرارك في الحصول على اللقاح، ومتى:

منع الإصابة بالإنفلونزا

الأشخاص الذين يحصلون على اللقاح أقل عرضة للإصابة بالإنفلونزا من أولئك الذين لم يحصلوا عليه. وهم أقل احتمالًا لأن يبقوا في السرير يتعرّقون ويعانون من الارتعاش وآلام العضلات، مع الانقطاع عن العمل وأنشطتهم المعتادة، أو حتى الدخول إلى المستشفى مع مضاعفات أخرى.

وتوصي الحكومة الأسترالية بتلقيح كل شخص من الفئات التالية، والذين يكونون في خطر أكبر، بداية من عمر الستة أشهر، وبدأت بإعطائهم اللقاح بالمجان عام 2017:

  • الأشخاص الذين أعمارهم 65 عامًا فأكثر.
  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وأقل من خمس سنوات.
  • المرأة الحامل.
  • الأشخاص الذين أعمارهم ستة أشهر وما فوق ولديهم ظروف طبية يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الربو الشديد، وأمراض القلب والرئة، والمناعة المنخفضة والسكري.

وتكون الأعراض الخفيفة التي تظهر لدى بعض الناس بعد اللقاح بسبب توليده استجابةً مناعية. فهذه هي الطريقة التي تعمل بها اللقاحات، “بتدريب” الجهاز المناعي للتعرف على أجزاءٍ من فيروس الإنفلونزا، فيتمكن من الاستجابة بشكل أكثر فعالية عند مواجهة المرض الحقيقي. ولا يوجد فيروس حي في اللقاح يمكنه أن يصيبك بالمرض.

جميع لقاحات الإنفلونزا الموجودة في أستراليا آمنة؛ ويواصل الباحثون مراقبة أي آثار جانبية من خلال الردود التي تصلهم عبر الرسائل النصية من الأشخاص الذين تم تلقيحهم بها مؤخرًا.

وكجميع الأدوية، فإن لقاح الإنفلونزا يحمل معه مخاطر صغيرة من الآثار الجانبية، مثل وجع مؤقت في موضع الحقن.

لا يوفر لقاح الإنفلونزا حماية تامة

لقد أجريت معظم التجارب السريرية التي بحثت في مدى فعالية لقاح الإنفلونزا على الأطفال والبالغين الأصحاء. ومع ذلك فإن الذين نوصيهم بقوة باللقاح هم كبار السن ومن يعانون من أمراض مزمنة.

ولسوء الحظ، فإن اللقاح لا يثير استجابة مناعية قوية لدى هاتين المجموعتين. وهم الهدف الأول للتلقيح بسبب احتمال حدوث مضاعفات.

وقد بينت دراسات أسترالية، أنه بشكل عام ينخفض خطر الإصابة بحوالي 50-40٪ لدى الذين تلقوا اللقاح. وقد يبدو ذلك منخفضًا نسبيًا، إلا أن الحد من خطر العدوى بمقدار النصف يستحق هذا العناء.

يوجد عدد من السلالات المختلفة للإنفلونزا، والتي يتم تصنيفها إلى أنواع، وأنواع فرعية، وسلالات. على سبيل المثال، واحدة من السلالات الأربعة في لقاح عام 2017 تسمى A/H3N2/HongKong/4801/2014 ويشير هذا الاسم إلى نوع الإنفلونزا A، ونوعه الفرعي H3N2 (يتم تحديد فيروسات الإنفلونزا واسمها حسب البروتينات الموجودة على سطحها: هيماغلوتينين-H، والنورامينيداز-N)، ومكان عزل السلالة، في هونغ كونغ عام 2014.

عادة ما توجد ثلاثة أنواع فرعية (بنسب متفاوتة) من الإنفلونزا المنتشرة التي تسبب المرض. وباستثناء السنوات التي تحدث فيها جائحة، فإن السلالات المنتشرة عادة ما تكون متغيرات من سلالات الموسم السابق، وهذا يسمح لمنظمة الصحة العالمية بتقديم توصيات حول السلالات التي يجب أن تدخل في لقاح الموسم التالي.

في بعض الأحيان لا تتطابق سلالات اللقاح بشكل جيد مع السلالات المنتشرة، وقد تم تقليل حدوث هذا باستخدام اللقاح الرباعي الذي يحتوي على أربع سلالات.

الحماية من الإنفلونزا لا تدوم طويلًا

يعطي لقاح الإنفلونزا استجابة مناعية قصيرة الأجل نسبيًا، حوالي 6 – 12 شهرًا بعد التلقيح، وذلك لأن اللقاح ينتج استجابة مناعية أضعف من الإصابة بالعدوى.

مدة توفير الحماية تعتمد بشكل كبير على المريض والفيروس، إذ تظهر بعض الدراسات أن المرضى المسنين لديهم استجابة مناعية أقصر، كما أن بعض الأنواع الفرعية للإنفلونزا تثير استجابة مناعية أقوى من غيرها.

لذلك هناك بعض القلق من أنه إذا تم تلقيح الناس في وقت مبكر جدًا من العام، فإن الاستجابة المناعية قد تبدأ بالانخفاض عندما يحين وقت الحاجة إليها.

وقد أظهرت الدراسات التي بحثت أهمية اختيار الوقت المناسب نتائج متضاربة. ففي حين وجدت إحدى الدراسات أن فعالية اللقاح ضد سلالتي A/H1N1 و A/H3N2 انخفضت بعد ثلاثة أشهر، وجدت دراسة أخرى انخفاضًا ضد سلالتي A/H3N2 و B فقط.

عمومًا، يُوصى بأخذ اللقاح بين شهرين إلى أربعة أشهر قبل بداية موسم الإنفلونزا، فيكون الوقت باكرًا بما يكفي لكي يتعلم جهازك المناعي كيفية التعامل مع الفيروس ويكون جاهزًا في ذروة الموسم، ولا يكون متأخرًا جدًا فلا ينفعك.


  • ترجمة: بشار بعريني
  • تدقيق: جعفر الجزيري
  • تحرير: احمد عزب

المصدر