الحقائق الست عن طائرة الفضاء العسكرية الأمريكية (X-37B) ذات الطابع السري.


المقدمة

كانت الطائرة الفضائية التابعة لسلاح الجو الأمريكي (X-37B) تدور حول الأرض منذ مايو 2015م، منفذة عدة أنشطة ذات طابع سري للغاية، وهي البعثة الرابعة للمركبة الروبوتية (X-37B), والتي تعرف بمركبة الاختبار المدارية (OTV)، أما الرحلات الثلاث الأخرى للمركبة (OTV) فكانت في أبريل 2010م، ومارس 2011م، وديسمبر 2012م، وهنا بعض الحقائق المدهشة التي يمكن إيرادها حول سفينة الفضاء العسكرية.

1- إنها صغيرة.

تشبه المركبة (X-37B) مكوك الفضاء التابع لناسا, بيد أن المركبتين لا تتشابهان من ناحية الحجم، فأبعاد المركبة (X-37B) هي 29 قدمًا، أي: (8.8 متر) بالطول، مع جناحيها الذي يبلغ 15 قدمًا، أي: (4.6 متر)، بينما تبلغ أبعاد مكوك الفضاء المتقاعد 122 قدمًا، أي: (37 مترًا) بالطول, وأكثر من 78 قدمًا، أي: (24 مترًا) من قمة الجناح إلى قمة الجناح، ويمكن تحميل مركبتي (X-37B) داخل حجرة التحميل الخاصة بالمكوك، وفي الواقع, تم تصميم المركبة (X-37B) بحيث يتم نقلها إلى المدار عبر وضعها ضمن حمولة مكوك الفضاء, ولكن تقرر في النهاية وضعها على مقدمة صاروخٍ حاملٍ، وفي الوقت الراهن يتم إطلاق المركبة (X-37B) إلى الفضاء على متن صاروخ (أطلس 5)، وبشكلٍ مشابه لمكوك الفضاء, تملك المركبة (X-37B) القدرة على الهبوط على المدرج مثل الطائرات, ويتم ذلك بشكل آلي، على النقيض من مكوك الفضاء, الذي يحمل عادةً طاقمًا من سبعة رواد فضاء.

2- إن مهمتها سرية.

على الرغم من كشف النقاب عن بعض الحمولات التي كانت المركبة (X-37B) تحملها معها وذلك من قبل القوات الجوية الأمريكية, كانت تعد أغلب معداتها سرية, وأيضًا تفاصيل أنشطتها في المدار، وقد أدت هذه السرية إلى ظهور تكهنات بكون هذه المركبة، هي نوعٌ من أنواع أسلحة الفضاء, وربما تكون مصممةً للالتقاط، أو تدمير الأقمار الاصطناعية، ومع ذلك فإن تلك النظريات يتم نفيها من قبل القوات الجوية, وتصر على أن المركبة (X-37B) هي مجرد اختبار تقنيات المركبات الفضائية مستقبلًا، وتقوم بحمل تجارب مختلفةٍ إلى الفضاء، ومن ثم العودة بها إلى الأرض، وكما يقول خبراء مستقلون, إن بعض هذه التقنيات التي يتم اختبارها قد تكون أجهزة استشعار، ومعداتٍ أخرى لأقمار تجسسٍ مستقبلية.

3- بداية برنامج المركبة كانت من وكالة ناسا.

