أوضحت دراسة حديثة ومفاجئة أنَّ الغالبية العظمى من طلاب الطب في الولايات المتحدة الأمريكية لا يجيدون قياس ضغط الدم بدقة، ووفقًا للدراسة فطالب واحد فقط من بين كل 158 طالب قام بقياس الضغط بصورة مثالية وخالية من الأخطاء خلال التجارب التي أجريت لاختبار طلاب الطب.

واعتمدت الدراسة على معايير الجمعية الأمريكية لأمراض القلب -American Heart Association والتي تصدر توصيات دوريَّة حول كيفيَّة القيام بقياس ضغط الدم الشرياني بصورة صحيحة، أغلب الأخطاء التي ارتكبها الطلاب تتعلَّق بتحضير المريض ووضعيته وليس بإجراءات استخدام جهاز الضغط فمثلًا 11 طالب فقط من بين الطلاب المشاركين طلبوا من المريض الاستراحة لمدة 5 دقائق على كرسي أو مقعد قبل البدء بالقياس في حين أنَّ الغالبية وضعوا كُمَّ جهاز القياس في المكان الصحيح وثبتوا الذراع بصورة مناسبة واختاروا حجم الكُم الملائم للذراع وأوصوا المريض بعدم الحركة أو الكلام أثناء القياس وقاموا بقياس الضغط في كلا الذراعين.

البعض يعتقد أنَّ هذه الإجراءات البسيطة سخيفة ولاتكاد تُقدِّم أو تُؤخِّر شيئًا ولكن ذلك خطأ كبير فمثلًا إنَّ وضع الكُم بصورة غير صحيحة يرفع الضغط الانقباضي والانبساطي قرابة 10 ملم زئبقي وتصالب الساقين يرفع الضغط الانقباضي مابين 3 -8 ملم زئبقي وهذه الأرقام على الرغم من صغرها ولكنها قد تُغيِّر التشخيص بصورة كاملة الأمر الذي يؤدي لتعديل الخطة العلاجية والأدوية المستخدمة.

تبدو أهمية المعرفة الصحيحة والدقيقة لكيفية قياس ضغط الدم من قبل طلاب الطب والكادر الطبي واضحةً وجليَّة حين نعلم أنَّ ثلث الأمريكيين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم وأنَّ ارتفاع الضغط هو عامل مؤهِّب رئيسي لأمراض القلب والأوعية وهي السبب الأول للوفيات في العالم حاليًا والقياس الدقيق للضغط هو الخطوة الأولى في طريق العلاج الصحيح.

هذه الدراسة تؤكِّد أيضًا على أهمية التدريب العملي والسريري للكوادر الطبية وليس الاكتفاء بالمعلومات النظرية حتى ضمن المرحلة الجامعية ما قبل مزاولة المهنة.


  • إعداد : د. محمد الأبرص
  • تدقيق: رؤى درخباني
  • تحرير :رغدة عاصي
  • المصدر