مقدمة:

في حزيران 2010، رخصت الوكالة التنظيمية للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية استخدام البوتوكس بشكل خاص كعلاج للشقيقة المزمنة. حتى الآن، لم يُظهر البوتوكس فعالية تجاه أية نمط من أنماط الصداع الأخرى مثل: الشقيقة النوبيّة، الصداع التوتري، الصداع العنقودي.

وتظهر المعلومات التالية الدليل حول استخدام البوتوكس كعلاج لصداع الشقيقة.

ماهو ذيفان الوشيقية؟

ذيفانات الوشيقية هي سموم عصبية ينتجها نوع من الجراثيم يسمى المِطَثِيّة الوشيقية (Clostridium Botulinum).

عُرِّف التسمم الوشيقي – وهو شلل عضلي تحدثه الجرعات العالية من ذيفان الوشيقية – للمرة الأولى عام 1817. ولم تُعزَل البكتريا المسببة له حتى عام 1895.

وتُعرَّف سبعة أنماط مختلفة من ذيفان الوشيقية (A، B، C1، C2، D، E، F، G). وقد قُدِّم مستحضر ذيفان الوشيقية (نمط A شديد الميوعة( للمارسة السريرية، بين السبعينات والثمانينات، لعلاج الحول وتشنج الجفن.

ومنذ ذلك الحين، وجد استخدامات في مجالات طبية أخرى، متضمنة (خلل التوتر – Dystonia) أو تشنّج الكاتب – وهو تشنّج ما بعد السكتة الدماغية – وفرط التعرّق في اليدين والرجلين.

مستحضرات ذيفان الوشيقية الأخرى للنمطينA وB متوفرة، لكنها لم تُختبر في اضطرابات الصداع.

ذيفان الوشيقية والصداع:

في أواسط التسعينات، أخبر عدد من الأشخاص تحسناً في ألم الرأس بعد تلقيهم ذيفان الوشيقية لأسباب أخرى.

أجريت العديد من التجارب السريرية حول تأثير ذيفان الوشيقية في أنماط الصداع المختلفة مثل: الصداع التوتري، الشقيقة النوبية، والصداع المزمن غير المتمايز. إلا أن النتائج كانت مخيبة للآمال، ولم يكن هناك اختلاف مع إعطاء العلاج البديل.

على أية حال، يُظهر التحليل التفصيلي للنتائج المقترحة أن مجموعة من المرضى المصابين بالشقيقة المزمنة فقط يمكن أن يستفيدوا من هذا العلاج.

كيف يعمل ذيفان الوشيقية مع الشقيقة المزمنة؟

الإجابة البسيطة، هي أننا لا ندرك الآلية بشكل كامل. اقترحت دراسة مؤخرة، أجراها رامي برستن وزملاؤه في الولايات المتحدة باستخدام النماذج الحيوانية، بأن ذيفان الوشيقية يثبط ألم الشقيقة المزمنة من خلال إنقاص التعبير عن مسالك ألم محددة في الخلايا العصبية في الجهاز الوعائي للعصب مثلث التوائم.

الجهاز الوعائي للعصب مثلث التوائم هو مسار حسي، يُعتقد أنه يلعب دور مفتاحي في طور الصداع خلال نوبة الشقيقة. بخلاف العديد من الحالات الأخرى التي يستخدم بها، فلا فيعتقد بأنه يعمل كعامل مرخٍ للعضلات مفرطة النشاط. وقد تبين بأن ذيفان الوشيقية يقلل الألم في العديد من الحالات المرضية، كالتوتر الرقبي، الآلام العصبية، ألم أسفل الظهر، الشلل التشنجي، ألم اللفافة العضلية، وألم المثانة.

على أمل أن يُلقي المزيد من البحث حول آلية عمل ذيفان الوشيقية الضوء على المسارات الأخرى التي يؤثر بها.

هل يعتبر البوتوكس علاج مناسب لي؟

فقط المرضى المصابين بالشقيقة المزمنة مؤهلون للعلاج بالبوتوكس. وتُعرَّف الشقيقة المزمنة على أنها ألم الرأس الذي يحدث في 15 يوم أو أكثر كل شهر، يرافق نصفها على الأقل أعراض الشقيقة.

على أية حال، هناك علاجات أخرى متوفرة للمرضى المصابين بالشقيقة المزمنة، ومن الضروري أن يكون هناك نقاش حول الصداع والخيارات العلاجية له بين المرضى والطبيب ذو الخبرة في تشخيص الصداع قبل اتخاذ القرار بتلقي البوتوكس كعلاج.

من الذي يقوم بحقن البوتوكس كعلاج للشقيقة المزمنة؟

في الوقت الحاضر ينحصر تطبيق العلاج بالبوتوكس على القليل من مراكز علاج الصداع التخصصية. ولكن مع تقدم الوقت، ينبغي أن يتوافر عدد متزايد من الأشخاص المدربين لإجراء الحقن.

في كل الأحوال، ينبغي أن تتأكد من أن الشخص الذي يقوم بالحقن قد تلقى تدريب ملائم في تشخيص الشقيقة المزمنة، وإعطاء حقن البوتوكس.


  • ترجمة: رنيم جنيدي
  • تدقيق: محمد عبدالحميد ابوقصيصة
  • تحرير: أميمة الدريدي
  • المصدر