بدأت وكالة ناسا برنامج (X-37) في عام 1999م، إذ كانت تخطط في البداية لتطوير مركبتين منفصلتين، هما: مركبة تجارب الاقتراب والهبوط (ALTV), ومركبة مدارية (OV)، وفي عام 2004م، نقلت وكالة ناسا تطوير المركبة (X-37) إلى وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (DARPA), وعُدت سريةً اعتبارًا من هذه المرحلة، وفي عام 2006م أعلنت القوات الجوية بأنها ستقوم بتطوير مركبة (X-37) خاصةٍ بها، وقد أطلق عليها اسم ( X-37B) أو (OTV)، إذ أن تصميم طائرة الفضاء اعتمد بشكلٍ أساسيٍ على تصميم المركبة (OV) الأصلي, والذي لم يتم بناؤه أبدًا، وقد قامت وكالة DARPA ببناء واختبار مركبة تجارب الاقتراب والهبوط (ALTV), وتعد شركة بوينغ المقاول الأساسي لبرنامج المركبة (X-37B) منذ عام 1999م حتى الآن, وقامت الشركة على ما يبدو ببناء طائرتين فضائيتين (X-37B) للقوات الجوية، إذ قامت الطائرتين بالقيام بالمهمات الفضائية الأربعة للبرنامج.

4- بعثات هذه المركبة طويلةٌ بشكل لا يصدق.

تنص وثيقة الوقائع الصادرة من قبل القوات الجوية بأن المركبة ( X-37B) مصممةٌ لقضاء أكثر من 270 يومًا، وذلك في كل رحلةٍ لها إلى الفضاء، ومع ذلك, فإن المركبة التي تكبرها قد حُددت عدد المرات التي يمكن لها الصعود إلى الفضاء، وبقيت المركبة (X-37B) في أول رحلةٍ فضائيةٍ لها دامت 225 يومًا ، وأطلق عليها اسم (OTV-1)، وبقيت في الرحلات التالية469 يومًا و 674 يومًأ، وأطلق عليها الأسماء (OTV-2)، و(OTV-3)، على التوالي, أما في الرحلة ذات الاسم (OTV-4) فقد حطمت الرقم القياسي لدورانها حول الأرض لمدة 718 يومًا قبل أن تهبط إلى الأرض بتاريخ 7 مايو 2017م، وقد تكون المدة الطويلة هي جزءٌ رئيسيٌ من مهمة المركبة (X-37B)، وقال الخبراء بأن المهندسين يختبرون تقنيات أقمارٍ اصطناعيةٍ مستقبليةً يرغبون في معرفة كيفية تصرف المعدات عند مكوثها لمدةٍ طويلةٍ في بيئة الفضاء.

5- تستطيع أنت رؤية المركبة من الأرض.

على الرغم من عدم إفصاح القوات الجوية عن المدار الدقيق للمركبة (X-37B) فقد تمكن علماء فلكٍ محترفون من تتبع مسار المركبة من الأرض، وتستطيع أنت أيضًا فعل ذلك، فعند استخدامك متتبع الأقمار الاصطناعية لموقع Space.com، يمكنك تحديد أين توجد المركبة (X-37B) في قبة السماء أثناء مهمتها، ولن يكون مشهد المركبة مثيرًا؛ لأنها ستبدو وكأنها نجمٌ متوسط السطوع يتحرك عبر السماء.

6- النسخ المستقبلية من المركبة.

قد لا تكون النسخة الحالية من المركبةX-37) ) هي الأخيرة للوصول إلى الفضاء، ففي عام 2011م, أعلن ممثلو شركة بوينغ أنهم يفكرون في تطوير نسخٍ أكبر من المركبة، تسمى (X-37C )، يمكن أن تحمل ما يصل إلى ستة رواد فضاء، من وإلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، بالإضافة إلى ذلك اقترح فريقٌ من المهندسين بقيادة رائد الفضاء السابق لوكالة ناسا (ستيفن روبنسون – Stephen Robinson) استخدام نسخةٍ معدلةٍ من المركبة (X-37B)، بصفتها مركبة إخلاءٍ؛ لاستخدامها في حالات الطوارئ في المحطة (ISS)، وهي مجرد فكرةٍ في الوقت الحالي, ولا توجد مؤشراتٌ أن شركة بوينغ تبحث في استخدام المركبة كسيارة إسعافٍ لرواد الفضاء.


  • ترجمة: عامر السبيعي.
  • تدقيق: رجاء العطاونة.
  • تحرير: زيد أبو الرب.

المصدر