نجح فريقُ باحثين في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير أول (رئةٍ وظيفيةٍ جيدة التروية الدموية) لتُحدث ثورةً في علاج (أمراض الرئة).

عادةً ما تُبنى معظم الرئات الخاضعة (للهندسة الحيوية) من رئاتٍ منزوعة الخلايا كليًا، إلا أن هذا المشروع يحافظ على شبكة (الأوعية الدموية) للرئة الأصلية بالإضافة لإزالة (البطانة الظهارية المريضة) واستبدالها بأخرى سليمة.

قالت (غوردانا فونياك نوفاكوفيتش-Gordana Vonjak-Novakovic) -البروفيسور في الجامعة وقائدة المشروع في مؤتمر صحفي-: «طورنا مقاربةً جديدةً جذريًا لإتاحة الهندسة الحيوية للرئة»، وتابعت قائلةً: «تُعد إمكانية العلاج الانتقائي لظهارة الرئة أمرًا في غاية الأهمية، إذ تُصيب أغلب أمراض الرئة الظهارة الرئوية».

تعليق الصورة: N. Valerio Dorrello and Gordana Vunjak-Novakovic, Columbia University
تستهدف طريقة الفريق الطرق التنفسية، إذ تتضمن إزالة الظهارة الرئوية دون التأثير على التروية الدموية، أو (النسيج الضام)، أو خلاياه الداعمة مثل الأرومات الليفية، والخلايا العضلية، والخلايا الغضروفية والخلايا المحيطية.

ولاختبار سير نجاح العملية، أدخل الباحثون قُنَيّات-Cannulas في أوعية رئات قوارض قبل وضعها على (جهاز التهوية) ثم وصلوا القُنَيّات بنظام إرواء خارج الجسم الحي-ex vivo perfusion system، وبعدها استخدموا محلول تنظيف خفيف في إحدى الرئتين لإزالة الخلايا الظهارية، وفي الوقت ذاته حقنوا الرئة بمحلول التروية الذي يحوي ركائز الشوارد والطاقة إلى الرئة لضمان عدم تأثر ترويتها الدموية، الأمر الذي مكّن الرئة من دعم الأنسجة الإضافية وإتاحة نمو الخلايا الرئوية البالغة المأخوذة من الخلايا الجذعية-Stem cells.

يصل عدد الوفيات الناجمة عن أمراض الرئة إلى نحو 400 ألف حالة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تحتل أمراض الرئة المركز الثالث عالميًا في أسباب الوفيات، ومن المتوقع أن تُسهم عملية الهندسة الحيوية الحديثة في تقليل تلك الأرقام المهولة.

وقال إن.فاليريو دوريلو-N. Valerio Dorello -الأستاذ المساعد في قسم الأطفال في المركز الطبي لجامعة كولومبيا والكاتب الرئيس في الورقة البحثية-: «أرى يوميًا أطفالًا في وحدة العناية المشددة يعانون من أمراضٍ رئويةٍ شديدةٍ تحتاج إلى التهوية الميكانيكية- Mechanical ventilation، وأردف قائلًا: «قد تقودنا تلك المقاربة المبتكرة إلى سُبُل علاجٍ جديدةٍ كليًا لأولئك المرضى».

يُعد زرع الرئة الخيار الفعال الوحيد في علاج أمراض الرئة في مراحلها الأخيرة وما يزيد الطين بلةً هو نقص الرئات المتاحة للزرع، إذ تبلغ نسبة الرئات الممنوحة الملائمة لعمليات الزرع نحو 20%، ما يدفع أغلب المرضى للاستسلام لحالتهم أثناء انتظارهم للرئة المنقذة.

وشرح ماثيو باشيتا-Matthew Bacchetta- الأستاذ المساعد في قسم الجراحة في جامعة كولومبيا والكاتب المساعد في الورقة البحثية-: «للاستراتيجيات الساعية إلى زيادة عدد الرئات المزروعة تأثيرًا مباشرًا وعميقًا»، وتابع قائلًا: «إني كجراح زراعة رئة متحمسٌ جدًا للإمكانيات العظيمة التي تتيحها لنا تلك التقنية».


  • ترجمة: باسل غازي الإسماعيل.
  • تدقيق: رؤى درخباني.
  • تحرير : محمد حمد.

المصدر